انهيار تربية البيت
يعرف المجتمع المعاصر تغيرات جذرية في كل المجالات، وأضحت السمة المميزة له اليوم هي ”المعرفة”، وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة إلى البحث عن طرائق ومناهج في التربية تُساير هذا التطور، في مجتمع بأبعاد متعددة، يفرض على المربّي الانفتاح على كل التصورات والأفكار التي تُغني العملية التربوية، خاصة وأننا نعيش على وقع تنامي القضايا والمستجدات، التي لم يوجد لها مثيل في الماضي، وتتطلب رسوخا في مجال التربية لإيجاد مسالك آمنة تنقل الإنسان المعاصر من ضيق الرؤيا إلى سعتها، بشكل يضمن للمربي نجاح الفعل التربوي.
لا شك أن للتربية دورا أساسيا في تحقيق الأمن والسلم بين الأفراد، من خلال رسمها لمعالم الشخصية (السوية)، وعلاوة على ذلك تمثل التربية الوالدية، إحدى أهم ركائز التربية عامة في المجتمع، فمن خلالها يتمكن الفرد من تحقيق الاندماج داخل المجتمع بشكل مرن، ذلك أن التربية الوالدية تعتبر أول فعل يتلقاه الطفل، وهي الحلقة الأهم التي تؤسس للتنشئة الاجتماعية، بحيث تمكن الطفل من الانفتاح على المجتمع مستدمجا جملة من النظم والقوانين، وهو ما ينعكس على الفرد من خلال الحكم على سلوكات الأفراد الآخرين داخل المجتمع الواحد في ما يسمى ”بالحكم الخلقي”، أثناء بحثه عن التوافق الاجتماعي.
يُجمع علماء النفس والتربية حول أهمية التربية الوالدية (l’éducation parentale) ذلك لأنها تُعنى أساسا بالطفولة المبكرة، والأدهى من ذلك أنها تحدد معالم شخصية الفرد التي تصاحبه طوال حياته، مما يتطلب جهدا كبيرا، في إعداد وتهييء الطفل تربويا لمواجهة الحياة بشكل طبيعي، وبالكاد بناء شخصية متوازنة تجنبه كل ما من شأنه أن يوقع به في براثن الانحراف.
تستوجب عملية التربية اتصالا مباشرا بين الآباء والأطفال حتى تتحقق أسمى الغايات، والتي يمكن إجمالها في خلق إنسان متوافق اجتماعيا، بعيدا عن كل أشكال الانحراف. وإدراكا لقيمة التربية الوالدية، يُصبح من الأليق تحيين التربية وضبطها مع المتغيرات الجديدة، فطفل الأمس ليس هو طفل اليوم، لأن التطور الذي يعيشه الأبناء يؤثر على مفهوم القدوة الخاص بالأب أو المثال، لتصبح مقولة فرويد ”الطفل أبو الراشد لها راهنيتها”، كما أن البعد الجغرافي والثقافي يؤثر في طبيعة تفكير الطفل، ومنه تنبلج الحاجة إلى البحث عن أرقى السبل لإيجاد تربية تتوافق مع متطلبات العصر بأساليب ومناهج علمية دقيقة، تجمع بين التنظير والممارسة، ولعلنا اليوم أحوج ما نكون إلى مثل هذه المناهج، قصد خلق جيل فاعل ومسؤول، متشبع بروح القيم الأخلاقية.
إن من أسباب الفشل الذي تشهده التربية الوالدية اليوم، هو انفلات الدور الأساسي الذي يقضي بتهييء الطفل للانخراط في الحياة، في مجتمع ما بعد الحداثة،(مجتمع المعرفة)، حيث أصبحنا أمام عالم أشبه ما يكون بالعالم الافتراضي حيث التيه واللاتوافق، “فوظيفة التنشئة الاجتماعية لم تبق وقفا على الأسرة وحدها، بل أصبحت تتقاسمها مع عدة مؤسسات أو مجالات أخرى كوسائل الإعلام مثلا أو الشارع أو دور الحضانة والمدارس” (جان جاك روسو، إميل أو في التربية،2015، ترجمة عادل زعيتر، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، ص 28)، الأمر الذي أسهم في توسيع الهوة بين أفراد المجتمع، بل وبين أفراد الأسرة الواحدة، في غياب شبه تام للقيم الأخلاقية.
في الحاجة إلى التربية الوالدية
تحظى التربية بالأهمية البالغة، لما لها من دور كبير في التنشئة والإعداد للمستقبل، ذلك أنها تُعد ضرورة أساسية في المجتمع، وبلا شك أن التربية الوالدية، لها قيمتها في تكوين الإنسان – الصالح – الذي يعود بالنفع على محيطه، وبالتالي تحقيق مناطاتها على المستوى الفردي والجماعي بعيدا عن كل أشكال الانحراف، والأسرة بهذا المعنى تعتبر من أهم ”المؤسسات الاجتماعية في إكساب الأبناء لقيمهم فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي وما لا ينبغي أن يكون، في ظل المعايير الحضارية السائدة” (عبداللطيف محمد خليفة، (1992) ارتقاء القيم (دراسة نفسية)، عالم المعرفة ص 90).
