أقل من تمثال إغريقي أكثر من بحيرة راكدة
يحدثُ أن أتمرنَ على البلادة كأنْ..
أفتحَ حديثَنا بابتسامةٍ باردةٍ مفتوحةِ الاحتمالات
أعتادُ على اختراعِ أوقاتٍ خارجَ سياقِها الزمني
أقترضُ من بنك حواسي لامبالاةً ربحيّة
أُودِعُ في موضعِ قلبي ساعةَ حائط
أخدع وجوهَ اللقاء بأسنانٍ بيضاء
أحجُبُ ضوءَ الذكرى بروزنامةٍ سوداء
وأقيسُ فساتين الجنائزِ والأفراحِ المتأخرة
يحدث أن أتمرن على البلادة كأن
أحرسَ جثثَ حكاياتي بكاملِ أناقتي
أنزع مسمارَ صورتِك من جدارِ ذاكرتي
أحافظ على لياقةِ عاطفتي بنظامِ تخفيفٍ صارم
أتجاهل الشريطَ الإخباري المسبوق بعاجل
وأنشغل بأحداث فيلم هوليودي سخيف.
يحدث أن أتمرن على البلادة
كأن أبددَ شوقي بتسريحةٍ عصريّة أو شعرٍ مستعار
أخمش وجه إحساسي بأظافر مطليّة
أغسلُ أرَقَ خِذلانك بمُزيل الماكياج
أستبدلُ ماءَ وجهي بكريم تفتيح مُرطب
وأرقص مع أنيني على وقع أغنية فاقعة.
يحدث أن أتمرن على البلادة.. كأن
أعطي دهشتي عقاقيرَ منوّمة
أراقبُ نضجَ روحي وهي تبتلعُ خيباتي بصبر
أتعمدُ تأجيلَ أرصدة وعودي وفاتورةَ هاتفي
أرتشف مرارةَ الحزنِ كما أرتشفُ قهوةَ الصباح
وأُبقي وهم الأحلام كحباتِ السكر
في قاعِ الفنجان.