كيف غيّرت الهواتف المحمولة حياتنا
لا يبالغ المرء كثيرا حين يقول إنَّ الهاتف المحمول واحد من أعظم الاختراعات التي سجّلتها البشرية في رحلة تطورها عبر القرون، فقد غيّر هذا الاختراع الذي تتسع له الجيوب الصغيرة أسلوب حياةِ البشر على امتداد المعمورة بما في ذلك أنماط تواصلهم الاجتماعية وأساليبهم التعبيرية. ولعلّ أبرز ما ميّز هذا الاختراع وساهم في تعجيل انتشاره الكوني هو تيسُّرُ كلفة اقتنائه بالنسبة إلى عموم البشر نظرا لوفورات الحجم التي تمخّضت عنها التطورات التقنية المهولة في التصنيع. واليوم كيفما تلفّت المرء من حوله وجد بشرا مُكبّين على هواتفهم الذكية؛ هذا يرسل رسالة وذاك يقرأ أخرى، هذا يستمع لأغنية أو معزوفة وذاك يتصفح الأخبار دونما حاجةٍ إلى الجريدة أو التلفاز.
لكأنّما ولّى إلى غير رجعةٍ زمن الفضول الاجتماعي بصوَره التقليدية التي عهدناها طيلة عقود؛ فأوقات الانتظار اليوم لم تعُد تشغلها الدردشات العابرة ذات اليمين أو ذات الشّمال، فقلّما يلتفت أحدنا إلى المقعد المجاور في المحطة أو القطار أو صالات الانتظار ليبادر بسؤالٍ يتوخّى فتح بابٍ لدردشةٍ عابرة، فالجميع مُكِبُّون على أجهزتهم التي بحجم الأكُفّ يطالعون فيها شؤون حياتهم بأكملها. إننا نعيش في عصر هوس التكنولوجيا وإدمان الهواتف الذكية وذلك وفقا لتعبير البروفيسور لاري روزِن، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا ومؤلّف الكتاب الشهير “iDisorder” (الاضطراب الإلكتروني) الذي يسجِّل أكثر العبارات التي باتت شائعة اليوم في أوسط الشباب ومنها “لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان من دون هاتفي” أو “أشعر بالقلق عندما يتعذّر عليّ التحقق من بريدي الإلكتروني” أو “إذا لم أكن على اطِّلاعٍ أول بأول على الإشعارات التي تصلني على حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، فإنني أشعر وكأنني في عداد المفقودين”.
يشيرُ تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات عام 2017 إلى أنَّ عدد مشتركي خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة قد وصل إلى نحو 5 مليارات مشترك وأنَّه من المتوقع وصول هذا الرقم إلى ما يزيد على 6 مليارات بحلول عام 2020، كذلك أضحت الهواتف المحمولة المنافس الأبرز لوسائل الإعلام التقليدية، إذ يشيرُ العديد من التقارير إلى نِسبٍ متزايدة باطّراد لأولئك الذين يُعدُّ الهاتف المحمول مصدرهم الأبرز للحصول على الأخبار، وثمّة من يربط اليوم بين موجة الثورات التي هزَّت أركان أنظمة الحكم التي بدت لوهلةٍ وكأنها أنظمة أبدية وانتشار الهواتف المحمولة وتطبيقاتها التي غدت وسيلة فاعلة للتعبئة والحراك الاجتماعيَين.
في عام 2001، خصصت كُبريات الصحف العالمية صفحاتها الأولى لعنوان رئيسي يصف الرئيس الفلبيني الأسبق، جوزيف إسترادا، “بالرئيس الذي أطاحت به الهواتف النقالة” وذلك في حديثها عن موجة الاحتجاجات العارمة التي شهدتها الفلبين للمطالبة بتنحّي إسترادا وكيف استفاد المتظاهرون من خدمة الرسائل القصيرة في التعبئة والانتشار. ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف الأثر العميق الذي لعبته الهواتف المحمولة على المستويات الاجتماعية والسياسية والشخصية.
في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، يسجل موقع ستاتيستا لدراسات البيانات والإحصاءات، المعروف، الأرقام التالية في ما يتعلق بنسبة انتشار وشيوع استخدام الهواتف المحمولة:
- 70 بالمئة من سكان العالم لديهم هواتف محمولة.
- عدد الهواتف المحمولة في العالم يفوق عدد أجهزة التلفاز بثلاث مرات.
- 42 بالمئة من الأميركيين يستخدمون الهواتف المحمولة للتغلب على الملل.
- يتم تلقي مئتي تريليون رسالة كل يوم في أميريكا فقط.
- 53 بالمئة من البالغين الأميركيين لديهم هواتف ذكية.
