روايات الكتاب السود
أعاد مقتل جورج فلويد في ولاية مينيسوتا الأميركية إلى الأذهان الصورة القاتمة لأزمنة الاستعباد الوحشية، وحرّك الوجدان الشعبي في مجتمع يتوارث أبناؤه التمييز العنصري؛ لينكأ جراح السود، ويؤكد أن الإنسان الأسود في ذلك المجتمع جرح مفتوح لا ينفك ينزف على مرأى العالم المتفرّج، جرح لا يمكن أن يندمل؛ لأن القيح سيبقى موجوداً دائماً طالما أن هناك من ينبش في الجرح ويرفع التوتر الأنثروبولوجي. وهذا يحيل على استحالة إقامة علاقة وجدانية سليمة بين الأبيض والأسود، تتجسد فيها معاني الاحترام، والموازاة، ولا تُهدّد دائماً بوضع صورة اللقاء الدامي بين الأبيض والأسود عبر التاريخ على الواجهة.
بصورة عامة يبدو أن موضوع العنصرية والآخر الأسود سيبقى راهناً في الغرب الأوروبي، ما لم تسنّ القوانين التي تجعل موضوع العنصرية من الماضي. وهذا ما يظهر جلياً في روايات السود التي تواصل الإضاءة على جذور المأساة وتمضي في نسق موازٍ للصراع العرقي الدامي؛ إذ تؤكد لنا عودةٌ إلى عدد من هذه الروايات حقيقة النظر إلى الأميركي الأسود على أنه متاع يمكن قتله تحت ركبة رجل شرطة، كما حصل مع فلويد، أو استبداله بدينٍ كما حصل مع “فلورنس” في رواية “رحمة” للكاتبة الأميركية الحائزة على جائزة نوبل للآداب توني موريسون (Morrison, Tony: A Mercy, Alfred A. Knopf Books, New York, 1st ed, 2008) إذ يقترح مالك الفتاة السوداء الصغيرة “فلورنس” تسديد دينه بلحمها.
تقارب توني موريسون في هذه الرواية موضوع الاستعباد وأصله الحقيقي في أميركا، وترمي إلى استكشاف جذور ذلك الاستعباد، وذلك بالعودة إلى القرن السابع عشر؛ عندما لم يكن الاستعباد قد ارتبط بالعنصرية قبل ذلك الوقت. فوضْعُ مجموعةٍ من النساء المنتميات إلى أعراق مختلفة وعلى رأسهن “فلورنس”، وهي الشخصية المحورية في الرواية، يعني أن موريسون تحاول رفع الغطاء عن أصل العنصرية، وتقف عند هذا الربط الجائر ما بين العرق الأسود والعبودية؛ لتنقّب بذلك عميقاً في تاريخ أميركا، تحديداً إلى الزمن الذي مرّر فيه الجنوب القوانين التي فصلت البيض وحمتهم من الآخر الأسود. ومن نافلة القول إن البطلة/الساردة “فلورنس”، وهي صاحبة الصوت الأبرز في الرواية إلى جانب السارد العليم بكل شيء، تختزل في صوتها شقاء الطفولة السوداء في أميركا زمن العبودية.
يبدأ الخط الزمني للخطاب بالزمن الحاضر بقول “فلورنس” في خطابها للحدّاد الأسود “لا تخف. فلا يمكن أن تصيبك حكايتي بأيّ أذى على الرغم ممّا قمتُ به. أعدك أن أستلقي بهدوء في الظلام.. ربما تعتقد إذا شئت أن ما أخبرك به هو بمنزلة الاعتراف، إلا أنه اعتراف مليء بالغرائب المألوفة في الأحلام فقط” (ص 10). وتصدير الكاتبة موريسون روايتها بهذه العبارات يحمل قصدية خلق التوتر المبكر، والحوافز السردية الصريحة ويكرس مشروعها الهادف إلى نقل تجربة الأميركيين الأفارقة من هامش الرواية الأميركية إلى مركزها.
بعد ذلك ينفتح السرد باتجاه الماضي وحكاياته؛ ليروي قصة حب من طرف واحد، وحكاية تخلّي أمّ عن ابنتها في زمن العبودية، وتناوب الأزمنة بين مالك وآخر، عبر تداعيات الزمن الماضي، التي يقطعها الزمن الحاضر بين الحين والآخر. وتأتي أهمية الاسترجاعات في هذه الرواية من خلال تقديمها وقائع تاريخية، وأحداثاً ذاتية للشخصية الروائية. فالحدث ذاته يعرض من منظور رواة مختلفين بما يتيح في المجال لاستدراك ما خفي عن القارئ. في المقطع الآتي تقص الساردة الممثَّلة “فلورنس” لعشيقها الحدّاد الأسود حكاية تخلّي أمّها عنها، فيظهر الاسترجاع خيبة أملها بأمها إلى حد يصعب معه تفهم موقف الأم “رجته أمّي بأن يبقيها مع الطفل لأنه لايزال يرضع من صدرها. وقالت: خذ الفتاة، ابنتي؛ أي أنا، أنا” (ص 13).
ثم يعرّج السرد الاسترجاعي على الحدث ذاته من منظور السارد العليم؛ لإضاءته من وجهة نظر حيادية، لا تنحاز إلى طرف بعينه. إلى أن يعود في نهاية الرواية إلى نقطة البداية، باسترجاع ماضوي جديد يكشف حقيقة موقف الأم، ويصور تخلّيها عن ابنتها بوصفه نوعاً من التضحية؛ عندما طلبت من السيّد أن يستبدلها بابنتها لما فيه خير لها “قلتُ أنت، أن يأخذك أنت يا ابنتي؛ لأنني شاهدت الرجل الطويل ينظر إليك بوصفك طفلة.. إنسانة.. ركعت أمامه آملة حصول معجزة، وقال: نعم” (ص 145). لقد رأت الأم في عيني السيد أنه إنسان، ينظر إلى ابنتها بصفتها الإنسانية. ومنذ ذلك اليوم كانت ترجو أن تتفهم ابنتها ما تعرفه، وتتوق إلى أن تعرفه، إلا أن ابنتها لم تغفر لها ما فعلته.
تحيلنا إنسانية هذا الرجل الطويل على المظاهرات التي خرجت هذه الأيام وشارك فيها عدد كبيرٌ من البيض الأميركيين تضامناً مع قضية فلويد ورفضاً لمقتله، لكنّ تلك الإنسانية لم تجد الأسس القانونية الصلبة التي يمكن أن تمنع حوادث من قبيل حادثة فلويد.
تكمن أهمية الاسترجاع الخارجي في رواية “رحمة” التي تتكئ على مفاصل التاريخ. فأمّ فلورنس التي تعرضت للاغتصاب وللبيع وأنجبت ولدين لا تعرف أباهما هي رمز للعبودية السوداء في أميركا. في المقطع الآتي نقف عند قراءة حال الأمّ والابنة، إذ يتضح مقدار التمييز العنصري اللوني الذي تظهره مفردات اللغة “جاؤوا ليلاً وأخذونا.. قالوا إنه طُلب منهم أخذنا عنوة، ليس ثمة حماية.. جرى تبادل الشتائم، جيئة وذهاباً.. أحرقوا منازلنا، وجمعوا الذين لم يتمكّنوا من قتلهم لبيعهم.. نقص عددنا، أو ازداد ربما إلى سبعين ضعفاً أو مئة ضعف، عندما تمّ سوقنا إلى إحدى حظائر الحبس. هناك شاهدنا رجالاً اعتقدنا أنهم مرضى أو موتى. وسرعان ما علمنا بأنهم ليسوا أياً من ذلك. بشرتهم تصيب بالارتباك. فالرجال الذين يحرسوننا أو يبيعوننا هم سود.. وقد أكدوا لنا أن الرجال البيض لا يريدون أكلنا. وعلى الرغم من ذلك استمر بؤسنا طويلاً” (ص ص 142،143).
يعيد السرد في الاسترجاع الخارجي السابق ذكرى اللقاء الأول بين الإنسان الأبيض والآخر الأسود في التاريخ الأميركي، وبدء رحلة الألم التي خاضها السود في مواجهة البيض، والسود المتواطئين معهم أيضاً. فحضور الآخر هنا يتمثل في دلالته الجمعية وليس الفردية؛ بدليل هيمنة ضمير (نا الدالة على الجماعة) على المقطع السردي (أخذونا، أحرقوا منازلنا، تم سوقنا، يبيعوننا…) في تعبير واضح عن الذاكرة الجمعية للسود. فالخطاب المرسل من الأم لابنتها يخرج من إطار الدلالة الفردية. والكاتبة توني موريسون تحاول من خلال إطغاء صوت الجماعة تقديم وثيقة تاريخية أصيلة تعيد فيها كتابة تاريخ السود ولكن بطريقتها الخاصة، في هذا القص الصادم والمكثف والمحمول على وهج لغة شعرية.
كما يظهر أثر الزمن النفسي في إنتاج دلالات العبودية في هذه الرواية، في مشهد الموت الذي يتربص بالعبيد “عندما انكفأ القارب الخفيف قفز بعضنا وسُحب البعض الآخر إلى الأسفل، ولم نشاهد دماءهم تجري كالدوامة إلى أن سحب الأحياء منا، ووضعنا تحت الحراسة. نقلنا إلى المنزل العائم على البحر.. وصعب تصور كيفية الموت. حاول بعضنا ذلك، وفعله البعض الآخر” (ص 143). يظهر الزمن في هذه الرواية بصورةِ شخصيةٍ قاسية متآمرة مع الرجال البيض ومتواطئة مع الموت الذي يطلبه العبيد المقهورون كي ينهي عذاباتهم، لكنه لا يدع لهم حرية الاختيار. فيقدم نفسه بوصفه زائراً دائماً ثقيلاً في رحلة العبودية المحفورة في ذاكرة البطلة. والعبيد يعيشون في ظلام دامس ويئنون تحت وطأة احتضارٍ طويلٍ لا حد له. يشكّل الموت والظلام والبطء في المقطع السابق مفردات نفسية زمنية تظهر أثر الظلال الثقيلة للزمن في شخصية الآخر الأسود الروائية. فالسرد في رواية “رحمة” يجعل من التاريخ خلفية له بتقديمه الحدث التاريخي على نحو موضوعي يتساوق مع الجمالي الفني فيستل منه جمرات متقدة تجعل من التعالق الفني والتاريخي قبساً كاشفاً مأساة الآخر الأسود عبر التاريخ وصراعه الوجودي.
وبعد مضي السرد الاسترجاعي في رواية “رحمة” ضمن فضاءات شخصية البطلة “فلورنس” يعود بطريقة دائرية مرة أخرى إلى الزمن الحاضر في نهاية الرواية، مؤكداً أن هذه الرواية رواية استرجاع وتذكر “إنني أحمل الضوء بيد وأحفر الرسائل بالأخرى،.. ذراعاي تؤلماني.. قد قاربت النهاية الآن. ما الذي سأفعله في لياليّ عندما تنتهي الرواية؟ لن تعاودني الأحلام. وها أنا أتذكر فجأة، أنك لن تقرأ ما أرويه” ( ص ص 142، 143).
فالسرد الاسترجاعي يؤكد أهمية تقنية الاسترجاع الخارجي في الروايات التي تنبش في الذاكرة الجمعية للعبودية وتعبّر عن الوعي الأنثربولوجي للشخصية؛ إذ يعيد لنا ذكريات اللقاءات الأولى بين الإنسان الأبيض والآخر الأسود في التاريخ الأميركي، وبدء رحلة الألم التي خاضها السود في مواجهة البيض.
وبذلك يمكن القول إن الرؤية السردية في رواية “رحمة” تستند إلى الرؤية الداخلية، فالسارد يقوم بوظيفة الحكي ويمضي السرد بين زمنين متداخلين: الحاضر الذي يتسم بالموضوعية في جريانه وقياسه، والماضي الذي نتعرّف عليه عبر تداعيات الذاكرة، فهو يرتبط بذاتية السارد الممثل وعالمه الداخلي، ولا يخضع لقوانين الزمن وضوابطه.
لا يختلف الأمر كثيراً في رواية “عبور” للكاتبة الأميركية نيلا لارسن (Larsen, Nella: Passing, Alfred-A Knopf, New York, 1929 -) ؛ إذ يلقي الماضي بظلاله ويظهر تدخله جلياً في سلوك الشخصيات المأزومة بعقدة الزنوجة التي تعيش ضمن منعرجات هويتها وتقلباتها القاسية في المجتمع الساعي إلى تكريس صورة نمطية سلبية لها، على وفق معاييره ومحدداته الخاصة. فتتجاوز بعض الشخصيات إطار رفض الهوية وتذهب بعيداً في محاولة العبور إلى ضفة اللون الأبيض، والعيش في ظل نعيمه ويبدو هذا جلياً في هوية البطلة ذات الأصل الأسود “كلير”، عند لقائها بصديقتها القديمة الزنجية “آيرين” التي تربطها بحياتها السابقة في مجتمع الزنوج. فتتشظى شخصية البطلة بين الانشداد نحو زمن الفطرة والطمأنينة والنقاء وسط أبناء جلدتها، والعجز عن قطع الصلة مع الحاضر المرتبط بالرفاهية والرقي والمرتبة السامية في مجتمع البيض. فتستجيب البطلة لنداءات الأصل التي تبث في روحها الأمن الداخلي. تقول “أنت لا تعرفين، أنت لا تدركين كم أريد أن أرى الزنوج أن أكون معهم ثانية أن أتكلم معهم أن أسمع ضحكهم” (ص 129).
وإذا كان المقطع السابق يظهر شيئاً من عبث الطبقة المخملية من البيض في استعراض ترفهم، فضلاً عن تداعيات الاستعلاء العلني، والعواقب النفسية والاجتماعية للعبور العرقي. فإنّ هذا لا ينفي أنّ تحوّل البطلة إلى امرأة بيضاء قد كرس إحساسها بالانقسام والاغتراب “لأني وحيدة، وحيدة جداً.. لا أستطيع فعل شيء إزاء توقي إلى أن أكون معك من جديد، وكأنني لم أتق إلى شيء من قبل قط…، أنت لا تدركين كيف أنّي طوال الوقت في حياتي البليدة هذه، أرى الصور المشعة لتلك الحياة الأخرى التي اعتقدت مرةً أني سعدت بالتحرر منها. إنها مثل حمى، مثل ألم لا يتوقف أبدًا” (ص 8).
تُظهر هذه الرسالة التي تحمل اعترافات البطلة “كلير” صدق شعورها ورغبتها باستعادة صورة الأصل؛ وبذلك يبرز أثر جريان الزمن في ترسيخ الصراع الداخلي بين اللونين: الأبيض والأسود؛ لتجد نفسها دائماً في انقسام بين الحياة السابقة والحياة الجديدة. فقد كانت تظنّ أنها تنصلت تماماً من مشكلة السواد وتخلصت من ترسّباته، لكن الرسالة توضح أن لقاءها بصديقتها “آيرين” قد أعاد أزمتها إلى الواجهة بأبعادها النفسية والاجتماعية، وتكشف زيف السعادة التي تعيشها في الحاضر وتعرب عن توقها إلى الأصل حيث الفطرة والسكينة.
وبالانتقال إلى رواية “ابن البلد” لريتشارد رايت، (رايت، ريتشارد: ابن البلد، ترجمة: سعد نصار، دار الكتاب العربي، القاهرة، د.ط، د.ت)، نجد أيضاً أن مأساة الجريمة التي ارتكبها بطل الرواية الشاب الأسود “توماس بيغر” بقتله الفتاة البيضاء “ماري دالتون” تضرب بجذورها في الزمن إلى عمق قرنين ونصف، حين استُقدم السود إلى أرض الآخر الأبيض، وأصبحت إرادتهم خاضعة كلياً للبيض يناضلون من أجل البقاء أحياء ولا يملكون أي خيار؛ لتأتي الجريمة تعبيراً عن رفض الشاب الأسود “توماس بيغر” أيديولوجية البيض وعن تمرّده على ما يعده نظام الطبقة البيضاء.
فالقارئ يلحظ أن القتل يتمّ بآلية عفوية مفاجئة تنم عن الرعب الذي غرسه الأبيض في الأسود في المجتمع الأميركي، وينتهي بنشوة غريبة؛ بسبب الكراهية الدفينة وشعور القاتل الأسود بتحقيق ذاته للمرة الأولى. وبذلك يظهر الأثر المزدوج القاسي للعنصرية في كل من البيض والسود على حدّ سواء؛ فالعنف الأسود نابعٌ من الكراهية العنصرية وتزايد هذا العنف يؤكد المخاوف الأساسية للبيض العنصريين تجاه السود؛ وبالتالي يؤدي إلى مزيد من العنصرية في المجتمع، كما أن الآخر الأسود لا يميز بين الصالح والطالح من البيض، والآخر الأبيض يقع في شرك عنصريته؛ لاعتقاده أن الأسود لا يجرؤ على إلحاق الأذى به ولا يصل إلى دهاء التخطيط للجريمة؛ لأنه أصلاً لا يرتقي إلى مرتبة البشر.
فالماضي السابق لزمن القصة في رواية “ابن البلد”، متصل بزمن الخطاب؛ لأن بطل الرواية “توماس بيغر” يختزل الماضي الجمعي للسود، منذ استقدامهم إلى أميركا، وهذا ما يشير إليه محامي الدفاع بوضوح في محاكمة “بيغر”: “سيدي القاضي.. أرى واجباً عليَّ أن أظل أتحدث إليكم بشكل عام؛ لأن خلفية هذا الصبي يجب أن توضح لكم.. فقد كان لها أثرها القوي في سلوكه. لقد جاء أجدادنا الأوائل إلى هذه الأرض ليواجهوا أرضاً قاسية برية.. فاستخدموا الآخرين، استخدموا الأرواح، تماماً مثلما يستخدم الفلاح المعول، أو مثلما يستخدم النجار المنشار، فقد أخضعوا إرادة الغير لإرادتهم” (ص 457 ).
وبذلك فإن رواية “ابن البلد” تشير إلى أن تاريخاً من الاضطهاد والقهر والاستغلال قاد إلى الجريمة عندما استُخدم الأسود بوصفه آلة أو أداة تشق طريق المجد للآخر الأبيض، فذاكرة البطل في الرواية ذاكرةٌ جمعيةٌ تحيل على تصوير شخصية “بيغر” بوصفها مزيجاً من شخصيات عديدة، تمثل مرحلة بأكملها من التاريخ الأسود المليء بالفقر والتعاسة والشعور بالاضطهاد والنضال من أجل البقاء؛ حكاية تاريخ وماضٍ تخيم فيه قوى الاستعمار والرأسمالية والبرجوازية.
ويمكن أن نخلص في النهاية إلى أن مقتل جورج فلويد يبرز تداخل الماضي الجمعي للسود الأفارقة مع الزمن الحاضر؛ ليجلو صدى المآسي التي صنعها الأبيض في الآخر الأسود على مر الأزمنة المتلاحقة، ويكون مشهد ركبة رَجُل الشرطة الأبيض على رقبة الآخر الأسود استحضاراً للماضي والذاكرة الجمعية، وعاملاً أعاد طرح مظلومية السود في المجتمع الدولي.