دمي اليوم لم يكن وردة حمراء
مياهٌ زرقاء
اليوم أتغلّبُ علّي
اليوم أهزمُ نفسي وأتغلّبُ عليك
سفينتي غَرِقت
سفينتي ارتطمت بحائط الجليد وتهاوت في مياهك الباردة
كيف تقاذفتني أمواجك الهائجة
وكان يكفي سفينتي تلك المياه الدافئة..
أَتعجبك القوة الآن
أَتُملي عليكَ وحدتك؟
أَيكفيكَ الوقتُ، أَيكفيكَ الحزن مع الوقت
لطالما كنتَ طفلي وخفتُ من تركك وحيدًا
خفتُ عليك، خفت حتى من نفسي عليك، فصعَقتني بكهرباء الصمت
لطمتني لطمة المنتصر
أَيُرضيكَ انتصارك على ظلال أخريات!
أما أنا
الملسوعةُ بقلبي
وقلبيَ الكعب المعطوبُ
أنسحبُ بهزيمتي التي اخترت لأحتفظَ برايتي بيضاءَ
سفينتي تمخر العباب وأشرعتي تخفق في الصواري.
والآن
أستلقي في جزيرة ولا أرى سوى السماء
زرقاءَ تبتسم لي
أتذكرك وأفكر: هل كنتُ جميلة معك؟
هل كنتُ حنونة؟
لطالما كنتَ طفلي وخفتُ عليك
أَتسعدُ الآن، أَتُرضيك الوحدةُ دونما خوف خائفةٍ عليك.
18-4-2023
* * * * * * * *
لماذا تركتني وحيدةً يا أبي
إلى إدوارد سعيد
لماذا تركتني وحيدةً يا أبي
لماذا لم تكن أبي
تحمل لي الجرائدَ لأقرأ والكتب لأكبر
تسألني أن أفعل ما كنتَ تودُ أن تفعل،
مَن سيحمي عقليَ الجامح
مَن يحمي روحي التي تحمي عقلي.
لماذا لم تكن أبي
ألأنك في ضفة وأنا في ضفة
أنا الروح التي سبع مرات تسري
حياةً
بعد
حياة
مثلها سموات الإله ومثلها أبواب الحب
وأيام الخلق.
لماذا تركتني وحيدةً لماذا لم تأخذ بيدي
لأخطو خطوة العقل الأولى،
وعلى أرض الحواس
أجتاح الحبَ كمغامرةٍ أولى
هل للفتاة من حبيبٍ أول قبل والدها!
لماذا لم تكن أبي،
لماذا
لم
تكن
لا لتأخذني إلى الحديقة
فعينيَ ترسم الأزهارَ ويدي تطلق الفراشات.
أنحت شجرةَ الخليقة وأتلقى براحتي تفاحة نيوتن
لم أتخيلني معك في المراجيح
ولربما عشتُ طفلةً في حياةٍ سابقة.
غادرتني الطفولةُ وسرقتُ لهوها
ولكم تركتُ من ألعابها لألعبَ لعبة العقل.
لماذا تركتني وحيدةً، لماذا تركتني يتيمةً، يا أبي
أنا ابنةُ الريح المطوقة بالسراب.
• • • • • •
خيالُ الصباح
ألم تقل أنك ستُمطر جسدي بالقُبلات
وتخطف النفسَ من الجسد الذي قلتَ أنك تعرف،
الجسد الذي لن تملك،
ألم تقل أنَ صباحاً ستهديني ليس كباقي الصباحات
أينك في بلادي التي تَعبت
أينك وأيني من بلادٍ أُحرِقَت
أهناكَ سماءٌ لصباحات أهديتها جسداً مُبرحاً بالقُبُلات
أيُ بلادٍ ولا بلاد،
نخطو في الحجارة
نرتمي على شعابٍ وتقهرُنا شعابٌ
وتمشطُ أذرعَنا أسلاكُ الحدود.
ألم تقل أنَ الشوقَ سينسينا الوقتَ
فنُمسي
في
مساء
تائهين في خمرة الحب
سُكارى
حائرين،
هل نحن معاً
أم خيالٌ جاء به الوجدُ
لنستيقظَ كلٌ في بلاد
وليبقَ الصبحُ ذاك جرحَ الصباحات.