- 44 بالمئة من الأميركيين يستخدمون أجهزتهم المحمولة للوصول إلى الإنترنت.
وترى بعض الدراسات الاجتماعية وجود صلةٍ بين التحسُّنِ الحاصل على مستوى العلاقات الاجتماعية من جهة وانتشار الهواتف المحمولة من جهةٍ أخرى، إذ تلحظ هذه الدراسات وجود ارتباط بين تحسُّنٍ ملموس في التعليم والمساواة بين الجنسين ودرجة الانخراط والفاعلية السياسية وبين الإقبال على اقتناء الهواتف المحمولة والاستفادة من إمكاناتها المتعددة الجوانب، ولا سيّما في البلدان النامية إذ يرى بعض المحلّلين الاقتصاديين أثرا إيجابيا لهذه الظاهرة في النمو الاقتصادي.
في بحثٍ أجراه معهد كولن للبحوث الاقتصادية بعنوان “النسيج الرقمي لحيواتنا”، وكان الغرض منه استطلاع تأثيرات التقنيات المحمولة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والفردية في 10 بلدان هي: المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا والصين والهند وتركيا ومصر وكينيا وجنوب أفريقيا، خلصَ البحث الذي اشتمل على إجراء مقابلاتٍ مع أبرز الباحثين الأكاديميين في البلدان المذكورة، من جُملةِ ما خَلص إليه، إلى ما يلي:
- على مستوى العلاقات: لقد غيّرت الهواتف المحمولة طبيعة علاقاتنا، بما في ذلك علاقاتنا ضمن الأسرة ومع الأصدقاء، وكان من اللافت في ما توصل إليه البحث، أن الهواتف المحمولة وعلى الرغم مما تنطوي عليه من إمكانات واعدة في زيادة مستوى التشبيك الاجتماعي، إلّا أن كلا من مستخدميها الذين شملهم البحث غالبا ما لم يتجاوز دائرة قوامها 6 أشخاص في 80 بالمئة من تواصلهم.
- على مستوى الصحة: وجد البحث أنَّ الهواتف المحمولة ساعدت في الحفاظ على مستوى جيد من الصحة البدنية والنفسية حينما يغيب بعض أفراد الأسرة عن بيت العائلة، كما أنها ساعدت النساء على الأخص في تأدية دورٍ ثلاثيّ أحيانا داخل الأسرة المعيشية كزوجات وأمهات ومُعيلات.
- على مستوى المشاركة السياسية: وجد البحث ارتباطا حيويا بين انتشار الهواتف المحمولة من جهة وكلّ من المشاركة السياسية الديمقراطية والمساواة بين الجنسين وتحسُّن المستوى التعليمي من جهةٍ أخرى. وأشار البحث إلى أن مؤشرات التحسُّن في هذه الجوانب كانت ملموسة بصفة خاصة في البلدان النامية.
- على مستوى النمو الاقتصادي: تساهم الهواتف المحمولة مساهمة ملحوظة في الناتج المحلي الإجمالي، ففي بريطانيا على سبيل المثال، تبلغ نسبة هذه المساهمة قرابة 1.8 بالمئة من معدل النمو المحلي الإجمالي، بينما سجّلت النسبة نفسها رقما لافتا في مصر إذ ساهمت بنحو 24.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة ما بين 2010 و2017، وهي مرشّحةُ للزيادة نظرا لما تنطوي عليه تقنيات الهواتف المحمولة وتطبيقاتها من إمكانات اقتصادية واعدة.
ويشير تقريرٌ صادر عن مجموعة البنك الدولي لعام 2017 إلى أن الفقراء يستفيدون من التقنيات الرقمية عبر الهاتف الجوال، وإن كانت الفائدة لا تزال متواضعة بالمقارنة مع الإمكانيات الحقيقية، فنحو سبعة من كل عشرة أشخاص من خُمس السكان الأدنى دخلا في البلدان النامية يمتلكون هاتفا محمولا، وهو ما يعزز إمكانية وصولهم إلى الأسواق وحصولهم على الخدمات، وفي المناطق الريفية بالنيجر، ساعدت معلومات عن أسعار المزروعات يتم الحصول عليها من خلال الهاتف المحمول على خفض تكلفة البحث بنسبة 50 بالمئة، وفي المناطق الريفية في بيرو، عزز الحصول على خدمات الهاتف المحمول الاستهلاك الحقيقي للقطاع العائلي بنسبة 11 بالمئة بين عامي 2004 و2009، مما قلَّص معدل الفقر بثماني نقاط مئوية والفقر المدقع بـ5.4 نقطة مئوية.
