ساكن الحديقة
كان عشاء فحسب
التمتمات لم تعد كافية
لتلحق بالرجل المغادر
لقد ترك وراءه الكرسي فارغا
كأس بقي وحده على الطاولة
ومسافة إلى الباب
لم يكن الغياب أطبق
والكتاب لا يزال في إبانه
الوقت يعمل في الأشياء ببطء
حين على بعد 250 مترا
انشقت دقيقة
واحترق قليل من الوقت
على بعد ساعة
تطايرت رسوم حديقة
وانفجر عام كامل
كأن البيت صار في الوادي
والكأس الذي سقط عن الطاولة
اندفن في الغياب
الذي برق فجأة
بينما استمر الموبايل
ينقل الخميس نفسه
بذات التاريخ
إلى شهور تالية
من كان يظن أن الريح تأتي من هناك
والمستقبل الذي سقط قريبا منا
ليس مكتملا
لقد وصل دون قدمين
ولم يخسر اسمه فقط
جبينه أيضا
كان مقلوبا إلى الخلف
من كان يتوقع
أن تكون الأحلام قانية إلى هذا الحد
أن نذبح في مناماتنا
وأن نبيع حطاما
لأجيال قادمة
من كان ينتظر
أن تتأخر هكذا ساعة النسيان
التي وحدها يمكن أن تصفح
وحدها يمكن أن تكون عفوا
عن الراحة القادرة على سحقنا
والسكينة التي تربي أسنانا
يمكن للعفو نفسه أن يكون بصقة
أو حتى اعتداء
يمكن أن نجد النسيان عاصفا
وقابلا لأن يتذكر
بقدرة على الخنق
وعلى تسميم العصافير
يمكن للهول أن يستمر في العاصفة
دون أن يتنفس
ودون أن يترك دويا
يمكن له ان ينتحر فوق الرهائن
ولكن بنوع آخر من الجريمة
التي تحتاج أيضا الى دموع
وإلى كثير من القصاصات
لكنه الخميس نفسه
في كل يوم
وفي كل ساعة
إذ يمكن أن نودع الأسابيع
بذات الرقة التي نشحذها على المسن
يمكن أن تكون السكينة
ماضية كالشفرة
إذ لا نعلم متى ينشق الهدوء
ومتى يكون الواقع
على بعد 250 مترا
وقد توقف عن العد
العالم يناديه
لكن (الحياة في مكان آخر)
كان هناك كثير من الوقت
في ذات الدقيقة
كثير من الوقت
في ذات الرصاصة
وأنت الذي منذ البارحة
مشيت كثيرا
مشيت أكثر من كتاب
وصلت أبعد من أذان
على ظهر المطبعة
التي بقيت تثرثر بين الأغصان
لم يكن هناك سوى رسم لحديقة
ونسخ أفضل
لزمر الشوارع
والعصافير الهاربة من القصائد
لم بكن هناك سوى الكتاب نفسه
مكسوا بالجروح
لقد عاد ساكن الحديقة.