دمي المحترق
انتظار
النَّهارُ قيقبٌ أحمر، واللَّيلُ حورٌ أسود، وأنا اشتدَّ على أضلُعي النَّابُ واللُّحاءُ والحدوة. ليس فوقي غير عوسقِ الشَّوكِ يَصْأى غيابَكِ. ولا تحتي غير شُقَّار النَّارِ يَنْهَتُ غيابَكِ. ولا أمامي غير جنادبِ الوقتِ تُصَرصِرُ غيابَكِ. ولا خلفي غير ثعالبِ الرِّيحِ تَضْغُو غيابَكِ. وأنا اشتدَّ على أضلُعي النَّابُ واللُّحاءُ والحدوة.
حُمَّى
بين نُقشارَتَين
أنفاسُكِ المفرودةُ في الشُّوح.
شهيقًا،
من أوَّلِ القَصعين.
زفيرًا،
إلى آخر الطَّيُّون.
بينهما،
دمي المحترقُ في رئةِ الوَشَق.
سرينادة
لم أحرِّك عشبَ اللَّيل
ولم أبعثر مآبرَ النَّهار،
ولكن لفظتُ اسمكِ
فخشخشَ تحتي
وادٍ من الزَّنبق.
غزليَّة
أنتِ اليومُ قبلَ اليومِ الأوَّلِ للغابة، قبلَ هَفْوِ المَلَاكِ إلى أرْزٍ وشُوح.
أنتِ الصَّباحُ قبلَ صباحِ النِّمْنِمَةِ في القُندول،
والمساءُ قبلَ مساءِ السَّمَندَلِ في كزبرةِ البئر.
أنتِ النَّهارُ قبلَ نهارِ الجُرَيْسِيَّات،
واللَّيلُ قبلَ ليلِ البَهْشِيَّات.
وأنتِ زهرةُ الرَّبيع
قبلَ أن تكونَ شمس،
وزهرةُ الثَّلج
قبلَ أن يكونَ غيم،
وزهرةُ الفِصْح
قبلَ أن يكونَ مسيح.
مزمور
أي حبيبةُ، لا قِبَلَ لي،
فَهَيْتَ لكِ،
نوِّليني من زهرتَي عُودِ الرِّيحِ نَوْلَةً
تخلِّصُني
من يدِ الكلبِ
وفمِ الأسدِ
وقرونِ بقرِ الوحش.
شَتَات
ضُيِّعْتُ في الدُّلْبِ، في العُشْبِ، إليكِ.
في ما يَسْبِقُ الوعولَ إليكِ.
في ما يَعْقُبُ اللَّقالقَ والبَجَعَ إليكِ.
(هاتِ حَجَرَكَ وخُذْ نَيْلُوفَرَتي).
حَجَري في مغارةٍ لا أعرفها، ونَيْلُوفَرَتُكِ في بحيرةٍ لا تعرفينها.
ولكن، مَشَيْنا نتلمَّسُ بخارَ الغابات،
وفي الطَّريقِ ضُيِّعتُ وضُيِّعتِ.
أنتِ في دمكِ العميقِ إليَّ،
وأنا في وضوحِ النَّحلِ وغَبَشِ الدَّبابيرِ إليكِ.
في سيفِ الغرابِ وعلاماتِ الحَذْفِ إليكِ.
ليليَّة
والآنَ إذ القمرُ مرفوعٌ كممحاة
والصَّنوبرُ أتمَّ مخطوطةَ الظِّلال
والرِّيحُ وجَرَسُ المساءِ يهيِّئان الحواشي
والقمرُ مرفوعٌ كممحاة
ينفتحُ قميصُكِ
مُكَبكِبًا حبرَ الفاوانيا على الأشياء.
• أمارجي، الاسم القلميّ للشّاعر والمترجم السّوري رامي يونس.