/////////////////////
حبٌّ مؤجل
اليوم،
في الرابع عشر من شباط
يصل الحب
إلى الموعد في عربةٍ سوداء
فالأرض مضرّجةُ بدمائنا
يصل ليقول: إن دماءنا
لا…
لم تكن ذهباً
كحكمةِ بدوٍ قدماء
اليوم يوم الحب،
دون ذهبٍ، ودونما حِكمةٍ أيضا
الرابع عشر تاريخٌ للحب، وزلزالٌ في القلوب
زلزالٌ تحت أقدام الصغار
يأتي اليوم السابع ولا تنسدل ملابسُ عشتار
فليس لليوم غواية
في
ورقة
الروزنامة
للحب وقتٌ
وللموت أوقاتٌ
ودمي اليوم لم يكن وردةً حمراء.
في الرابع عشر من شباط
كنتُ سأشتري لها
وأشتري
لي
ذلك الفستان الأحمر المكشوف من كتفيه
سيرعشها البردُ قليلاً
وتلفحني عيون المُتلصصين
كنتُ سأشتري ذلك الفستان
وحيرتي
بين بنفسجيٍ وأبيض
فأيُ حلقٍ لفستانٍ أحمر؟
أيليق الأسود بالفرح!
***
الفستان المفتوح من وَسَطه،
الفستان المزموم من خصره ليخفي سُمنتي
كنتُ سأفعل، لولا أنَ ساعتي
دقت
على اليوم السابع
ليبقَ
الرابع عشر من شباط
يوم حبٍّ مؤجل.
14-02-2023
/////////////////////
خميلةٌ للتعساء
ليتني أملك عصا موسى، أشقُ بها البحرَ
فأستعيدَ غرقى
مهاجرين
ابتلعتهم الأمواج
أعَبِّد الطريقَ لأقدامهم المُجَرَّحَة،
دروباً مُترَبَةً
بانحناءاتٍ للضوء
مثلُها على ستائر الصباح
رقيقة
حنونة
دونما انكسار ولا قسوة.
لن أشقَ بحراً
بل أشقُّ السماءَ
لتنبلج خميلةً تُظلهم في الحقول
فما حاجتك يا بحرُ إليهم
إلى أجسادهم وملابسهم
ما حاجتك إلى دموع التعساء
فلك في الملوحة ندبة
مثلها على وجه طفلةٍ شقراء
ما حاجتك لحبيبةٍ دون رفيق
ما حاجتك لطفلٍ غريق
ما حاجتك يا بحرُ أن يُنادى عليكَ
يا مقبرة الهاربين من الموت
ولكن
كيف لي بعصا موسى
وما من معجزات
أنا
لستُ سوى ناجيةٍ
لا أملكُ سوى قلبي
وقلبي
كعب أخيل.
11-12-2022
/////////////////
دفترٌ ليوم القيامة
أزلزالُ أرضٍ أم غضبُ سماء
ضاجت،
فانبلجت
سخطاً لأجل اليتامى
زلزالُ أرضٍ ثكلى
لا صبّار حتى ينبتُ على صدرها الجريح
والكاتب الأعمى
يملأ اللوح بالأسماء
وبين اسمٍ واسم
بين موتٍ وموت
نتفقد الأيدي والوجوه.
بين موتٍ وموتٍ بضعُ أشبارٍ لقبرٍ دون شاهدة.
أيها القدر
هل تُنزِل الستارة قبل أن يختفي جمعُ الممثلين
وإن يَسأَل الأطفالُ أين نحن
أي قصةٍ أروي لهم قبل النوم؟
يا الله،
أنَى لك أن تعرف حكاياتهم الواحدة الواحدة.
أزلزلُة أرضٍ، أم غضبٌ متكبر
كيف لمن دُفِنوا معاً في غمضة عينٍ أن يقفوا
في العماء فُرادى
يا الله،
أوَ تستقبلهم دفعةً واحدة، كأنهم قَدِموا إليك لأخذ العزاء
أوَ يُؤخذ العزاءُ منك
أم يُعطى…
إليك
لكل طفلٍ حكايةٌ مخبّأةٌ في دفترٍ
لم يعد مُخبّأً في مكان
لكل طفلٍ حلم
وأنَّى لك أن تُدهشك أحلامهم، وقد جُمعت في حقيبةِ واحدة
كيف لك أن تتقرّى الوجهَ الضائع في الجموع؟
يا الله
هل وصلك ذلك الطفلُ الذي قال: سأخبر الله كل شيء؟
أوَ أصغيتَ إلى ما قال!
