سرير ماكر

نقرتُ أزرار لوحة مفاتيح الحاسوب المحمول لأرسم حروف اسمها بعد كلمة مرحبا، غير أن أحد أصابعي اللعينة انزلق بشكل متواطئ لينقر حرف الرّاء بدلا عن حرف الهاء. وكانت الإصبع الوسطى أسرع من أن أتثبّت، وهي تنقر على زر الإرسال لتحشر اسمها بعد كلمة مرحبا في نافذة المحادثة.
فجأة أحسست بشد عضلي موجع يكتسح وجهي، وبدت عروق رقبتي منتفخة مثل خراطيم مطاطية تكاد تنفجر. شعرت بخجل كبير وبحنق أكبر على أصابعي اللعينة التي حفرت لي مأزقا لا أعرف كيف سأنجو منه. فالسيدة التي أخطأتُ كتابة اسمها، لن تغفر لي ذلك. منشوراتها وتدويناتها تدل على أنها امرأة صارمة وجادة، ولا تبدو من النساء اللعوبات، أو من المراهقات اللواتي يقبلن المعاكسات أو المغازلة أو المراودات الافتراضية، فما بالك بالتحرّش. نعم تحرّش.
تراجعت قليلا بجذعي عن شاشة الحاسوب، مثل ملاكم منهزم يحاول تفادي اللكمة القاضية من منافسه قبل أن يسقطه تماما ويعلن هزيمته وخسارته. تحسّست عروق رقبتي النّافرة، دون أن أبعد بصري عن نافذة المحادثة المفتوحة بيننا. لم تتأخر كثيرا في الإجابة. لمحت النقاط الثلاثة تتراقص من جهتها في إشارة إلى أنها بصدد كتابة إجابتها. أي ردّ يا ترى ستلقيه في وجهي؟ اللعنة على أصابعي النزقة، اللعنة على أصابعي العمياء. اللعنة على هذه اللعبة.
قبل أن أتهجّى اسمي مثلما كتبته هي من جهتها، لمحت قلبا أحمر رسمته بأزرار حاسوبها على اسمها هي الذي أخطأت أنا في رسم أحد حروفه، ثم لحقته بكلمة مرحبا بك مثلما فعلت أنا، وبعدها كتبت اسمي أنا، ولم أعرف هل تعمّدت استبدال حرف الهاء بحرف الكاف من اسمي، أم أن أصابعها هي الأخرى أصابها العماء. يا لهذا الانسجام المبهر. صوت وصداه. تآمر خفي يمعن في تأجيج الحمم البركانية المستنفرة.
كدت أتسرّع وأنقر على الأزرار اسمها واسمي برسميهما اللّذين تبدّلت فيهما الحروف. قاومت بشكل خرافي تلك النّشوة التي انبعثت في داخلي أشبه بدوّار عاصف، تلك الشّهوة التي طوّقتني وانهالت عليّ مثل سياط جارحة، بمجرد أن نطقت اسمينا متلاحقين مثل نوتة سحرية تخلّصت من جملة موسيقية عادية، لتحدث بمفردها صخبا مخدرا لا فكاك منه. أنقذني هذا الخدر المدوّخ من التّسرع والتورّط في الإجابة. رسمت قلبا أحمر على اسمي الجديد مثلما فعلت هي قبل قليل على اسمها الجديد. فكّرت بحماس، مثل صيّاد علقت بصنّارته سمكة سمينة، وما عليه إلا أن يجاري تمنّعها ومقاومتها ليسحبها إلى خارج الماء، فكّرت أن هذا التواطؤ الأحمر سيضاعف من صخب النّوتة السحرية، ويجعلها أكثر عبثا أو أكثر سحرا. فكّرت في ذلك عندما بدت لي أزرار الحاسوب كأنها أزرار فستان على جسدها تتعثر بها أصابعي لتفكّها وتتسلّل إلى نهديها المتربّصين وتحرّرهما، مثلما أحاول أن أحرّر الآن عيني من أسر صورتها على جدارها الافتراضي، بوجهها الجميل ورقبتها البيضاء.
