أقاصيص
حبل واسع
قال الرجل: أنت واسعة الحبل
قالت المرأة: أنت لا تفهمني يا حبيبي؟
قال الرجل: ثقوبك غائرة ومليئة بالماء
قالت المرأة: من أثر المطر
قال الرجل: الله لا يحتاج صلاتك في آخر العمر
قالت المرأة بانفعال: لتشرب البحر
تفرّسها الرجل بدم بارد، وغادر المقهى بسرطان في القلب.
(عاد السارد إلى غرفته قانطا ومكسورا، ولم يداهمه النوم ربما….).
عكاز الأعمى
الرجل وحيد في غرفته ولا أحد، الرجل يشرع باب دولاب الملابس، هنا مظلة وكشكول منقط ومعطف للشتاء، الرجل يتفرس ألبوم الصور، هناك امرأة وأصابع رجل غامض، يداعب عدسة آلة التصوير بغنج، الرجل الذي يرى في ذاكرته بقايا دم تنسكب من أصابع المرأة في حكاية وهمية، الرجل الذي يضع على فمه كمامة، وليته أعمى ونيته في عكازه فقط.
الذي تدلت جثته من السقف،
كتب على صفحته في الفايس:
“رجاء تلك المرأة لا تمشي في جنازتي”.
(السارد مشى في جنازة الرجل مطأطئا رأسه، لأنه على علم بكل تفاصيل الحكاية).
طنين
في زاوية ما، يستلقي الرجل على ظهره متعبا، ونفس الصفير في رأسه دون أي مصدر خارجي، وحين يحاول تجاهله يتفاقم الطنين ويتحول إلى ما يشبه هدير البحر.
و… يحدث أن يهنأ في النوم، ليرى نفسه عاملا بورشة للصيانة، وحين يحاول فتح برميل يحوي مادة “التنر”، تنفجر الورشة، وينقسم رأسه لنصفين.
(السارد بادل الرجل حلمه العجائبي ودونه في مذكرته).
افتراضات
لنفترض أن رأس الرجل يغلي كما البركان، لنفترض أنه غدا أو بعد سيكون على موعد مع الطبيب، ولنفترض أنه في قاعة الانتظار ثم وصل دوره.
وبعد الفحص، انتهى كل شيء بورقه سلمها الطبيب للرجل تقول:
كل شيء سيكون على ما يرام في مستشفى المجانين
(السارد بدوره وجعه رأسه ويكاد ينفجر، ولهذا قرر التوقف عن توثيق ما حدث).
سريالية
في شرودها..
صورة معلقة في الجدار لرجل يلف عنقه بكشكول أزرق، وكما لو يتفرسها بكامل نرجسيته، الرجل الذي كسر عظامها وغادرها ببرودة، ولم يعد
في صمتها..
جنين متعفن في قمامة المصحة
وفي مذكرتها نقرأ قبل أن تنتحر:
(عزيزي.. أحيانا يخيل لي أني ميتة، وستقف على قبري، وتلومني لماذا مت في العاشرة، ولم أنتحر في العاشرة والنصف).
( السارد يمشي ويجيء في كولوار المصحة، ويبدو قلقا ومتوترا).
نرجس
رجل وامرأة التقيا خارج الصدفة والاختيار،
في الموعد الأول، قصف الرجل المرأة بذيل الطاووس،
في اللقاء الموعد الثاني، أدخلها قارورة العسل
في اللقاء الثالث: كان وجها آخر واكتفى بوضعها في الرف، فقد يعود إليها
(السارد خلد إلى النوم، فغذا ينتظره المزيد من وقائع المرأة والرجل).
بضاض (1)
أضرب “قيس” عن الحب، ودخل في امتناع عن تناول الطعام.
المذيع: ما الحكاية؟
قيس: الخائن اليوم لا يشنق، بل يشنق الآخرين
المذيع: كيف؟
قيس: الخيانة أصبحت وجهة نظر
المذيع: لم أفهم
و.. انقطع البث…
(السارد لا يشاهد التلفزة أصلا، ولا تعنيه حتى الأخبار).
كاتب من المغرب
(1) بضاض: كلمة أمازيغية تعني الحب.