بوابة الشميسي
خمسون مترا تفصله عن البوابة، تهتز خيوط الإحرام البيضاء التي تعكس اهتزازات لا تُحصى بداخله، يدرك أن الخمسين مترا لا يمكن أن يتلاشى معها الخوف المتنامي ويتحول إلى ذرات دقيقة جدا من الطمأنينة التي حاول بلوغها بالتلبية من خلال أنفاسه المتقطعة، وأن عمله الموسمي مرهونٌ بعبورها، واكتمال المناسك، أيضا، مرهون بولوج البوابة المنيعة، ويدرك أن العمل الموسمي والعمرة وجهان لعملة واحدة.
“لبيك اللهم لبيك”
قد يصل إلى البوابة وعندها قد تتوقف سيول الخوف التي تجرف كل معاني الخشوع المحتشدة بروحه والتي تتعانق مع الأماني القديمة كي يتخطاها ويصل إلى المسجد الحرام في يسر، لكنه أثناء إعادة لحظة البناء النفسي، تعاوده صور المُرحّلين إلى بلادهم وهم يطبعون بصمات أصابعهم في أجهزة أمن البوابة إيذانًا بخروجهم نهائيًا، وعندها تتحطم كل الطموحات بالعمل مرة ثانية، ويرفعون رايات اليأس من بلوغ المسجد الحرام، ولو كانت البوابة أمرًا روتينيًا فما كان الخوف منها بهذا الحجم، إذ جاءت كل الحكايات المتواترة عنها لتؤكد أنها البوابة التي يقف عندها مَلكٌ ذو بأس شديد يمنع، بما أُوتي من علمٍ رباني، رخصة الدخول إلى البلد الحرام، فيتيقظ رجال الأمن فيفحصون كل جوازات سفر العابرين، فمن يحمل تأشيرة يوضع فوقها عبارة “غير مسموح له بالعمرة”، يأمر صاحبها بأن يمد أصابعه فوق الجهاز كي يتم ترحيله.
“لبيك اللهم لبيك”
لبَّى مناديًا بصوتٍ يرتج له فضاء السيارة ويتجاوب معه بقية المعتمرين من جنسيات مختلفة؛ هندية وباكستانية وبنغالية ومصرية، وتختلط كل اللهجات لتصنع ابتهالاتٍ محشوة بخشوعٍ راقٍ، ويختبئ كل منهم في ظل الآخر الذي تصنعه أضواء أعمدة إنارة الطريق الجانبية، ويتمنى كل منهم أن التلبية بعزم الأنبياء تكون صيغة النجاة للمرور من بوابة الشميسي.
“لبيك اللهم لبيك”
ردَّد خلفه ركاب السيارة؛ كلٌ بلهجته العربية المتدهورة فتحولت التلبّية إلى مزيجٍ لُغوي صوفي صافٍ يطوف أثناءها ملائكة نورانيون حول رؤوسهم، ويغمسون في آذانهم طمأنينة يرتقون بعدها بوابات تتألق حولها أضواء مبهرة نحو السماء. يشعر بأن الخمسين مترا تتحول، في لحظات استثنائية، إلى كتلٍ خراسانية ضخمة تضيق حول جسده ويحاول أن يفلت بعيدًا عنها بأن يفرّ نحو التلال التي تحيط بالطريق الإسفلتي العريض، ويغرز أقدامه في الكثبان الرملية الشاسعة للوصول إلى نقطة الأمان. سوف يلوذ، حينئذ، بعنفوانٍ روحي ادّخره طيلة سنوات مرض أمه وملازمته لها ودعواتها له، أن يستدعي صورة أمه وهي ترفع أكف الضراعة تُلبّي في سرّها وتتخيل نفسها وهي تمر ببوابة الشميسي دون أن يوقفها حارس أمن وتحلِّق حولها طيور الحرم في موكب مهيب ملبّية بصوتٍ خفيض.