نهضتُ من أمام الحاسوب لأتخلّص من حالة الارتباك والتردّد. يجب أن أترك مساحة من الزمن بيني وبينها لأمنح شياطين الحروف فسحة أكبر لمزيد التّمرّد، فلا أحد منا قادر على توقّع ما تفعله بنا هذه الحروف، ولا أحد يعلم حجم أسرارها الدّفينة، وأيضا لأجرّب بعض الافتراضات الممكنة، وأحسب جيّدا الخطوات التي يمكن أن أقدم عليها. ربما هي الأخرى تفكّر الآن بنفس الطريقة. ربما نهضت من خلف حاسوبها لتقوم بترتيب أفكارها، وربما لتضع خططا جديدة لتواجه خططي المحتملة. ربّما. اللعنة عليها. اللعنة عليها إن لم تكن الآن بصدد التّفكير في كيفية عدم تبديد هذه اللحظة وهذه الشّهوة المباغتة. ما جدوى هذه الحروف وما قيمة هذه الرّموز إن لم تكن قادرة على قدح الاشتباك العضويّ الحي. اشتباك ضارٍ لا فكاك منه.
لو كانت أمامي الآن لوضعت سبّابتي على شفتيها وحرّكتها مثل عود كبريت، جيئة وذهابا، لتضطرم النار أكثر في شفتي أنا فأسمعها اسمينا متلاحقين… في نغمة مثيرة ومتوحّشة.
هل أنقر الأزرار وأكتب الاسمين، أم أنتظرها هي لتفعل ذلك قبلي؟ يجب أن يبادر أحدنا ويضع حدا لهذا الحوار المبتور، قبل أن يطول الصمت بيننا ويتحوّل إلى شلاّل متدفّق يطفئ هذه النّار المتّقدة. يجب أن يحرّر واحد منا هذا النّداء المعلّق من الجهتين. يجب ألا تطول هذه الهدنة الصّامتة، وألا يضع أحد منا أسلحته ويستسلم. أصابعنا، أقصد حروفنا، هي أسلحتنا المتوثّبة هنا وهناك فوق أزرار حاسوبها وحاسوبي.
فجأة، تذكرتُ أنه يتوجّب عليّ أن أجسّ لحمي وأتلمّس أطرافي وأمسح بطني بكفّ يدي وأفرك شعري وأمسك عضوي وأصفّق بيدي وأرفس بقدمي رخام الغرفة وأكرّر أكثر من مرة عملية الشّهيق والزّفير وأفرك عيني وأدخل سبابتي في طبلة أذني اليمنى وأحك فخذي الأيسر… وأسعل وأتغوّط وأحمحم وأكحّ كحتين على الأقل وأمخط أنفي وأطرشق أصابعي وأهرش ظهري وأدير رقبتي شمالا ويمينا وأقرص إليتيّ وألعق شفتي بلساني وأجعل فكي العلوي يصطكّ بأسنان الفك السّفلي…
عليّ أن أقوم بكل هذه الحركات والأفعال لأبطئ قليلا مزاج ذاك الكاتب الذي يقف هناك متكئا بمرفقيه على الحديد البارد لدرابزين الشرفة، يطلّ على الشّارع الكبير المزدحم بالأصوات المزعجة لمنبّهات السيارات ويتابع سيول الشّتائم والسّباب الحادّ بين سوّاق السيّارات المتهوّرين والمارّة، ويحاول أن يبعد بصره عن الكلاب السّائبة والقطط الهزيلة التي تنبش أكوام الزبالة المنتشرة تحت الجدران المقشّرة للمباني التي ترتفع في كل مكان وتحجب رؤية الأفق أمام الكاتب الذي حرّض “سهير” على أن تستبدل حرف الهاء من اسمي بحرف الكاف وتنقر بأصابعه هو على حاسوبه المحمول كلمة ماكر بدلا من كلمة “ماهر”، اسمي الحقيقي، تماما مثلما ورّطني أنا وجعل أصابعي تنزلق لا إراديا لتكتب كلمة سرير بدلا من سهير…
هل يفعلها هذا الكاتب ويطلب مني أن أفتح له علبة بيرة من الثلاجة وأجلب له سجائره التي نسيها حذو حاسوبه مع الولاعة؟ ربما عندما أفتح له علبة البيرة وأرشق بين شفتيه سيجارة، سينتبه إلى القمر الخجول الذي يطلّ من تلك السّماء الضيّقة التي حشرتها المباني البائسة واختنقت بأدخنة عوادم السيارات وأكداس الزّبالة.