أصبح الكثير من البشر على قناعة بأن التقنيات الرقمية تؤدي قطعا إلى تحسُّن أحوالهم. وفي 12 بلدا شملها مسح استقصائي لصالح البنك الدولي في أفريقيا، قال 65 بالمئة من المجيبين إنهم يعتقدون أن أسرهم أصبحت أحسن حالا لأنهم يمتلكون هواتف محمولة، ولم يوافق على هذا الرأي سوى 20 بالمئة فحسب، قال 14.5 بالمئة إنهم غير متأكدين ويقول 73 بالمئة إن الهواتف المحمولة تساعد على توفير وقت السفر وتكلفته، وعبَّر 10 بالمئة فقط عن آراء أخرى. ويعتقد الثلثان أن امتلاك هاتف محمول يجعلهم يشعرون بقدر أكبر من السلامة والأمان.
سوسيولوجيا الهاتف المحمول
في دراسةٍ بعنوان “الإمكانات المبتكرة لتكنولوجيا الهاتف الخلوي في منظور تطوري”، يرى الباحث الاجتماعي والأكاديمي السويسري هانز غيسر أنَّ البشرية ومنذ نشأتها التي مضى عليها مليارات السنين، تطوّرت على الأرض عبر اثنين من المحدِّدات المادية المتسقة للغاية وهما؛ أولا، القرب المادي الذي كان دائما شرطا مسبقا للكائنات الحية لإقامة علاقات تفاعلية مستمرة والحفاظ عليها. وثانيا، كانت أماكن السكن المستقرة ضرورية لتطوير أشكال أكثر تعقيدا من التواصل والتعاون. ويعني أول الشرطين أن تنويع أشكال المعيشة والسلوك يحدث بشكل رئيسي على أنه تمايز في الفضاء المادي.
من الناحية العملانية، يعني هذا وجود ارتباطات قوية بين الموقع المكاني وانتشار النظم الإيكولوجية والأنواع والسلالات الخاصة ونمط التواصل التقليدي وجها لوجه من أجل الحفاظ على المجموعات والمؤسسات الاجتماعية وإشباع الاحتياجات الفردية. غيرَ أنَّ تقنيات الاتصال المحمولة بحسب غيسر أحدثت انزياحا جوهريّا في هذا الانتظام التقليدي لتقوّض أثر التنقّل الفيزيائي ونمط الالتقاء وجها لوجه لصالح الافتراضي الذي قدّمته ثورة الاتصالات الحديثة التي يُعتبر الهاتف النقال أحد أكثف تعبيراتها. وبذلك فإن المجاميع البشرية آخذة في تطوير سوسيولجياها الجديدة الهجينة.
التحول الثقافي
تلاحظ الدراسات الاجتماعية عبر العالم الأثر العميق الذي خلّفه الهاتف المحمول في العادات والتقاليد الاجتماعية، على سبيل المثال، كان التحدُّث أثناء تناول الطعام يعتبر غير لائقٍ في الكثير من المجتمعات، إلا أنه اليوم أصبح عادة شائعة إذ يستخدم معظم الأشخاص الهواتف المحمولة التي تم قبول استخدامها المفاجئ وغير المقيد على المائدة في جميع أنحاء العالم. كذلك كان الحديث في قاعة سينما أو في جنازة يُعتبر في يوم من الأيام بمثابة أمر في غاية الإزعاج، لكن اليوم يتم التغاضي عنه. كما استبدلت الهواتف الخلوية تقليدا قديما لإرسال الدعوات وتبادل التهاني في المناسبات الاجتماعية، غير أن هذه التحوّلات العميقة وإن كانت تحظى بأحرّ الترحيب في أوساط الأجيال الشابة فإن هناك من يرى فيها عنصرا يعمِّق الشرخ التقليدي بين الأجيال إذ يزداد اغتراب الأجيال الأكبر سنّا ممن لا يملكون الدراية أو الرغبة الكافية للانخراط الفاعل في حلقة التواصل التي تتيحها تطبيقات الهواتف المحمولة.
الانصراف عن الواقع، تهشيم العلاقات البشرية
من الطبيعي والمفهوم تماما أن تثير ظاهرة بحجم ظاهرة الهاتف المحمول آراء مضادة قد لا تتفق مع الطابع التبشيري للمتحمسين لثورة الاتصالات، إذ يستند نقَّاد الظاهرة إلى دراسات واستطلاعات تفيد بأن الهواتف الذكية تصرف العقول الشابة عن الواقع، ذلك أنَّ الشباب باتوا يقضون معظم أوقاتهم في إرسال الرسائل النصية أو الدردشة أو التحدث عبر الهاتف أو استخدام أحد تطبيقاته، مما قلّل من الوقت الذي يمكن لهم قضاؤه صُحبة الكتب وممارسة الرياضة وفي الطبيعة والحياة الحقيقية، كذلك يلفت هؤلاء الانتباه إلى الأثر السلبي الذي يلحق بعلاقة الأهل بأطفالهم من جرّاءِ إدمان أحد الأبوين أو كليهِما على هاتفه المحمول وذلك بحسب ما كشفت عنه دراسة أجرتها الباحثة والطبيبة في مستشفى جامعة ميشيغان لطب الأطفال جيني رادسكي التي حذّرت في خلاصة دراستها من خطورة ما وصفته بـ”تلاشي الحدود”، إذ يُبقي انشغال الوالدين بعالمَي هاتفيهما الأطفالَ في عالمٍ آخر ويفاقم عُزلتهم ويحرمهم ما يحتاجونه من اهتمام عاطفي.
