مايليق‭ ‬بي‭ ‬كلاجئ

الثلاثاء 2015/08/18

5 ‬قصائد

‬ظلّي‭ ‬الذي‭ ‬يلاحقني

‭- ‬لماذا‭ ‬تركتني‭ ‬وحدي‭ ‬في‭ ‬المأتم،‭ ‬تسألني‭ ‬بهاتف‭ ‬الجيب

‭- ‬تطلعتُ‭ ‬الى‭ ‬نهديكِ،‭ ‬لم‭ ‬أتحملْ

كنتُ‭ ‬ساتقيأ‭ ‬على‭ ‬عمكِ‭ ‬وهو‭ ‬يثرثرُ‭ ‬في‭ ‬التابوت،

لم‭ ‬أستطعْ‭ ‬ان‭ ‬افعلَ‭ ‬حتى‭ ‬هذا

‭***‬

امدُّ‭ ‬يدي،‭ ‬التقطُ‭ ‬موزاً‭ ‬من‭ ‬شاحنةٍ‭ ‬بطيئة

اسمعُ‭ ‬السائقَ،‭ ‬وهو‭ ‬بدينٌ،‭ ‬يشتمني‭ ‬بينما‭ ‬آكلُ

أمضي،‭ ‬وانا‭ ‬في‭ ‬نهايةِ‭ ‬حياتي،

الى‭ ‬شغلي‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬منجمٍ‭ ‬للذهب

‭***‬

عليّ‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هناك،

روحي‭ ‬تصبو‭ ‬إلى‭ ‬اناشيد‭ ‬مهاجرين،‭ ‬أنساها‭ ‬حالما‭ ‬أدخلُ‭ ‬نفقاً

ومنهُ‭ ‬إلى‭ ‬عربةِ‭ ‬قطارٍ‭ ‬لأتوارى‭ ‬عن‭ ‬ظلّيَ‭: ‬

أراهُ،‭ ‬من‭ ‬بعيدٍ،‭ ‬يعدو‭ ‬ليلحقَ‭ ‬بي

‭***‬

أنامُ‭ ‬حينَ‭ ‬اتعبُ‭. ‬قبلهُ‭ ‬اصرخُ،

وأنا‭ ‬في‭ ‬فراشي،‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬كومبيوتري

فينغلقُ‭ ‬البابُ‭ ‬والشباك‭. ‬عندي‭ ‬برنامجُ‭ ‬خدماتٍ‭ ‬مثل‭ ‬هذا

على‭ ‬اسطوانةٍ‭ ‬صلبةٍ،‭ ‬يكفيني‭ ‬لعشر‭ ‬سنوات‭ ‬مقبلة

‭***‬

أرى‭ ‬بلزاك‭ ‬حائراً‭ ‬أمام‭ ‬الحاحِ‭ ‬شخصيات‭ ‬رواياته

للسفر‭ ‬الى‭ ‬مجرةٍ‭ ‬اخرى،‭ ‬توزيع‭ ‬الادوار‭ ‬من‭ ‬جديد

في‭ ‬اعمالهِ،‭ ‬ليشغلَ‭ ‬حصانٌ‭ ‬وظيفة‭ ‬وسيطٍ

حول‭ ‬كمية‭ ‬الهواء‭ ‬النظيف‭ ‬لكلٍ‭ ‬منهم‭.‬

‭***‬

اخذتني‭ ‬الى‭ ‬غرفتها،‭ ‬حلتْ‭ ‬شعرها‭ ‬الجميل

بداتُ‭ ‬أنزعُ‭ ‬حذائي،‭ ‬اخرجتُ‭ ‬واقيةً‭ ‬وقرص‭ ‬فايغرا

أصارحكَ،‭ ‬قالت،‭ ‬ما‭ ‬زلتُ‭ ‬عذراء

فهربتُ‭ ‬فوراً،‭ ‬ناسيا‭ ‬الواقية،‭ ‬قرص‭ ‬الفايغرا‭ ‬وحذائي‭.‬

عن‭ ‬اخصائيّ‭ ‬في‭ ‬الببغاء

سياراتُ‭ ‬تمضي‭ ‬بين‭ ‬الغيوم

أتلفتُ‭ ‬الى‭ ‬الجهاتِ‭ ‬كلها،‭ ‬أرى‭ ‬شمسينِ

واحدة‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬تبدو‭ ‬صغيرة

والأخرى‭ ‬واقفةٌ‭ ‬جنوباً‭ ‬وأشعتها‭ ‬اقل

اشاهدُ‭ ‬طيوراً‭ ‬كثيرة،‭ ‬بعضها‭ ‬يهاجرُ

بعضها‭ ‬الآخر‭ ‬يزورُ‭ ‬أماكنه‭ ‬الاولى‭.‬

لأني‭ ‬أخصائيّ‭ ‬في‭ ‬الببغاء،‭ ‬وأحبّ‭ ‬الزرقاء‭ ‬منها

أناديها،‭ ‬تأتيني،‭ ‬تحومُ‭ ‬فوقي‭ ‬وهي‭ ‬تثرثرُ

أفهمُ‭ ‬ما‭ ‬تقولُ،‭ ‬فأبتهجُ

أغنية

لم‭ ‬أعدْ‭ ‬اسكنُ‭ ‬عند‭ ‬ضفةِ‭ ‬نهر

مياهٌ‭ ‬ملوثة،‭ ‬رملٌ‭ ‬تصخبُ

صخورٌ‭ ‬تستلقي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات

وحيوانٌ‭ ‬نافقٌ‭ ‬هناك

هذا‭ ‬لا‭ ‬يناسبني‭ ‬الآن

تأقلمتُ‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬سلطعونات‭ ‬هنا

وكنتُ‭ ‬الجارَ‭ ‬المفضّلَ‭ ‬لهذا‭ ‬النهرِ‭ ‬الوحيد

ها‭ ‬أنا،‭ ‬للمرة‭ ‬الأخيرةِ،‭ ‬حباً‭ ‬بذلكَ‭ ‬الماضي

أدخلُ‭ ‬النهرَ‭ ‬حابساً‭ ‬أنفاسي‭ ‬التي‭ ‬تلهثُ،

رافعاً‭ ‬حاجبيّ‭ ‬الكثّينِ‭ ‬لأنّ‭ ‬شجاعتي‭ ‬تفاجئني

حينَ‭ ‬أجعلُ‭ ‬النهرَ‭ ‬ملعبي‭ ‬وطريقي‭ ‬إلى‭ ‬شاعر‭.‬

جميلاتٌ‭ ‬وأرامل‭ ‬في سوق‭ ‬مظلات‭ ‬

انا‭ ‬شديد‭ ‬الهيامِ‭ ‬بصديقتي‭ ‬الصينية

تكدحُ‭ ‬طوال‭ ‬اليوم،‭ ‬تحزنُ‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬عطلة

بخيلةٌ‭ ‬قليلاً،‭ ‬اتفهمُ‭ ‬ذلك‭ ‬

لستُ‭ ‬كفوءً‭ ‬مثلها،‭ ‬بسببِ‭ ‬الشعرِ

وأوهامٍ‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬والعالم

مع‭ ‬اني‭ ‬عملتُ‭ ‬في‭ ‬إدامة‭ ‬قطارات‭ ‬

بين‭ ‬بغداد‭ ‬والبصرة‭ ‬

وسكرتُ،‭ ‬مرةً‭ ‬في‭ ‬الاسبوع،‭ ‬في‭ ‬مقبرة

غناء‭ ‬حفارينَ‭ ‬سكارى‭ ‬متعني

أو‭ ‬مع‭ ‬أصدقاء‭ ‬حول‭ ‬مشروبٍ‭ ‬مهرّب

من‭ ‬إحدى‭ ‬القرى‭ ‬الآشورية،‭ ‬رخيصٌ‭ ‬وقوي

نشتريه‭ ‬من‭ ‬إمرأةٍ‭ ‬بدينة‭ ‬في‭ ‬البتاوين

عندما‭ ‬تعودُ‭ ‬في‭ ‬الليلِ،‭ ‬منهكة

تحت‭ ‬وطأةِ‭ ‬شغلها‭ ‬اليومي

امتعها‭ ‬بطرائفَ‭ ‬وقصصٍ،‭ ‬وقد‭ ‬طبختُ‭ ‬لنا

رغم‭ ‬هذا‭ ‬كلهِ‭ ‬تبقى‭ ‬كئيبةً،‭ ‬تماماً‭ ‬كراهبة

ولأني‭ ‬جريءٌ،‭ ‬استطيعُ‭ ‬فتحَ‭ ‬اي‭ ‬شباكٍ

او‭ ‬نافذة‭ ‬وقتما‭ ‬اريدُ‭ ‬او‭ ‬ارغبُ،

احملها‭ ‬الى‭ ‬البانيو‭ ( ‬اظنها‭ ‬تحبّ‭ ‬هذا‭ ‬دائماً‭)‬

لنتحمّم

ازورها،‭ ‬حيثُ‭ ‬تعملُ،‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬واخرى

لأتبجّح‭ ‬لها‭ ‬شعوري‭ ‬وشوقي‭ ‬اليها

ثم‭ ‬اتجولُ‭ ‬في‭ ‬سوقٍ‭ ‬لمظلاتٍ‭ ‬واسماكٍ‭ ‬مجفّفة

لأثرثرَ‭ ‬مع‭ ‬جميلات‭ ‬وأرامل‭:‬

معنوياتي‭ ‬ضعيفة،‭ ‬في‭ ‬جيبي‭ ‬مفتاح‭ ‬البيت

وكلبي‭ ‬ينتظرُ‭ ‬امام‭ ‬الباب

‭***‬

لا‭ ‬يبهرني‭ ‬شيء‭ ‬ـ‭ ‬هناكَ‭ ‬ثعبانٌ‭ ‬صغيرٌ،‭ ‬نائمٌ

في‭ ‬مزهريتي،‭ ‬تتناهى‭ ‬اليّ‭ ‬اصواتُ‭ ‬غاضبة

لنساءٍ‭ ‬يتشاتمنَ‭. ‬سوف‭ ‬اقتني‭ ‬اليوم‭ ‬عطراً‭ ‬لنفسي

وليس‭ ‬لصديقتي‭ ‬ولا‭ ‬لأحدٍ‭ ‬ثانيةً

‭***‬

أترجلُ‭ ‬من‭ ‬سيارتي،‭ ‬اذهبُ‭ ‬للتنزهِ‭ ‬في‭ ‬حديقةٍ‭ ‬شاسعة‭ ‬

عند‭ ‬المدخلِ‭ ‬أصادفُ‭ ‬شحاذا‭ ‬يلتمسُ‭ ‬مني‭ ‬صدقةً

لا‭ ‬اعطيهِ‭ ‬شيئاً‭ ‬رغم‭ ‬جمال‭ ‬عينيه‭:‬

ربما‭ ‬بسببِ‭ ‬اسمالهِ‭ ‬البالية

الفنان: عاصم الباشا

عجوزٌ‭ ‬يراقصُ‭ ‬مانيكاناً

اطلّ‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬الرابع‭ ‬لمستشفى

عجوزُ‭ ‬يراقصُ‭ ‬مانيكاناً‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭.‬

كان‭ ‬امبراطوراً،‭ ‬اتخيلهُ،

ثاروا‭ ‬عليه،‭ ‬عثرَ‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬مناماتهِ

على‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬صارت‭ ‬مأواه‭.‬

‭***‬

تحملُ‭ ‬جراباً‭ ‬من‭ ‬احجار‭ ‬نادرة

انت‭ ‬الواقفُ‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬زيزفون

يظنك‭ ‬الجميعُ‭ ‬ـ‭ ‬المارّة،‭ ‬القطط‭ ‬الضالة،‭ ‬باعة‭ ‬المخدرات،

تمثالاً‭ ‬مهاجراً،‭ ‬تعودتْ‭ ‬عليك‭ ‬هذه‭ ‬الارصفة

والبيوت‭ ‬المحيطة‭. ‬لا‭ ‬ينافسك‭ ‬احدٌ

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬تتسلقٌ‭ ‬الاغصان‭ ‬العالية

لتتناولُ‭ ‬وجباتكَ‭ ‬هناك‭.‬

‭***‬

اي‭ ‬طريقٍ‭ ‬اختارُ‭ ‬لأصلَ‭ ‬اليك؟

ارافقُ‭ ‬سربَ‭ ‬غربان؟

اختبىءُ‭ ‬في‭ ‬طائرةٍ‭ ‬تتجهُ‭ ‬الى‭ ‬الأمازون؟

اتبعُ‭ ‬رصيفاً‭ ‬مهجوراً،‭ ‬ثم‭ ‬اجدني‭ ‬بين‭ ‬أيائل‭ ‬مستاءة

ولا‭ ‬تطيعني؟

اقتفي‭ ‬اثر‭ ‬جنودٍ‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬ثكنة،‭ ‬والثكنةُ‭ ‬هربتْ

من‭ ‬حربٍ‭ ‬طويلة،‭ ‬والاخيرة‭ ‬اندفعتْ‭ ‬

الى‭ ‬اقصى‭ ‬مدينةٍ،‭ ‬لكن‭ ‬اين‭ ‬هي‭ ‬الآن؟

سأمسكُ‭ ‬بوميضِ‭ ‬برقٍ،‭ ‬اجعلهُ‭ ‬دليلي‭ ‬اليها

حتى‭ ‬النهاية‭.‬

‭***‬

على‭ ‬مدى‭ ‬البصر‭ ‬بيوتٌ‭ ‬وابنيةٌ

ريفيّون‭ ‬يعرضونَ‭ ‬فواكهَ‭ ‬رخيصة

باعةُ‭ ‬اكفانٍ‭ ‬عند‭ ‬مفترقاتِ‭ ‬طُرق

وعلى‭ ‬جدرانٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬معلقة‭ ‬او‭ ‬ملصقة

صور‭ ‬سياسيينَ‭ ‬تافهين،‭ ‬معظمهم‭ ‬قتلة

واقوالِ‭ ‬قادةِ‭ ‬جيوشٍ‭ ‬هّزموا،

بحارّة‭ ‬سكارى‭ ‬يغنونَ‭ ‬في‭ ‬حانةٍ‭ ‬صغيرة

قوارب‭ ‬تتمايلُ‭ ‬بين‭ ‬امواج،

الصيفُ‭ ‬هنا‭ ‬ايضاً،‭ ‬تعقّبني‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية

حتى‭ ‬غضبتُ‭ ‬وتعريتُ‭ ‬من‭ ‬ملابسي

فاومأ‭ ‬موافقاً،‭ ‬وهو‭ ‬يبتسمُ،‭ ‬وتركني‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬لي

الى‭ ‬داخلي‭ ‬كل‭ ‬الدروب‭ ‬والبوابات‭ ‬مغلقة

بشظايا‭ ‬دنانٍ‭ ‬وندائفِ‭ ‬ثلج

احتاجٌ‭ ‬وثباتٍ‭ ‬طويلة،‭ ‬كالكنغارو

لكني‭ ‬من‭ ‬سلالةٍ‭ ‬معذبة‭ ‬بآلام‭ ‬الركبتين

‭***‬

فرحي،‭ ‬هذا‭ ‬المساء،‭ ‬ذكرياتٌ‭ ‬يحملها‭ ‬قاربٌ‭ ‬اليّ

ملء‭ ‬كفينِ‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬وطني،‭ ‬نايٌ‭ ‬من‭ ‬احد‭ ‬الرعاة

في‭ ‬جبل،‭ ‬فالةٌ‭ ‬نسيها‭ ‬مشحوفٌ‭ ‬جاء‭ ‬لزيارتي

ولم‭ ‬يعثر‭ ‬عليّ‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭.‬

احجارٌ‭ ‬تتنفسُ

حتى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر،‭ ‬تحاولُ‭ ‬جارتي‭ ‬اغوائي

