لا تكوني بكّاءة
لا أفرق بين ما تكتبه النساء وما يكتبه الرجال، فالأدب أدب أيا كان كاتبه.. لكنني أتصور أن المرأة -وأنا أتحدث عن نفسي هنا- تكتب تجاربها لتنبه إلى بعض الخلل في سلوكيات المجتمع تجاهها كما جاء في روايتيّ “الشتاء المرير” و”سنوات الموت”.. حيث يجد القارئ في الروايتين ما ينبّه لما تتعرض له النساء من خذلان.
أما بالنسبة لثقافة المرأة والرجل فأنا أعتقد أن المرأة أكثر استجابة للتطور من الرجل في تبني بعض ما يطرأ على المجتمع من تغيرات.
أما ما يجب على النساء فعله فهو أن تخرج من كونها بكّاءة على نفسها وبنات جلدتها وأن تنطلق إلى فضاءات المجتمع الفسيحة فمثلا روايتي “غرب المحيط” انطلقت من معاناة الجالية العربية في الغرب وصراعها مع التقاليد ما بين ما تعودت عليه في وطنها وبين ما هو تجده في مجتمعها الجديد كجالية وليس كنساء فقط.
وفي روايتي “بكاء المشانق” عبرت إلى تاريخ القضية الفلسطينية ومأساة الفلسطينيين منذ عهد الاحتلال البريطاني نهاية الحرب العالمية الأولى.. ولغاية يومنا هذا.
في رواية “سعدية” تحدثت عن الفساد المستشري في المجتمعات وتغوّل فئات بعينها واستنزافها لخيرات البلاد.. والواسطة والمحسوبية وسرقة المال العام.. والتباين في الذمم الذي خلقه الجشع لبعض المتنفذين.
في روايتي الجديدة التي صدرت قبل أيام بعنوان “ذكريات وأوهام” تطرقت إلى المغتربين العرب في البلاد العربية وما يواجهونه من شقاء في سبيل الحصول على المورد المادي لمساعدة الأهالي في البلد الأصلي وتطرّقت لكفاحهم وتعرّضهم للاستغلال من أصحاب الأعمال في البلد المضيف.. كما تطرّقت إلى العلاقة الطيبة التي تربط بعض المغتربين بمستخدميهم.
وهكذا فأنني لم أحصر كتاباتي بهموم المرأة فقط بل بالمجتمع ككل..عندما يبدأ الروائي بكتابة رواية ما فإنه يصنع عالما من خياله وعندما يتم نشره يشاركه القرّاء هذا العالم الذي تفرّد بصنعه.