“بوابة الشميسي أكثر البوابات صعوبة” همس معتمرٌ هندي جالس بجواره لزميله الهندي فتسبب في أن تنقطع التلبية ويجف ريقه، نظر بطرف عينيه وتمنّى لو أن يسكته أو ينصحه بمواصلة التلبية لعلها تكون جواز مرور لهم في تلك الليلة العصيبة، لكنه لم يدرك كنه الابتسامة المرسومة على وجه الهندي وهو يروغ بوجهه وكأنه يستدعي التفاؤل من أجنحة الخوف، أو أن مساحات الخشوع التي قطعها بالتلبية بينه وبين نفسه تكفَّلت بأن تترجم له معاني الطمأنينة التي يصل إليها كل من تهفو نفسه لزيارة بيت الله الحرام، وما كان الباكستاني الجالس خلفه والذي يدمدم بلغته، حينما ينقطع عن التلبيية، يربح بالتزامه بالسكون النفسي الذي استطاع أن يبنيه منذ أن انطلقت بهم السيارة وربما تسامق في روحه وجعله يغمض عينيه ويقطع كل حبال الذكريات المؤلمة التي تناوبت على ذهنه طوال الطريق.
كان الخشوع الذي بدأ يتسرب إلى نفسه يمحو الخوف شيئًا فشيئا، لكنه شعر بأن الخشوع ما هو إلا خوف مغلّف في دوامات، فلو كان خشوعًا صافيًا لم تؤسسه دوافع الخوف من أن يتم إيقافه عند البوابة، فلماذا يدق قلبه بتلك السرعة وكانت دقاته أسرع من السيارة نفسها؟ بل شعر بأنه الوحيد الذي يستقلها وأن سقفها قد انخلع وطار مع الهواء المندفع إلى الوراء، وسيكون هدفًا سائغًا لحراس البوابة وسيكون تركيزهم منصبًا عليه هو وحده، وأن كل المعتمرين الموجودين في السيارات الأخرى سوف يشهدون مسألة تفتيشه ويسمعون بآذانهم تأنيبهم له وربما لا يستجيب الحراس لتوسلاته بأن يمنحوه إذنًا بالدخول ليس من أجله بل من أجل أمه المريضة التي سوف يؤدي عنها مناسك العمرة، ولو تعنتوا معه، كما كان يتخيل، فسوف يضع يده في الحقيبة الجلدية الصغيرة ويخرج لهم صورتها، وسوف يقسم لهم بأنها سوف تكون المرة الأخيرة التي يعبر بها بوابة الشميسي دون أن يحصل على تصريحٍ بالعمرة، ولن يجادلهم في الزحام الذي يخشون حدوثه، بمنعهم أولئك الذين لم يُصرّح لهم، بأنه لن تشتد وطأته بجسده النحيل، جسده الذي لن يكون ذا شأن في الزحام، بل إنه على استعداد بأن يقسم لهم بأنه سوف يكون كائنًا خفيفًا يمشي على أطراف أصابع قدميه، بل سيكون هواءً بشريًا تُسهم رغبته الشديدة في أداء العمرة في تحوله إلى ذلك الكيان البشري الهوائي الذي يطوف حول الكعبة.
دنت، في مخيلته، الكعبة، وانداحت نحوه فوق بساطٍ حريريّ أخضر تدعوه للطواف حولها، وتسببت في أن تهدم جدران الخوف التي ارتفعت داخل روحه، وشعر حينئذ بأن الخشوع الذي بدأ في تشييده بالتلبية أصيل في ذاته، منذ أن نوى ودعم النية بالإحرام، وراح يستغفر الله ويدرك في قرارة نفسه بأن الخوف الذي سكن أطرافه قد زرعه بداخله الشيطان، ولو بدأ، منذ انطلاق السيارة، بالاستغفار فما كان شعر طوال الرحلة بطيفٍ واحد من أطياف الخوف، ولكان الخشوع هو الإحساس الوحيد الذي يدعم مسألة النية، إذ أن الشيخ، الذي جلس في حضرته بعد صلاة العشاء في الليلة السابقة، أكد له أن النية تتطلب خشوعًا، ولو كان الشيطان يجلس بين أرجل المعتمرين في السيارة فالخشوع كفيل بدهسه.