ربما تغريه تلك الالتماعات المحتشمة لضوء القمر، وتمنحه بعضا من الخيال، فيمنحني بدوره الجرأة الكافية لأنقر في نافذة المحادثات “سرير ماكر”، ولكن قبل هذا عليه أيضا أن يجعل سهير تتذكّر أنّه يتوجّب عليها أن تجسّ لحمها وتتلمّس أطرافها وتمسح بطنها بكف يديها وتفرد شعرها على كتفيها، وتداعب نهديها النافرين وتتحسّس عُشّها السّفلي وتصفّق بيديها وترفس بقدميها رخام الغرفة وتكرّر أكثر من مرة عملية الشّهيق والزّفير وتفرك عينيها وتدخل سبابتها في طبلة أذنها اليمنى وتحكّ فخذها الأيسر… وتسعل وتتغوّط وتحمحم وتكحّ كحتين على الأقل وتمخط أنفها وتطرشق أصابعها وتهرش ظهرها وتدير رقبتها شمالا ويمينا وتقرص عجيزتها وتلعق شفتيها بلسانها وتجعل فكها العلوي يصطكّ بأسنان الفكّ السفلي… عليها أن تقوم بكل هذه الحركات والأفعال لتصير مثلي كائنا حيا، أو شبه حي، فمن غير المنطقيّ أن لا يمكر رجل ماهر مثلي، بامرأة فردت حروف اسمها سريرا من الرّغبات المتوحّشة، ألا تطلب القصص منطقا وتوظيفا مقنعا وخيالا متوهجا.
أيها الكاتب أرجوك وأتوسّل إليك بنور ذلك القمر الخجول أن تغضّ النظر عن كلمة “تحرّش”، وتمنح سهير فرصة القيام بكل تلك الحركات والأفعال لنكون كائنين منسجمين، ونعدك وعدا صادقا ألا نغلق عليك باب الشّرفة عندما نشرع في ترتيب كل التّفاصيل التي يطلبها سرير ماكر. أصغي سمعك أيها الكاتب لصوتها، إنها تناديك، تناديني. إنها تتوسّل إليك وترجوك أن تصمّ أذنيك عن منبّهات السيارات ومواء القطط الهزيلة ونباح الكلاب السّائبة. اسمع صوتها يتسلّل من تلك الجدران المشقّقة. لا تكن قاسيا عليها وعليّ. تذكّر أنني فتحت لك علبة بيرة باردة وأشعلت لك سيجارة. لا تنسى أن الثلاجة مازالت ممتلئة بعلب البيرة الباردة، وتذكّر أن لديك في جيب معطفك المعلّق على المشجب، علبتين إضافيتين من السجائر. أعدك أنني لن أتأخّر عن خدمتك وسأجلب لك البيرة والسّجائر كلما طلبت ذلك، حتى لو تطلّب مني الأمر أن أقمع لذّتي وأقطع الوصل مع سهير فوق السّرير.