متلازمة التفاحة السوداء “بلاك أبل” ومتلازمة “النوموفوبيا”
ثمَّةَ تقارير أيضا عن أشخاص يواجهون مشاكل صحية مثل ألم الإبهام المزمِن، فضلا عن إصابات الإجهاد المتكررة (RSI) واضطرابات النوم (مثل الأرق) بسبب الرسائل والإدمان على استخدام الهاتف النقال (تشير بعض الدراسات إلى أن معدل تفقّد الشخص لهاتفه النقال يصل في بعض البلدان إلى 100 مرة في اليوم). وتُظهِرُ دراسات التصوير العصبي أن آلية تفقد الهاتف والإرسال/ الاستقبال عبره تترافق مع نشاط منطقة من الدماغ على نحوٍ يشابه آلية استجابة المدمن الذي يتعاطى “الهيروين”، وذلك وفق ما يشير إليه طبيب الأعصاب والنوم، مايكل سيفرت.
غير أنَّ السؤال الذي يطرح نفسه أمام تباين الآراء حول ظاهرة كهذه الظاهرة يتعلق بكيفية تحقيق المرء نمطا من الاستخدام المتّزن وبناء علاقةٍ أفضل بالتكنولوجيا تضمن الانتفاع من فوائدها في حين تقلل من آثارها السلبية؟ ذلك ما يحاول البروفيسور لاري روزِن، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا الإجابة عليه من خلال العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية التي يجريها بنحوٍ متواصل. وفي ما يلي بعض الاستراتيجيات المدعومة بالأبحاث يوصي روزِن باتّباعها في العمل والمنزل ابتغاءَ تعاملٍ أكثر حذرا وفائدة مع الهاتف النقال:
* ينصح روزن بأخذ فترات راحة متجددة أثناء العمل، إذ أن العقل البشري غير مصمم للعمل لساعات متواصلة دون راحة، فنحن نؤدي الأعمال بشكل أفضل عندما نأخذ خلالها أقساطا من الراحة، وهنا يقترح روزن تجنُّب النظر إلى الهاتف الذكي أو تصفح الإنترنت، وبدلا من ذلك ينصح بممارسة الرياضة أو التحدث أو التأمل. وهذا يعني المشي في الخارج للحصول على بعض الهواء النقي، والتحدث مع شخص ما (عن شيء آخر غير العمل)، أو ممارسة التأمل الواعي لبضع دقائق وهو ما يساعد على الشفاء من متلازمة النوموفوبيا (القلق المزمن من جرّاء عدم وجود الهاتف النقال في متناول المرء).
* عليك باسترداد أصدقائك ووقت عائلتك، يضيف البروفيسور روزن، نحن بحاجة إلى التوقف عن السماح للتكنولوجيا بالتداخل مع أهم تفاعلاتنا الشخصية. ولكن من الصعب تجاهل هاتفك عندما يكون ماثلا أمامك، ولا سيّما مع توالي ظهور تنبيهات الأخبار والرسائل النصية باستمرار. نصيحتي هي تعيين المناطق التي لا يُسمح فيها بالأجهزة الشخصية ببساطة، في محاولة لتسهيل إجراء محادثات أفضل وأكثر جدية مع الأصدقاء والعائلة. وتشمل أمثلة ذلك طاولة العشاء أو غرفة الجلوس أو في السيارة أو في المطاعم.
* أبِق التكنولوجيا خارج غرفة النوم، فمع حلول الظلام يبدأ دماغك بإفراز الميلاتونين، الذي يساعد تراكمه في النهاية على النوم. ولكن وفقا لبحث أجرته مؤسسة النوم الوطنية وعيادة مايو، فإن الضوء الأزرق من الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر المحمول يبطئ هذه العملية ويطلق الكورتيزول، مما يجعل الدماغ أكثر يقظة، والنتيجة هي ساعات نوم أقل وأكثر اضطرابا، ما يعطل عملية تجديد النشاط ويقلل من حدّة الذهن. الحل بسيط يقول لاري روزِن، لا تجلب أجهزتك المحمولة إلى السرير!