مع‭ ‬اني‭ ‬صديقُ‭ ‬زوجها‭ ‬

فكرتُ‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬هذا،‭ ‬ومازلتُ

افهمُ‭ ‬الآنَ‭ ‬لماذا‭ ‬لمستْ‭ ‬ذراعيّ

في‭ ‬سوقٍ‭ ‬لبيع‭ ‬السمك‭ ‬ـ

تأخرتُ‭ ‬في‭ ‬ادراكِ‭ ‬نواياها

قالت‭ ‬بأني‭ ‬رجلٌ‭ ‬مشعّرٌ‭ ‬وأبيض‭ ‬ايضاً‭.‬

من‭ ‬الغدِ‭ ‬سابحثُ‭ ‬عن‭ ‬غرفة‭ ‬اخرى

بعيدة،‭ ‬وامنحُ‭ ‬كلبي‭ ‬خيارَ‭ ‬البقاء‭ ‬معي

او‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬جزيرة‭ ‬قريبة،

كما‭ ‬تفعلُ‭ ‬الكلابُ‭ ‬هنا

حتى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬لا‭ ‬ملاذ‭ ‬لي

من‭ ‬ماضيّ‭ ‬ومن‭ ‬إمرأةٍ‭ ‬هنا‭ ‬او‭ ‬هناك

ساذهبُ‭ ‬الى‭ ‬البحرِ‭ ‬واشكو‭ ‬اليه‭ ‬حالي

اسمعُ‭ ‬نصائحهُ،‭ ‬فهو‭ ‬معلمي

منذ‭ ‬سنواتٍ‭ ‬طويلة‭.‬

‭***‬

رعودٌ‭ ‬لا‭ ‬تتوقفُ‭ ‬هذه‭ ‬الليلة

احتمي‭ ‬بسردابٍ‭ ‬باردٍ،‭ ‬مصباحهُ‭ ‬ضعيف

كانَ‭ ‬فيلٌ‭ ‬يقيمُ‭ ‬هنا

حتى‭ ‬قُتل‭. ‬مازلتُ‭ ‬اسمعُ‭ ‬هذيانهُ‭ ‬احياناً‭:‬

ذات‭ ‬ليلة‭ ‬خرجَ،‭ ‬وقفَ‭ ‬امام‭ ‬البيت

ملوحاً‭ ‬بخرطومهِ‭ ‬الى‭ ‬السماء

التي‭ ‬كانت‭ ‬بلا‭ ‬نجوم‭ ‬او‭ ‬سحب

فجأةً‭ ‬ضربتهُ‭ ‬صاعقة‭ ‬برقٌ،‭ ‬سقطَ‭ ‬ولم‭ ‬يقمْ

لن‭ ‬اكررَ‭ ‬ما‭ ‬فعلَ،‭ ‬سابقى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬الموحش

الذي‭ ‬لا‭ ‬يراهُ‭ ‬ولا‭ ‬يعرفهُ‭ ‬اي‭ ‬برق‭.‬

‭***‬

اصدقائي‭ ‬لن‭ ‬يعودوا،‭ ‬ارشدتهم‭ ‬فراشات

ثم‭ ‬احرقتهم‭ ‬حممُ‭ ‬بركانٍ‭ ‬بعيد‭.‬

طرقٌ‭ ‬كثيرة،‭ ‬خالية،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬ظلال

اتبعُ‭ ‬آثار‭ ‬خطى‭ ‬حيواناتٍ‭ ‬خرجت‭ ‬سالمةً

من‭ ‬اوحالِ‭ ‬جدولٍ‭ ‬جفّ

متفادياً‭ ‬اغنياء‭ ‬وخصوماً‭ ‬يتشمسون‭ ‬في‭ ‬مقبرة

بعدما‭ ‬هربَ‭ ‬موتاها‭ ‬الى‭ ‬المدينة

‭***‬

اي‭ ‬لغزٍ‭ ‬هذه‭ ‬الحياة؟

روحي‭ ‬تسألُ‭ ‬واسمعها‭ ‬بوضوحٍ

تضطربُ‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬احجاراً‭ ‬تتنفس

ترافقني‭ ‬اينما‭ ‬ذهبتُ،‭ ‬يقرفني‭ ‬ذلكَ‭ ‬قليلاً

لكن‭ ‬ماذا‭ ‬افعلُ؟

اليوم‭ ‬تتبعنا‭ ‬علاماتٍ‭ ‬اخذتنا‭ ‬الى‭ ‬مضيقٍ

وجدنا‭ ‬فيهِ‭ ‬نجمةً‭ ‬تسترخي‭:‬

تلائمني‭ ‬لأجدَ‭ ‬فيها‭ ‬مياهاً‭ ‬واضواء‭ ‬جديدة

وان‭ ‬اطلّ‭ ‬على‭ ‬المعنى‭ ‬الآخر

لكل‭ ‬زهرةٍ‭ ‬وكلمة‭.‬

‭***‬

اضغطُ‭ ‬على‭ ‬زرٍ،‭ ‬اسمعُ‭ ‬صوتاً‭ ‬يسألني‭ ‬من‭ ‬انا

لكنهُ‭ ‬صوتي‭ ‬ويشبهُ‭ ‬ايضاً‭ ‬صوت‭ ‬حارسٍ

كان‭ ‬يحمي،‭ ‬قبل‭ ‬اعوامٍ،‭ ‬بوابةً‭ ‬تؤدي

الى‭ ‬حديقةٍ‭ ‬في‭ ‬حنجرتي‭.‬

هذا ما يليقُ بك كلاجىء

قبل‭ ‬أعوامٍ‭ ‬اخترتُ‭ ‬بلدتي‭ ‬هذه‭ ‬بالقرعة

وكان‭ ‬هلالً‭ ‬ينقلُ‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬الليلِ

إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الاخرى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ .‬

لا‭ ‬أحتاجُ‭ ‬الخروجَ‭ ‬من‭ ‬هنا

درتُ‭ ‬كثيراً‭ ‬حول‭ ‬الأرض

التقيتُ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكانٍ‭ ‬باحياءٍ‭ ‬وموتى

من‭ ‬الموتى‭ ‬تعلمتُ‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬اشكو‭ ‬ولا‭ ‬أعاتب

من‭ ‬الاحياءِ‭ ‬لم‭ ‬اتعلمْ‭ ‬حكمة‭ ‬بعد‭.‬

‭***‬

أمورهُ‭ ‬سهلةٌ‭ ‬هنا

عندما‭ ‬يغادرُ‭ ‬جسدَهُ‭ ‬،‭ ‬متجهاً‭ ‬الى‭ ‬مجاهلَ

يتركهُ‭ ‬في‭ ‬حمايةِ‭ ‬إحدى‭ ‬قصائدهِ

حتى‭ ‬يعود‭.‬

‭***‬

وحدهُ،‭ ‬وقت‭ ‬الفجر،‭ ‬أمشي‭ ‬بكبرياءٍ‭:‬

في‭ ‬صدري‭ ‬أعشاشٌ‭ ‬لطيورٍ‭ ‬لا‭ ‬أعرفها

ليس‭ ‬اللقلقُ‭ ‬أحدها‭.‬

أدركُ‭ ‬هذا‭ ‬حين‭ ‬أصلُ‭ ‬جسراً‭ ‬لا‭ ‬أعبرهُ

فانا‭ ‬تنقصني‭ ‬جرأة‭ ‬الكلامِ‭ ‬عن‭ ‬عشقي

للضفائر‭ ‬الطويلة،‭ ‬تماماً‭ ‬كريحٍ‭ ‬ضائعةٍ‭ ‬في‭ ‬زقاق

لا‭ ‬تعرفُ‭ ‬كيفَ‭ ‬تخرجُ‭ ‬أو‭ ