ساكن الحديقة

إهداء إلى لقمان
الخميس 2021/03/04

كان عشاء فحسب

التمتمات لم تعد كافية

لتلحق بالرجل المغادر

لقد ترك وراءه الكرسي فارغا

كأس بقي وحده على الطاولة

ومسافة إلى الباب

لم يكن الغياب أطبق

والكتاب لا يزال في إبانه

الوقت يعمل في الأشياء ببطء

حين على بعد 250 مترا

انشقت دقيقة

واحترق قليل من الوقت

على بعد ساعة

تطايرت رسوم حديقة

وانفجر عام كامل

كأن البيت صار في الوادي

والكأس الذي سقط عن الطاولة

اندفن في الغياب

الذي برق فجأة

بينما استمر الموبايل

ينقل الخميس نفسه

بذات التاريخ

إلى شهور تالية

من كان يظن أن الريح تأتي من هناك

والمستقبل الذي سقط قريبا منا

ليس مكتملا

لقد وصل دون قدمين

ولم يخسر اسمه فقط

جبينه أيضا

كان مقلوبا إلى الخلف

من كان يتوقع

أن تكون الأحلام قانية إلى هذا الحد

أن نذبح في مناماتنا

وأن نبيع حطاما

لأجيال قادمة

من كان ينتظر

أن تتأخر هكذا ساعة النسيان

التي وحدها يمكن أن تصفح

وحدها يمكن أن تكون عفوا

عن الراحة القادرة على سحقنا

والسكينة التي تربي أسنانا

----

يمكن للعفو نفسه أن يكون بصقة

أو حتى اعتداء

يمكن أن نجد النسيان عاصفا

وقابلا لأن يتذكر

بقدرة على الخنق

وعلى تسميم العصافير

يمكن للهول أن يستمر في العاصفة

دون أن يتنفس

ودون أن يترك دويا

يمكن له ان ينتحر فوق الرهائن

ولكن بنوع آخر من الجريمة

التي تحتاج أيضا الى دموع

وإلى كثير من القصاصات

لكنه الخميس نفسه

في كل يوم

وفي كل ساعة

إذ يمكن أن نودع الأسابيع

بذات الرقة التي نشحذها على المسن

يمكن أن تكون السكينة

ماضية كالشفرة

إذ لا نعلم متى ينشق الهدوء

ومتى يكون الواقع

على بعد 250 مترا

وقد توقف عن العد

العالم يناديه

لكن (الحياة في مكان آخر)

كان هناك كثير من الوقت

في ذات الدقيقة

كثير من الوقت

في ذات الرصاصة

وأنت الذي منذ البارحة

مشيت كثيرا

مشيت أكثر من كتاب

وصلت أبعد من أذان

على ظهر المطبعة

التي بقيت تثرثر بين الأغصان

لم يكن هناك سوى رسم لحديقة

ونسخ أفضل

لزمر الشوارع

والعصافير الهاربة من القصائد

لم بكن هناك سوى الكتاب نفسه

مكسوا بالجروح

لقد عاد ساكن الحديقة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.