بلا ظل، كأنه لم يولد
إلى: “ع. أ”.. إلى ظله
ربما انتحر لأنه فشل في الحب
راح يصغى لجسده، ووجد أنه بلا ظل
هكذا ولد بعيب خلقي
لا ظل يمشى معه في الليل أو في النهار.
***
تعرفون أن الحب ظل
أن ظل الأطفال يلعب معهم عادة.. يصيح ويجرى مثلهم
لكنه لم يكن يلعب في طفولته
مخافة أن يعيروه بظله
نفرح بالعشب، رغم أننا نجزه
نفرح بظلنا، رغم أنه لا يسعفنا بشيء.
***
أسوأ ما في الأمر
أن تلفظ روحك بسهولة، كأنك تلفظ جملة غير مفهومة
أسوأ ما في الحياة أنها تستمر من بعدك
سيألف الأبناء غيابك
ستسخر زوجتك من انتحارك
لأنها لا تعرف أن الظل حياة الرجل
دنياه يجرى وراءها، وتجرى وراءه.
***
الظل معجزة
الشجرة لا تستحق اسمها إن لم يكن بها عشّ
إن كانت من غير ظل.
***
عندما يُطل رجل، لآخر مرة من النافذة، فهو يتفقد موته
الطريقة التي سيخاطب بها القبر
الطريقة التي يجعل بها العالم يبكى
عندما يقدم رجل على فصل رأسه عن جسده
فمعنى ذلك أن الحياة كانت محشورة بينهما
وأن عامل النظافة، الذي وجد جثته
يعرف كيف يكنس الموت من الشوارع الجانبية
ثم يرميه فى سلة المهملات.
***
عندما ينتحر الرجل
حين يضع مشنقة حول رقبته ويلفي بنفسه من الطابق الرابع
ينقسم إلى اثنين
يمتلك أخيراً ظلين.
***
يا لها من قفزة يا صديقي
لا بد أن الإسفلت كان يصيح بك
كان يشدك من النافذة.
***
ليس للإسفلت حنان التراب
الأسفلت يجعل الموت مدوياً كفضيحة
لا يقدر على الكتمان
لم أكن أعرف أن الحبل بلا ضمير
لم يمنحك الفرصة لتجرب دور الطائر
كان من الممكن أن تغير خطتك لو أنك مت سليماً
كنت ستحكى لنا عما يدور هناك ومن أيّ الفريقين أنت
شقيّ أم سعيد
وهل حالفك الحظ، ونسيت بالموت الحياة.
***
أخبرني.. متى انطفأ النور في عينيك
وفى أيّ شيء كنت تحدق حين ارتطمت بالأرض، ثم سكت
كأنك قد فرغت من الكلام
نعم كان يمكن لجثتك أن تظل معلقة
لتحكي.
****
على كل سأنصت للتراب
سأستند على أذني، لأفهم كيف قدمت روحك إلى القبر
كأنه عشك الدائم
سأستند على روحك، كأنها عكاز، لأجد الطريق إليك.
***
سأبكي العش مرة
وأبكي الطائر مرتين.
***
أنت لم تعرفني
كنا نتبادل النظرات، في الطرقة الطويلة للجريدة
كأننا نتبادل وعداً بالتعارف عما قريب
أنا لم أكن أعرفك، لكنني عرفت من موتك أن الحقيقة عندما تدق ساعتها
تدعو كل واحد لاكتشافها في نفسه.
***
عرفت، اليوم، عندما حاكيت موتك
أنه يمكن لريشة بيضاء أن تشق الظلمة
أن العش أيضاً يتوق للطيران
لكن لا جناح ينقله، وإن كانت أغصان الشجرة، في الخريف
تصبح أجنحة.
***
حين تهبّ الريح من الصعب أن تطير العصافير
حين يستدعيه التراب
يسقط العصفور من الشجرة.
***
سأستند على الحافة
سأترك الذعر يفرى العظام.. عظامي
سوف أتكئ على حافة النافذة، وأحدق في الهاوية
قبل أن أرمى بنفسي
كأن نظراتي هي كلماتي الأخيرة.
***
يا للحافة التي ترتجف هي أيضاً مثل الظل
***
لن يسمع أحد صراخك وأنت تسقط، لأن رأسك مقطوع
لن تحدث حفرة في الليل
ستصيح الديوك نيابة عنك
سيقول سقوطك كل شيء
لكن السقوط.. أن تهوي بذراعين مهزومتين
لا يشبه أبداً علامة الانتصار.