أرجوك أيها الكاتب لا تفكّر في إرهاق سهير وتبديد طاقتها، أرجوك لا تكلّفها بحمل الحاسوب إليك حيث أنت الآن، في الشّرفة الباردة. لا تجعلني أندم على جلب البيرة والسّجائر. يمكنك أن تعود لاحقا إلى غرفتك وتواصل الرّقن على حاسوبك عندما ينجح خيالك في تأجيج مكري. لا تخرجني معك إلى الشّرفة الباردة، أخاف أن ألمح سيارة الشّرطة التي قد تصل بين الفينة والأخرى، ويطلّ منها شرطيان يحمل واحد منهما أمرا بإيقافي بتهمة التحرّش بسيّدة محترمة. أرجوك أيها الكاتب لا تقحم رجال الشّرطة الذين لا يفلحون إلا في قمع لذّتنا وقصف أحلامنا الصغيرة وكبت خيالنا. أقصد كبت خيالك أنت.
أقترح عليك أن تنسى مشهد رجال الشّرطة وتطاوسهم الأخرق، وأن تنتبه إلى ضوء القمر الذي بدأ يتحرّر من الجدران المشققة التي كانت تحجب وجهه، أنظر جيدا ستقتنص عيناك، أو خيالك، ذاك المشهد المهيب حذو المزابل المنتشرة، أنظر، ألا تشاهد معي تلك الحفلة التناكحيّة للكلاب فيما بينها وهي تبلي البلاء الحسن من جهتها، وبين القطط من جهة ثانية، وهي تبلي، أيضا، البلاء الحسن وتموء مواء يقطّع أوصالها. الكلاب والقطط، لا تفكّر لا في التّحرش ولا في المعاكسات أو المغازلات، ربما هناك مراودات غريزية لا بد منها للدّخول في عالم تناكحهم اليومي، لكن الأكيد أنهم لا يهتمون بقدوم سيارة الشرطة ولا يستعطفون أحدا ليمارسوا شهواتهم ورغباتهم، حتى لو كان ذلك الواحد هو كاتب قصص يعوزه الخيال، ولا يتقن غير التّنكيل بشخوصه أو بشخصياته مثلما تحاول أن تفعل أنت الآن.
أنت الذي فكرت الآن، في جعل سهير تنعتني بالكلب لأنها اعتبرت مغازلتي لها تحرّشا لا يليق بسيدة مثلها. إنك كاتب حقود تريد الإيقاع بي وتعاقبني بتهمة أنا براء منها، رغم أنّك تعرف جيدا أنني لم أكفّ عن التّرديد في سرّي أن سهير قطتي اللطيفة. أرأيت، أنت تراني كلبا ماكرا، وأنا أراها قطة لطيفة، فلماذا لا تحتسي البيرة وتدخن سيجارتك لتقترب من خيالي الحي وتبتعد عن منطقك القصصي الميّت. كُفّ عن المعادلات المنطقية التي تجهد نفسك في استخراجها من خيالك المتقرّح والكريه. هل تعرف لماذا أكره خيالك؟ سأقول لك لماذا. لأنك تفكّر الآن في الحروف الثلاثة التي استبدلتهم من اسمها واسمي الحقيقيين، سهير وماهر، وتورّطت في فكرة قصة بعنوان “سرير ماكر”، لكنك لم تفلح في كتابة متنها.