تتجاوز التربية مفهوم الرعاية، فإذا كانت هذه الأخيرة حبيسة توفير الملبس والمأكل للطفل، فإن الأولى – التربية – هي الركيزة الأساسية التي بها تكتمل إنسانية الإنسان، من خلال سعيها إلى خلق الإنسان المتوازن تماشيا مع قوانين وأخلاق جماعة الانتماء، وهي بهذا المعنى – التربية الوالدية – تشكل أرقى صور العناية الربانية، وعليها صلاح الفرد في العاجل والآجل.
ولما كانت التربية في معناها: هي التنمية، بكل أبعادها البشرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، فإنها بذلك تهدف إلى خلق جيل يتسم بنوع من التوازن النفسي والاجتماعي حتى تستقيم في أفهام الناس مرامي التربية التي يهدف من خلالها المربي إلى خلق الإنسان المتوازن والمسؤول، فالتربية الوالدية بلا شك وسيلة تحجب عن الإنسان، كل أشكال الانحراف إذا ما تلقاها الطفل بالطرق المتعارف عليها، وما يعزز من الحاجة إلى التربية اليوم، ذيوع ما بات يعرف بالتطور التقني والعلمي، مع تعدد العوالم الافتراضية، إلى ما أصبح يُنعت اليوم بالذكاء الاصطناعي، وهو وضع يستدعي تظافر الجهود، للحيلولة ضد الاضطرابات الناجمة عن هذا التطور وأشكال الانحراف التي أصبحت تغزو المجتمع الحالي.
جاء التصور الحديث للتربية الوالدية ليشكل القطيعة مع مجموع التمثلات القديمة حول التربية، ونقصد هنا الحضارات القديمة والكلاسيكية، كالحضارة اليونانية والإغريقية… والتي في غالبيتها ظلت تعتمد على النظرة الصورية للتربية الوالدية، كتعلم قواعد الحرب كما هو الشأن عند اليونان، الذين حصروا التربية في الجوانب المادية، إلى رؤية متوازنة تجمع بين الروح والجسد، يمكن أن نطلق عليها بالتعبير المعاصر التربية النفسية الاجتماعية، وبالتالي يمكن القول إن ما يميز الرؤية التربوية الحديثة هو هذا التوفيق بين الجانب التربوي القيمي والجانب الجسدي المادي، فالمسؤولية الكبرى التي تبقى على عاتق الآباء هي بالضرورة غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال، فضلا عن التربية الدينية، وهو الأمر الذي في صميمه يمثل أنموذجا لما كانت عليه التربية في الأمم والحضارات السالفة، ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى قراءات معاصرة للتربية الوالدية، خصوصا في مجتمعنا الحالي الذي ينزع إلى التقنية.
التربية في التداول التاريخي
عرفت التربية سلسلة من التطورات المهمة، مع تعاقب الحضارات والعصور، وهذا ما ساهم في إرساء المكانة الكبيرة التي أصبحت عليها في حاضرنا اليوم، ولأن حياة الإنسان الراشد تقوم على ما يتلقاه من رعاية وإعداد وتدريب في طفولته، فقد كان من الطبيعي أن نرى هذا الاهتمام منقطع النظير بالطفولة، وإن اختلفت طرائق التربية فهذا لا يغنينا عن القول بإطلاقية الاهتمام، ذلك أن التربية كغيرها من المجالات تأثرت بالأوضاع السياسية والاجتماعية والجغرافية، مما أفرز هذه الأشكال المختلفة في التعامل مع الطفل لغايات لا تخرج عن إعداد الطفل للمستقبل.
على مر الأزمان والحضارات، ظلت الطفولة مثار اهتمام واسع، وإن كان هذا الاهتمام يعرف تباينا كبيرا ما بين فترة وأخرى، وهذا التباين هو ما كرّس هذا الغنى في تعدد طرق التربية ومناهجها. فما وضعية الطفل في الحضارات السابقة؟
حظي الطفل بعناية خاصة، في كل الفترات التاريخية التي صاحبت تطور الإنسان، وهو الأمر الذي يُبرز المكانة التي يحتلها الطفل في المجتمعات، سواء الضاربة منها في عمق التاريخ، أو حتى تلك القريبة منا، ولأن كل ما يقوم به الإنسان من سلوك هو عبارة عن شيء مكتسب من البيئة المحيطة به كما يقول جون لوك، فلا جرم أن نجد الطفل يختلف من بيئة إلى أخرى تماشيا مع اختلاف البيئة التي نشأ فيها.
