ثلاث قصائد
رجلٌ في السبعين.. وسيِّدةٌ في….؟
“1”
رجل ٌ في السبعين.. وسيِّدةٌ في….؟
يلتقيان..
بمشفى في عمّان..
. . . . . .
. . . . . .
أتعرفني..؟
. . . . . .
. . . . . .
يفترقان..
“2”
في شارع فيصل فرحان الجربا.. حيث يُقيم
رآها..
يتبَعُها كلبٌ جبَليٌّ حَذِرٌ..
أسرَعَ..
فابتسمَتْ..
وهي تقول.. أحقّاً لا يتذكَرُني؟
“3”
كان يُراقِبُها..
وهي تُحرِّكُ جمرَ الأرجيلةِ..
هل هي؟
أم تلكَ امرأةٌ تشبهها..
. . . . . .
. . . . . .
غادَرَت المقهى..
فتذكَّرَ خفقَ عباءتِها..
ابتعدَتْ..
. . . . . .
. . . . . .
شخنا.. وتغيَّرت الدنيا
إلا خفق عباءتها.. ظَلَ كما كانْ.
“4”
في دائرة الهجرةِ..
فاجأه صوتُ امرأةٍ،، يأتي من زمنٍ جدّ بعيدْ..
أأنتَ؟
بلى..
أوَ أنتِ؟
. . . . . .
. . . . . .
لقد كنتُ أحدِّثُ أحفادي عنكَ..
وهذا أوسطهم..
سيزورك َ في المقهى.. ذات صباحْ.
“5”
تقولُ له جارتُهُ..
بالأمس.. وكنتُ أُمَّشطُ شعري..
في صالون التجميلْ
شاهدتُ امرأةً بغداديةْ
وهي عجوزٌ عجفاءُ.. تُكَحِّل عينيها
وتلوِّن خديها وأظافرها والشفتينْ
مثل صبيةْ
تبادلنا القولَ..
ذكرتُ لها اسمك..
قالتْ:
كانْ.
“6”
في الدوّار الرابعِ.. وهو يحاسبُ صاحبة المطعمِ..
مرّتْ..
أصبح غير بعيدٍ عنها..
يا..
أنتَ هنا..؟
منذ سنينْ..
وأنا أسكن في هذا الشارع.. منذ سنينْ
وتُشيرُ إلى بيتٍ غير بعيدٍ.. بعصاها
زُرْني حين تشاءْ..
. . . . . .
. . . . . .
وبعدَ أسابيع.. يجيء ليسأل عنها
يُخْبِرُهُ البوابُ.. بأن الله توفاها.
“7”
البردُ شديدٌ في عمّانْ..
والرجلُ السبعينيُّ.. يدبُّ على غير هدى..
يتدفَّأُ بالسعي إلى حيث.. سيلقى الأصحابْ
وعندَ البابْ
يتذكَّرُ.. أيام البرد ببغدادْ..
وهي ترافقه.. أينَ هي الآن؟
كانت تضحكُ.. حين يناديها.. فرط الرمانْ
وهل ظلَّ البردُ هناك.. كما كانْ؟
أم هاجرَ..؟
كي يبحث عنها.. في كل مكان؟
“8”
يمرُّ اللونُ الغامضُ كلَّ مساءْ
حيث يكون الرجل السبعيني.. مُطلاً من شرفة منزله..
يتساءل.. من هذا اللون الغامض؟
ثمَ تخيله.. امرأةً
أعطاها اسماً..
واختار لها زمناً.. وحكايات ٍ
كان يقول.. لماذا لا تسأل عني؟
أو ما كنا من قبلُ معاً؟
مرَّ اللون الغامض يوماً.. قبل غروب الشمسْ
فرآه الرجل السبعيني.. وكان ْ
بستاني الجيرانْ.
“9”
تهاتفهُ..
وتقول.. رأيتُكَ في المقهى.. كنتَ بعيداً!
أوَ هذا أنت؟
بلى..
ماذا تنتظرين..
من رجل يعد السبعين..؟
. . . . . .
. . . . . .
ثم رآها..
ماذا يبقى من سَيِّدةٍ في….؟!
“10”
يَحملُهُ الوهمُ إلى ماضٍ كانْ..
فيرى.. امرأةً كانتْ.. ثمَّ طواها النسيانْ
تخرجُ من بيتٍ يتخيَّلهُ..
وتُحييهْ،
يردُّ تحيتها..
ويمدُّ يداً ليصافحها..
. . . . . .
. . . . . .
فيُنبهه صوتُ النادلِ في المقهى..
وهو كما كانْ.
30- 8- 2016
تحولات
حيثُ يجلسُ كلَّ صباحٍ..
تَمُرُّ به طفلةٌ
لتبيعَ له أيَّ شيءٍ
سيتركهُ حين يغدو إلى البيتِ
يمنحها.. كلَّ ما كان في الجيبْ
وهو قليلُ قليلٌ
ويعرِفُ.. أنْ ليسَ شيئاً من المال..
يأتي به الغيبْ
يومَ يقولُ لها بالإشارة.. لا مالَ عندي
تخاصمهُ وتغادرُ
تخرجُ من دون أنْ تترضّاهُ
لكنها.. ستعود
. . . . . .
. . . . . .
لقد كبرتْ
حيثُ يجلسُ كلَّ صباحٍ..
تمرُّ الصبيّةُ.. يسألها أو يكادُ..
عن طفلة الأمسِ
تشغله ببضائع.. لا نفعَ فيها
تبيعُ لهُ ما تشاءُ.. لا ما يَشاءْ
يقول لمن معهُ..
وهي تخفي مفاتنها..
هذه طفلةُ الأمسِ
تزهو بما اكتنزتْ من عجائب أمر النساءْ.
. . . . . .
. . . . . .
وتَغيبُ طويلاً..
ويبقى كما كان.. يجلسُ كلَّ صباحٍ
وتأتي.. لقدْ ثقٌلَتْ
وهي تحمِلُ طفلاً.. تُشيرُ إليهْ
تقولُ له ولدي..
وتبيع له ما تشاءُ.. لا ما يشاءْ
. . . . . .
. . . . . .
كُنْتَ أباً طيِّباً..
وكلُّ الذي كان بيني وبينكَ..
يا سيدي.. إننا فقراء.
22- 9- 2017
دعوة
بمُشْتَبَكٍ من كهرمان وفِضَّةٍ
تُقيمُ..
وتدعو أرجوانَ الحدائقِ
إليها..
إلى أيامها البيض..
إنَّها..
ترى مدناً كانت.. تلمُّ ظلالها
تُعيدُ إليها..
عنفوان الحرائقِ
. . . . . .
. . . . . .
تغنين لي؟
لا..
قد نسيت وفاتني..
غنائي..
ما أبقى غيابك لي غدُ
انتظرتكَ..
هلاّ جئت من قبل..
نلتقي..
قريباً.. بعيداً؟
إنّما الأمسُ.. موعدٌ.