أنظر، أيّها الكاتب، توجد ثلاثة حروف غيّرت قواعد اللعبة. الكاف، الراء والهاء. أعد الآن نطق الحروف الثلاثة بصوت عال مرتين أو أكثر. ارسم بهم أول كلمة تقفز إلى منطقك. نعم. أحسنت. إنها المفردة الوحيد الممكنة والقابلة للنطق والكتابة: ك ر ه… انطقها بصوتك الأجش. أنطقها بكل حركات الإعراب الممكنة. افتح الحروف وضمّها واكسرها… أصرخ في وجه القبح الذي يطوّقك. أصرخ أكثر لتتطاير القمامة أعلى في السّماء المسوّدة أصلا. أحسنت. هكذا مزيدا من الصراخ: كره، كره، كره… كلما تماديت في الصراخ ستنجح في جعل الجدران المشقّقة أكثر جمالا. ههههه نعم نعم، جمالية القبح. ها أنت تصرّ على أن تظل أسيرا لنظريات النقّاد الرّكيكة، وأنت تتخيّل تلك الجدران تتحوّل إلى لوحات سوريالية تتجمّل بالأكياس والأوراق المتطايرة من أكداس القمامة، ولا شيء ينقصها سوى أن تنصهر في بياض ذاك القمر الشّاحب. واصل الصراخ، لا تترك الشّعور بالفشل يسيطر عليك. يمكنك أن تستثمر كل طاقتك في مزيد تصريف حروفك الثلاثة: ك ر ه. يمكنك فعل ذلك بمجرد أن تلقي علبة البيرة التي أنهيتها الآن. ألقها من شرفتك العالية لتسقط فوق تلك الكلاب والقطط المتناكحة. مارس سلطتك وسطوتك على تلك المخلوقات البريئة واقمع لذّتها، مثلما تفعل ذلك معي أنا وسهير. لا تخجل من فعل ذلك، فأنت لن تختلف كثيرا عن الكتّاب الآخرين. إنّك مثلهم غريب الأطوار، لا قدرة لك إلا على تصريف عقدك النفسية ومركبات العجز فيك. أرجوك مجددا، لا تحاول أن تنكر رغبتك الدّفينة لتفتكّ مني سهير وتضاجعها بدلا عني.
إنّك تفكّر فعلا في ذلك وتخطّط له منذ أن أخلفت صديقتك موعدها معك هذه الليلة. أنظر، إنّك تكذب عليّ الآن، وأنت توهمني بأن خروجك إلى الشّرفة ووقوفك متكئً على درابزينها الحديدية الباردة ليس إلا محاولة لتطوير خيالك، ولكن الحقيقة التي تريد إخفاءها عني هي أنك فشلت في تقاسم سريرك مع امرأة تحبك وتحبها، وفشلت في تصريف عاطفتك الجيّاشة مع سيدة محترمة دون مكر. أرأيت أيها الكاتب كيف أنك الآن تستعد لتنفيذ أفظع مشهد يهدّدك، ويهدّد خيالك المسكين، إنه مشهد الانتحار الذي يليق بك، الانتحار المهين شنقا بحروفك الثلاثة: الكاف، الراء والهاء.
إنني أشاهدك الآن مع هذا الجمع من القراء الذين توافدوا من جميع الاتجاهات وتحلّقوا تحت شرفتك. سأتركهم يواصلون الاستمتاع بمشاهدتك تتدلّى مشنوقا من الأعلى، من العنوان، أمّا أنا، سأنسلّ من هذا الحاسوب حالا، لأفتح باب الشقّة للسيّدة سهير. لقد وصلت في موعدها. أعرف أنّه لم يعد بإمكانك أن تسمع جرس الباب، ولا تستطيع أن تشاهد جمال وجهها ونهديها النافرين يسبقانها في الدخول، ولا أظنك أيضا قادرا على شم عطرها النفّاذ الذي بخّته على رقبتها البيضاء، فقد سبق أن عجزت عن ذكر ذلك عندما كنت تصف صورة بروفيلها على جدارها الفايسبوكي. إنك لن تستطيع منعي، أنا وسهير، من التّعبير عن شكرك والامتنان لك على علب البيرة الكثيرة التي تركتها لنا في ثلاجة مطبخك، وعلى علبتي السجائر في جيب معطفك المعلّق على المشجب.
آه، نسيت أن أخبرك أيها الكاتب المشنوق، لقد كان كل شيء مدبّرا بعناية فائقة منذ البداية، فسهير ليست قطتي اللطيفة، ولم تكن يوما ما امرأة صارمة وجادة، بل هي سمكتي المتوحشة التي روّضتها بصنارة خيالك، وهي فتاة شبقة وجامحة ولا تقمع رغباتها فوق السّرير، وهي أيضا لا تفكّر في الفصل بين شخصيتك وشخوصك، مثلما يحاول القرّاء المتجمهرون تحت شرفتك، فعل ذلك.