هذا العدد
عدد يرصد حال الثقافة العربية من باب السؤال عن الكيفية التي انفعلت فيها بأصوات الشارع الذي انتفض ينشد تحقيق تطلعات أجياله الجديدة، وقد قطرت معها إلى شوارع الغضب أجيالا بعضها كان خاملا وبعضها كان خائبا مستسلماً لقدره. وبعضها الآخر شرائح حية من الكتاب والمثقفين والفاعلين الاجتماعيين ممن هالهم حجم النكوص الاجتماعي والخراب الروحي الذي أصاب به الاستبداد مجتمعاتهم، والهوان الذي عصف بأمتهم، فلم يتوقفوا عن محاولاتهم الإصلاح وطلب التغيير، ليجدوا أنفسهم جنبا إلى جنب مع أبنائهم من الشباب وعلى رأس التظاهرات والتجمعات السلمية طلبا للتغيير. والسؤال الذي تطرحه “الجديد” في هذا السياق وهذا الرصد، يحاول أن يتقصى أثر حرائق الأمة في بدن الأدب والشعر والفكر والفن، وفي نظرات المبدعين وأفكار المفكرين.
هل من جديد؟ هل من أسئلة جامعة يمكن وصفها بأنها جديدة أمكن للثقافة العربية في جغرافياتها المختلفة ان تطرحها وتحاول الإجابة عنها؟ هل عصفت الخضات والانتفاضات العربية بالثقافة أيضاً؟ هل جددت أسئلتها؟
هذه الأسئلة وغيرها شكلت مداراً للتفكر في ملف “الجديد” المعنون بـ”الثقافة العزلاء” وقد شاركت فيه نخبة من حملة الأقلام العرب من تونس، مصر، سوريا، العراق، الجزائر، فلسطين، الأردن.
والملف مفتوح على كل مساهمة جادة للحوار مع الأفكار التي يطرحها المشاركون فيه.
في العدد أيضا حواران؛ الأول مع السينمائي السوري الراحل نبيل المالح، ونص بقلمه. والثاني مع المفكر الفرنسي لوك فيري أحد الفلاسفة الفرنسيين الجدد.
وإلى هذه وتلك، يذخر العدد بمقالات فكرية وأدبية ونقدية، وقصائد وقصص من لبنان وسوريا والعراق والمغرب وليبيا وتونس وفلسطين.
وفي الأبواب الثابتة آراء ومراجعات للكتب الجديدة، ورسالة فكرية من باريس، ورد من المفكر المصري مراد وهبة على منتقديه ومساجليه، ورسوم لعدد من الفنانين العرب المبدعين.
“الجديد” دعت الكتاب إلى المشاركة في عدد من ملفاتها الجديدة منها: “الكتابة والأنوثة/المرأة والكتابة” في عدد تخصصه لموضوعات هذا العنوان. و”الكتابة المسرحية” وهو عدد مخصص للنصوص المسرحية وبعض الدراسات. و”مسالة الهوية: صراع الهويات في العالم العربي”.
بهذا العدد تواصل “الجديد” مغامرتها في البحث عن كل جديد وثمين في الأدب والفكر والفن، محرضة على كتابة عربية جريئة في نقديتها وحرّة في ابتكاريتها، مغتنية بأفكار وإبداعات من التف حول مشروعها من حملة الأقلام العرب المتطلعين نحو المستقبل، في قطيعة، حقيقية مع المنظومة الاجتماعية والسياسية المنتجة لأوهام الفئتين الضالتين: أهل الاستبداد وأهل الظلام.
المحرر