صمت الورد
قِدرُ القصيدة
بَيْنَ أصوَاتِ الرُّشَاشِ الحُلْوِ جَهَّزتُ القَصِيدَةْ
كَوْمةُ البَارُودِ فُرشَاتِي
وَخُبْزِي الدَّمْعُ
وَالتَّارِيخُ أهْدَانِي أَسَى الطَّبْعاتِ أنَّاتٍ مُنَقَاة فريدةْ
مَلَّتِ الأرْضُ افتِرَاشِي
وَكأنِّي صِرْتُ أَحْمِيهَا وَظَهْرُ الصُّبْحِ مَحنِيٌّ
وَأكتَافِي عَنِيدَة
رَقَّدَتْنِي الرِّيحُ في أطرَافِ يُمنَاهَا
وَضَمَّتْ هَيْكَلِي الْمَقهُورَ
مَعْزُوفاً عَلَى أرمَاسِهِ تَغْرِيدَةُ الْحُبِّ المُفَدَّى
وَالنِّهَايَاتِ السَّعِيدَةْ
يَا بِلاداً وَزَّعَتْ حَلْوَى مَوَاضِيهَا عَلَى الأمْصَارِ
وَاعتَادَتْ شَرَابَ الْحَرْبِ
حَتَّى أدْمَنَتْهَا الْكأسُ وَالأمَجادُ هَامَاتٌ شَرِيدَة
يَعْزِفُ الْمَوْتَى تَمَامَ الْحُبِّ في الأكفَانِ
مَا شَافُوا غِنَاءَ الْمَوْتَ مَجْدُولاً عَلَى الأسْوَاقِ
وَالْحَارَاتِ وَالْ….
إنَّ الْمَوْتَ وَجْهُ العُملَةِ الأندَى
وَبَاعِثُنَا لِثَوْرَاتٍ مَجِيدَةْ
أخْرَجَتْنَا الآهَةُ الْعَرْجَاءُ كُرهاً مِن مآقي صَمْتِنَا
كَمْ وَقَّعَتْ لَحْناً خُرَافِيّاً عَلَى أعصَابِنَا
لَمْ تَعْهَدِ النُّوتَاتُ ناياتي
وَلَمْ تأْلَفْ نَشِيدَهْ
أيُّ بَلْقِيسٍ سَنَرثِي يَا ابْنَ قَبَّانِي
فَهَذَا الْبَيْتُ ضَاعَتْ مِنْهُ أعطَارُ الْبُكَاءِ
الْحُزنُ
أصوات الْحَنُوط
الأمس
أرتال مضت
واليوم أرتالٌ شَهِيدَة
الْحَمَامُ الحُرُّ فَاتَ السَّجْعَ يَا أمِّي
وَأهْدَتْنَا الأمَانيُّ الظلامُ السُّودُ أعمَاراً مَدِيدَة
إنَّ طَعْمَ الْعِيدِ مَنسِيٌّ
وَطَعْمَ الْغُبْنِ قَتَّالٌ
يُلَاكُ الآنَ حَدَّ الْمَوْتِ
مَا أشْهَاهُ مِنْ طَعْمٍ عَلَى قِدْرِ الْقَصِيدَة
موتيفة
فُحْ أيُّهَا الْعَرْفُ الذِي يَحْتَالُ مَا خَبَّأتَه
يَعْصِي مَيَاسِمِي التِي مِن فَرْطِ رِقَّتِهَا تَفُوحْ
يَتَعَثَّرُ التَّبْرِيحُ فِي خُطْوَاتِهِ
وَيَلُفُّنَا
وَنَعُودُ
نَكْتَنِفُ الْحَيَاةَ وَمِنْ وَجَاهَتِهَا نَبُوحْ
أوْلَتْك آلِهَةُ التَّصَبُّرِ بَعْضَ مَكْنُونَاتِهَا
مَاتَتْ وَبَيْنَ شِفَاهِهَا جَمْرٌ تُغَالِبُهُ الرِّيَاحُ وَطُهْرُ أنفَاسٍ يَنُوحْ
يَا آخِذَ النَّجْمِ الْبَعِيدِ أعِدْ إلَيَّ هُيَامَهُ
خُذْ غَزْلَ أغْنِيَتِي الَّتِي بَارَحْتُ مُوتِيفَاتِهَا
لأرَاكَ فِي رَجْعِ الصَّدَى تَمْتَدُّ قَافِيَةً ورُوحْ
عِيداً أُرَتِّبُهُ عَلَى كَيْفِ الْقَصِيدِ
أخُصُّهُ بِطِلَاءِ ذَاكِرَتِي
وَكَنسِ الْحُزْنِ مِنْ وَجْهِ الْمَدَى
مِن خُبْثِ أسئلَةِ انتِظَارِي حِينَ يَكْنِسُهَا الْوُضُوحْ
هُوَ فِي نِدَاءَاتِ الْغِيَابِ طَرَائفٌ ورَوَافِدٌ
وَتَوَكُّؤٌ فِي الْمُستَحِيلِ
قِصَاصُ أشْوَاقٍ تَرَافَع عَن مَظَالِمِهِ الشُّرُوحْ
قَالَتْ عَفَارِيتُ الْحُرُوفِ
تَعِبْتِ يَا سَبَأُ الَّتِي دَانَتْ لِسَطْوَتِهَا الْمَعَانِي وَالتَّرَاكِيبُ الْعِجَابُ
ارْتَدَّ طَرْفُ الشِّعْرِ بَعْدَك
حَاطِباً نَبَأ الرَّحِيلِ
وَقَلْب مَن مَرَدَ الْجَفَاء وَأتْعَبَتْ يَدَهُ الصُّرُوحْ
هُوَ آخِرُ التَّصْفِيقِ
يَرقُصُ فِي مَسَامِعِ عَاشِقٍ
رَفَضَ النِّهَايَةَ
مَزَّقَ التَّهْرِيجَ فِي صَمْتِ الْكَوَالِيسِ الْمَقِيتِ
أعَادَ تَرْتِيبَ الشُّخُوصِ
وَضَجَّ فِي دَمِهِ الْجُنُوحْ
مَنْ يَقْهَرُ الأضوَاءَ فِي شُرُفَاتِ أحْلَامِي الْعِرَاضِ
وَفِي انتِزَاعِ تَشَتُّتِي
هَذَا نَكَالٌ عَاجِزٌ
وَأنَا تُزَمِّلُنِي الْمَعَارِجُ
كَيْفَ تُؤْوِينِي السُّفُوحْ
زَيَّنتُ أجْوِبَتِي كَثِيراً حِينَمَا اسْتَفْهَمْتَنِي
وَالآنَ يَقْهَرُنِي اعتِرَافي
فَابْتَعِثْ مَا شِئْتَ لَكِنْ لَا تُغَادِرْنِي
فَإنِّي بَعْضُ صَمْتِ الْوَرْدِ
فَارْتِقْ مَا فَتَقْتَ مِنَ الْجُرُوحْ.