في الطريق إلى البيت

الأحد 2021/08/01
تخطيط: حسين جمعان

هواء من البحر يصعدُ

أعلى

وأعلى

إلى سُرَّة في الأفقْ

رئاتٌ على الملح تطفو

وبنتُ تشمِّسُ ألوانها في ثيابِ

الربيعِ

الجديدِة

تدخل مرآتها وحدها

لترى وجهها المستردَ من البحرِ

في الفجرِ

عينين منهوبتين من الأفق اللازوردي

كفين ناصعتين وراء الهواءِ

وقلبي يميلُ

إلى شقرة في الحقول البعيدةِ

عما قريبٍ…

يعج بنا حاضر

مهملٌ في الكلام على البابِ،

في لحظة الصمت ما بين زوجينِ

غنّي معي

في الزقاق الطويل إلى وردة الجرحِ:

كانت تدور الدُّمى حول أيامنا

والزمان يدور على نفسه

في شريط الكاسيت.

هل تبقى من الكُحل ليلٌ

ضئيلٌ لشخصين؟

كنّا يئسنا من الحبِّ

نمنا قليلا على درجات البنايةِ

حتى يمرَّ قطيع النهارات

من شارع نحو آخرَ

حتى ينال الغناءُ من الحالمين

فنُسلم أجسادنا للملابسِ في الصبح

نشنقها في المشاجبِ ليلاً

فتمطر فينا السقوفُ.

تمادي قليلاً معي داخل السهو…

قلتُ: اتركيني قليلاً

إلى نشوة اليأس وحدي

وفضِّي جديلتكِ عن دمي

كي أعود إلى البيت في شارع آخرٍ…

غداً نلتقي

غداً يعرف الناس أخطاءهم في الكلام على البابِ

يلهو بهم وبنا أملٌ لا نسمّيه إلا انتظاراً

لما سوف يأتي.

تدور الدُمى

والأغاني تدور على نفسها

في الشريط الطويلُ

ولا يلتقي الحالمون بأحلامهم

في الممراتِ…

تأتي الفصولُ

وترحل عن مشهد أعزلٍ

يتضاءلُ

خلف نوافذ سيارتي

عبر هذا الطريق السريعِ

إلى وردة الجرح في آخر الأغنية.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.