حينما يأتي الشيطان في ذهنه ويبني في قلبه الخوف تبتعد عنه صورة الكعبة، ثم يجف ريقه، وتتصارع بداخله كل الخواطر السيئة، وتجعله يتمنى لو أنه لم يستقل السيارة أو أنه لم ينوِ أداء العمرة من الأساس، ويدرك أن كل راكبي السيارة يتحالفون ضده وسوف يقومون بتسليمه لحراس البوابة حينما تتوقف السيارة عندها، وربما يكونون أكثر لطفًا بأن يشيروا لهم بأصابعهم نحوه، أو يكونون أكثر خبثًا بأن يتركوا للحراس مسألة اكتشافهم للمعتمر الذي يجرؤ على الدخول دون تصريح، لكنهم سوف ينظرون نحوه بأطراف أعينهم كي يضبطه الحراس، ولو نظر إليهم في تلك اللحظة سوف يطوفون بنظراتهم في سقف السيارة ويدعمون طوافهم الوهمي بالتلبية التي لن يقطعها وقوف السيارة أو الحراس الذين يطوقونها.
ربما يستغل بطء السيارة عند اقترابها من البوابة ويقفز منها ويركض بكل عزم نحو المرتفعات المحيطة بالطريق السريع، ويساهم الظلام في أن يختفي، ولو ركض خلفه الحراس سوف يصل إلى الجبال البعيدة ويرتقيها في اللاوقت، لن يستطيعوا، حينئذ، أن يلحقوا به لأنه في تلك اللحظة لن يكون بشرًا عاديًا بل سيكون طائرا بشريًا يفرد أجنحته ذات الريش الأبيض التي كان يلفها حول ساقيه ويطير بعيدا عنهم، وربما يعبر بوابة الشميسي ويحط عند المسجد الحرام، ويُعيد أجنحته ويدخل ملبيًا حتى تنقطع التلبية حينما يرى الكعبة، ولو كان الحراس قد قاموا بتصويره وهو يطير في السماء أو أن الأقمار الصناعية التقطت صورا له وهو يحلّق فوق أجواء مكة، وتُبَث في نفس الوقت على شاشات الحرم، حينئذ لن يضبطه أحد إذ يتوه، الآن، بين الزحام ولن يكون لأجنحته أثر، ولو تطابقت صورته مع صورة الطائر بعد أن يقوم مقتفو أثره بمضاهاتها مع كل المعتمرين سيكون حينئذ قد فرغ من أداء العمرة ولو قاموا بترحيله فلن يخسر سوى عمله الموسمي.
لا يعرف كم من الوقت مرّ أو كم ميلا قطعته السيارة، وهل اقتربت من البوابة أم لا؟ كل الخواطر التي انتابته وهو يلبّي قد استغرقت دقيقة واحدة، وأن بقية الخواطر ستكون أكثر شراسة كلما اقتربت السيارة من البوابة، ولو أحصى كل الخواطر الصعبة التي مرت به فلن يتفرغ للتلبية وسوف يعود الخوف إلى قلبه وإلى جبينه الذي بدأ ينتج عرقًا بغزارة، ولن يكون للخشوع مكان، وسوف يبذل كل ما أُوتي من تلبية والخوض في معانيه حتى يستدر منه أطياف الخشوع.
