أريد أن أكتب قصيدة

السبت 2022/01/01
تخطيط: حسين جمعان

خطرت لي فكرة

أن أكتب قصيدة محترمة،

جميلة مُحَرَّرَة لا تخدش حياءً

وليست مبتذلة.

***

فجلست على الكرسي

وشَحَذَتُ الهمة، وتجرأتُ،

وأمسكتُ القلم

ووضعتُ أمامي الورقة

وسميتُ الله،

واستدعيت الفكرة.

***

وإمعاناً في التقمص والتعمق والدقة،

أشعلتُ سيجارة ماركة “كليوباترا”

وصنعتُ كوباً من الشاي المغلي

ووضعته أمامي وعشتُ الدور بحذافيره،

وأتقنته بكل دقة

وأشعلتُ ذهني، وقدحتُ الفكرة

واستدعيتُ الذاكرة،

المختلة.

***

وذلك بعدما نام الأولاد وانقطعتْ الدوشة

وهذا دأبي دائماً كلما أردتُ أن أكتبَ شيئاً

أو أقرأ، طبعاً، أو أفكر في فكرة

شيء مهمّ أن تعمل في صمتٍ

ومن غير ضوضاءٍ، ولا شوشرة

وراحتْ تتداعى في رأسي الأحداث،

ورحتُ أتحايل على الفكرة.

***

وعصرتُ ذهني، وفكرتُ في ما أكتب..؟!

وقدحت الزند والعقل

وبعد تعبٍ ومعاناةٍ ومشقة

نظرت في بياض الورقة

فوجدتُ ما كتبته لا يمكن نشره

ولا يرقى الي مستوى الحدث

ولا يمكن أن يعبّر عن فكرة

فوضعت القلم بجواري

وطقطقت أصابعي

وقطعت حبل أفكاري

وتراجعت عما كتبت

وتنازلت عن الفكرة.

***

وتذكرت أني نسيت

اسمي في آخر الورقة

لم أمحه ولم أمسحه

فظللت أحفر، وأنحت في بياض الورقة

حتى أصبحت خاوية، خالية مهترئة

حتى كادت تتلاشى الورقة

وإمعاناً وتأكيداً للمحو

قمت بتقطيعٍ وحرقٍ

بل ما كانت هناك

أصلاً ورقة.

***

استرخيت على الكرسي

وأخذتني الذفرة، تنهدت وغلبتني العَبرة

لتهدأ نفسي الثائرة

ونظرتُ عن يميني

نظرتُ عن شمالي

وسرحت بعيداً بخيالي.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.