لقد عرفت التربية طرائق مختلفة، سواء على مستوى الرؤية، أو المنهج، وذلك كله راجع إلى خصوصيات البيئة، فمثلا نجد الطفل في المجتمع الهندي، محكوم عليه بمسألة الانتماء، بمعنى أن التربية في الهند هي تربية، خاصة وطبقية، والسبب في ذلك تأثير الجانب الاقتصادي والاجتماعي على التربية، لأن المجتمع الهندي هو مجتمع مُقسم إلى طبقات وراثية، كل واحدة منفصلة ومستقلة استقلالا مطلقا عن الأخرى، مما يتعين معه وراثة المرء لتربيته الاجتماعية وتحديد مصيره في الحياة.
أما التربية الصينية، فهي تربية تحتكم إلى العادات والتقاليد، وهي بذلك تربية تطبعها الرتابة، وينعدم فيها الإبداع والتجديد، فما تلقّاه الآباء في طفولتهم، يعيدون صقله في الأبناء، ويمكن القول إن التربية الصينية عموما، تتحدد من خلال الموروث والماضي بثقله دون اعتبار لشخصية الطفل ومطالب نموه وحاجاته المختلفة فالعناية بالطفل تتم بالتركيز أساسا على تعليم آلي وصوري، يُعنى بتمرين الذاكرة والحافظة لا بتكوين الفكر وتمرين القدرات والاستعدادات المتنوعة.
ولعل التربية المصرية القديمة، كانت على قدر كبير من الوعي بضرورة الاهتمام بالناشئة، بحيث نجد التربية عندهم حظيت بأهمية بالغة في سياق معتقداتهم ونظامهم الاجتماعي، وحتى وإن كانت التربية عندهم اتسمت بنوع من الغلظة في تكريس المبادئ الأخلاقية والدينية، إلا أنه يمكن اعتبارها -التربية المصرية القديمة – تربية متقدمة على غرار ما يمكن أن نلحظه مع المجتمعات المتحضرة اليوم.
وغير بعيد عن الحضارة الشرقية القديمة، نجد اليونان قد احتفوا بالتربية وأولوها أيما عناية، مع إعطائهم مجالا للحرية الفردية، لأن مثلهم الأعلى هو أن يصل الفرد عندهم إلى تحقيق الحياة السعيدة وتحقيق الانسجام الروحي وكماله الجسدي.
التربية الوالدية والتحولات الاجتماعية
في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع الجديد – مجتمع التقنية – أصبحت التربية الوالدية أمام تحديات كبيرة جدا، على اعتبار أن طفل اليوم ليس هو طفل الأمس، طفل اليوم هو أذكى من الراشد لتعدد الوسائل الإلكترونية التي يتعاطى معها – دون الإشارة إلى سلبيات هذا التعامل -، فقد يحدث أن نجد أطفالا يتجاوزون معلومات الآباء، وبالتالي لم تعد التربية الوالدية القناة الوحيدة التي يُمرّر من خلالها كل ما يحتاجه الطفل من أخلاق ونظم وقوانين، إلى عالم افتراضي غير موجّه ويصعب التحكم فيه، إذ كل طفل يمتح منه ما يشاء، ومتى يشاء وهنا مكمن الخطر، فالطفل الذي لا يمر في تنشئته بمراحل عمرية محددة بخصوصياتها النفسية والجنسية والعقلية…، يكون طفلا غير سويّ، بمعنى أنه طفل غير مؤهل لكي يصبح راشدا يعوّل عليه، أو أن يبقى طفلا طوال حياته، غير مسؤول، لأن مراحل نمو الطفل يجب أن تحترم وأن تثبت بلغة التحليل النفسي، لكي تصنع لنا إنسانا، هذه الصناعة لا يمكن أن تنجح إلا بتربية والدية مباشرة، لأن الأحاسيس والعواطف والجوانب النفسية الخفية لا يمكن أن تقوم في معزل عن الحياة الواقعية، ثم إن العالم الافتراضي هو عالم لامتناه، يتيه فيه الراشد فما بلك بالطفل ويبدأ هذا التيه من مراحل طفولته الأولى، ”وإنه لمن المهم بالنسبة إلى كل مربّ أن يتنبه ضميره إلى هذا التطور لكي يستدرك أمره ويسيره بخطى أمينة، ومن حرص على استبقاء أوضاع يشدد على وجودها، فليعلم أن الدفاع عنها لا يكون بالانغلاق وبرفض التغير؛ لأن الحياة هي أيضا قوية، مثلها مثل تيار دافق لا يوقف اندفاعه الهادر حاجز أسيء وضعه” ( ميالاريه غاستون، مدخل إلى التربية، 1985، ط 4 ترجمة نسيم نصر منشورات عويدات، بيروت – باريس، ص 31).