حاول أن يلوذ بمعتمري الجنسيات الآسيوية نفسيًا، مال بجذعه على الهندي وشعر بطمأنينة مؤقتة لكن الهندي ابتعد عنه قليلا ظنًا منه أنه يوفر له مساحة أكبر في الجلوس، أو أنه ضاق من اتكائه عليه، وتحطمت حينئذ كل الآمال بأن يذوب في جنسية أخرى قد تكون أكثر بعدًا عن هدف حراس البوابة في ضبط المخالفين من عابريها، وشعر بأن ملامحه قد اقتربت كثيرا من ملامحهم بسبب اشتراكهم في وعاءٍ نفسي واحد، ولو كان الحراس يبحثون بأعينهم عن مصري خالف قواعد العمرة بارتدائه إحرامها فلن يكون له وجود إذ سيكون قد تلاشت ملامحه المصرية تمامًا وتحوَّلت إلى ملامح هندية أو باكستانية أو جنسية أخرى تكون مزيجًا من كل الجنسيات ليس لها تاريخ في كسر القواعد أو مخالفتها.
لا يفهم لماذا توقفت السيارة، وحينما نظر أمامه وجد أن سيارات كثيرة في صفوف طويلة منتظمة قد توقفت تمامًا وقد أضاءت كشافاتها الخلفية الحمراء، ولم يستطع أن يتبين إذا كانت توقفت بسبب اقترابها من البوابة أم لسببٍ آخر، واستعد في نفس الوقت لتنفيذ أيّ سيناريو من السيناريوهات التي بناها في ذهنه طوال الطريق، ولن يكون الخوف، الذي راح الشيطان يصبّه داخل قلبه، سببًا في أن ينكمش داخل السيارة ويتلاشى أو أن يسلّم نفسه للحراس وتنتهي كل أحلامه.
السيارات القادمة في الاتجاه الآخر تنطلق سريعًا وتمنى لو أنه يقفز في إحداها وينهي بنفسه كل مخاوفه، ويعلل لنفسه أنه قام بكل ما استطاع أن يقوم به لأداء العمرة لكن الله لم يكتبها له، ولو أنها كُتبت لما كانت المخاوف تنهش في رأسه كطيور شرسة لا ترحمه، وسوف تتفهم أمه موقفه حينما يعود متخاذلا، ولو شعرت بغصة في قلبها فلن تبوح له بها، وربما تقول له كعادتها إنه حصل على الثواب كاملا، ومن المؤكد أنها ستدعو له مرة أخرى، ولكن بخشوع الأولياء، أن يكتبها الله له مرة أخرى، وسوف يلهج لسانها بذكر الله حتى تطمئن تمامًا وتنقل له اطمئنانها ولن يقف في وجهه شيطان يبث في قلبه الذعر.
تحرّكت السيارات ببطء وسرعان ما انطلقت سريعا وعلا صوت التلبية واستقى من أصوات ركاب السيارة نبرات تشي بالسكينة وهدأت روحه قليلا، وارتفع معها صوته في الوقت الذي كانت أصوات بقية الملبّين تخفت تدريجيًا، ولم يفهم مغزى ذلك، ربما بسبب التعب أو لجفاف ألسنتهم بسبب شدة الحرارة، وحينما نظر إليهم وجد أن رؤوسهم تتمايل وتوقف البعض منهم عن التلبية تمامًا وانتابه اليأس، وتمنى لو أنه يتحدث مع أحدهم ويبوح له بمخاوفه فربما كان لديه حل لما يعتمل بداخله، أو ربما قام بأداء عمرة من قبل ويطمئنه كما طمأنه من قبل زميل له بأن عبور بوابة الشميسي بالليل أسهل بكثير من عبورها بالنهار، وخطرت له فكرة أن يغمض عينيه حتى تمر السيارة من البوابة دون أن ينتبه الحراس لمن بداخلها، وقد فعلها.