إن قيم الآباء هي الأساس الذي تبنى عليه التنشئة الاجتماعية، وكل فراغ قيمي أخلاقي يشكل خطرا على تنشئة الطفل، لماذا؟ لأنه – الطفل – لا يمكنه أن يستمر دون فهم التفاصيل ولو كان هذا الفهم خاطئا، وبالتالي فمهمة الآباء هي بناء الحكم الأخلاقي لدى الطفل على الفعل إما بالجميل أو بالقبيح.
يبدو أن العالم الافتراضي يشكل تهديدا للتربية الوالدية، بحيث أصبح العديد من الآباء أمام وضع لا يحسدون عليه، لأنهم أصبحوا أمام سلوكات غريبة وغير معروفة لديهم، فتجد غالبية الآباء يتركون أبناءهم يفعلون ما يشاؤون لأنهم عاجزون عن مجاراة هذا الوضع الجديد، ليكتفوا بالمشاهدة مرددين الجملة الشائعة ”هذا جيل جديد”. عجز الآباء في الحقيقة يرجع إلى مجموعة من الأسباب من بينها طبيعة العمل، والأمية وانعدام الوعي بمخاطر العوالم الافتراضية، لدى بعض الأسر، فمثلا من الصعب أن تقنع البعض بأن للألعاب الإلكترونية انعكاسات سلبية على المستوى النفسي والاجتماعي ناهيك عن الجانب الفسيولوجي، وفي ظل انعدام هذا الوعي بمخاطر العالم الافتراضي يجد الطفل متنفسا ومجالا له يعبر من خلاله عن مكبوتاته فاقدا لمبدأ الواقع منطويا في المجتمع الواقعي ومتفتحا مرحا في العالم الافتراضي.
إن هذه التطورات السريعة التي باتت تُهدد أسس التربية تقودنا مباشرة إلى إعادة صياغة السؤال الذي طرحه فولتير ذات مرة وهو ”أريد أن أعرف ما هي المراحل التي مر بها الناس من حالة البدائية إلى حالة التحضر؟”. فالتربية مرت بمسار طويل دون أدنى شك، وكما أن المجالات الحياتية للإنسان تعرف التطور فإن التربية هي الأخرى مسّها ما مسّ المجتمع بأسره، من خلال عمليات التثقيف والمثاقفة، فالإنسان البدائي وبالرغم من الفوارق الشاسعة بينه وبين الإنسان الحديث على جميع الأصعدة، إلا أنه عرف فعل التربية ومارسها بدوره على الناشئة، بما أملته عليه ثقافة عصره، فمتى وجد الإنسان وجدت التربية. ولما كانت التربية حسب جون ديوي هي النمو إلى ما هو أحسن بالنسبة إلى الفرد والجماعة فهي بهذا المعنى تتوخى الارتقاء على المستوى القيمي والإعداد الفعلي للحياة الاجتماعية، لأن السلوك الأخلاقي ما هو إلا شرط ضروري للحياة الخيرة، وسعادتنا تزداد بقدر ما نرتقي في الحياة الأخلاقية.
على سبيل الختم فإن التربية الوالدية حظيت إذن باهتمام كبير من لدن رجال الدين والفلاسفة وعلماء التربية على مر العصور، وهذا ما يبرر هذا الزخم في طرائق التربية ونظرياتها المتعددة، التي تعرفها الساحة العلمية تنظيرا وممارسة، ويكون بذلك التصدي لمختلف الظواهر الاجتماعية التي تنبلج بفعل العولمة الثقافية، والتي تعني قلب وتزييف وعي الأفراد تجاه مقومات وجودهم، الأمر الذي يضعنا وجها لوجه أمام واقع مأزوم يجعلنا في حاجة ملحة لقيم جديدة، فالوجود الإنساني هو رغبة في الوجود، يتخطى إشباع الحاجات المادية في الاتجاه نحو القيم، وعليه فالانخراط في المجتمع الجديد الذي يمزج بين الواقع والافتراضي هدم بشكل أو بآخر مفهوم القدوة، فلم يعد الآباء يجيبون عن كل الأسئلة التي يطرحها الأطفال، ليتخذ الأبناء العالم الافتراضي بسلبياته ملاذا لهم، معتقدين أنه عالم يجيب عن كل شيء لكنه لا يجيب عن أي شيء في الحقيقة. وأمام هذا الوضع الذي تنعدم فيه الرقابة على عالم لا يمكن التحكم فيه، يتيه الأطفال وتتضارب عندهم الأحكام الأخلاقية وهو الشيء الذي بتنا نشهده في الآوانة الأخيرة ترجمته التحولات الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي الأخلاقية.