لا يعرف كم وقتًا مر وهو مغمض العينين لكنه حينما فتحهما شّع نورٌ وهَّاج من كل جانبٍ وخُيّل إليه أنه غفا وقتًا طويلًا وأنه يرى ما يراه في الأحلام، إلا أن النور المتدفق من المصابيح قد أعاده إلى الوعي وأدرك أن السيارة قد اقتربت كثيرا من بوابة الشميسي وأن الأضواء التي كشفت كل من بداخل السيارة صادرة عن كشافات ضخمة تُحول الليل إلى نهار وضَّاح ولو تخيل عابرو البوابة، من الذين لا يحملون تصريحًا بالعمرة، أنهم بمأمن بالليل وفي استطاعتهم التلفح بظلامه فخيالهم حينئذ يتبدد إذ أن البوابة قد صنعت نهارا ليليَّا لا يقل عن النهار الطبيعي في شيء، فالأنوار الوهَّاجة جعلت كل السيارات العابرة وكأنها تمر في النهار ولن يستطيع أيّ مخالف أن يركض خارجًا من أيّ سيارة نحو الجبال، إذ أن الأضواء تنير مسافة مائتي متر في كل الاتجاهات.
خَمَّن أعداد السيارات التي تمر من البوابة بعشرين ألف سيارة ولمح بعضًا منها وقد عبرت الشميسي في سهولة ويسر، وتخيل كل لحظة أن تتوقف صفوف السيارات ويقوم الحراس بالتفتيش، وكلما مرّت وعبرت انجلى من داخله الخوف وتحول إلى خشوع، وكلما أبطأت السيارات أو توقفت تحول الخشوع إلى خوف متنامي وتراقص بداخله ألف شيطان يحولون الخوف إلى ذعر شديد ويهتفون في أذنيه بنشيد اليأس.
تسبب الضوء في استيقاظ معتمري السيارة وراح كل منهم يلهج بالتلبية؛ كلٌ بلكنته، ويعتدل في جلسته، واقتربت السيارة من بوابة الشميسي، شعر بعجز شديد في ساقيه وتيقن تماما بأنه لن يستطيع أن يفتح باب السيارة ويقفز منها ويهرب في الصحراء نحو الجبال، ولن يكون بمقدوره أن يفتح جناحيه الوهميين ويطير بهما نحو الكعبة إذ أن الطيران يحتاج إلى ساقين تدفعان الأرض كي تتحقق نظرية الارتفاع نحو السماء، وشعر بخواءٍ شديدٍ في قدميه ولو أشار إليه أحد الحراس بأن ينزل من السيارة فلن يكون مؤهلًا لذلك، حينئذ سيقومون بجرّه خارجها. كانت البوابة تقترب وتتقزَّم أسفلها السيارات التي تمر كل مجموعة منها في صف من خلال حارة مرورية ضيقة يقف عندها حارس ويحدق في كل سيارة تمر بجواره، ولو رأى شيئًا غريبًا في أيّ سيارة سوف يوقفها ويقوم بتفتيشها.
مرت السيارة عبر بوابة الشميسي ببطء ويسر، بجوار الحارس الذي نظر وأطال النظر بداخلها وكأنه يكشف بعينيه كل مخالف ولو كان قد اكتشف لما عبرت السيارة وابتعدت وانزاحت من قلبه نزغات الشياطين التي كانت طوال الطريق تبثها في قلبه، وتحولت إلى خشوعٍ شديدٍ وانتابته فرحة ليس لها مثيل ولو كانت أمه قريبه منه لقبل يديها وارتفع عندها صوته بمقطع التلبّية، وكلما كان يفرغ من المقطع يدفع عن نفسه بقايا الشياطين التي يئست من أن ترسِّخ في ذاته القنوط. ومن فرط ابتهاجه لم يدرك أن السيارة توقفت أمام الحرم وترجّل خارجًا منها وهو يلبّي بكل قوة، داخلًا عبر باب السلام، مخترقًا جموع البشر المحتشدين في أروقة الحرم، وخشوع الصابرين يثلج قلبه ويذرف معه دموعًا غزيرة وحينما رأى الكعبة أمامه أجهش بالبكاء وأقبل نحوها بروح وليّ أُوتي كشفًا تحت أستارها.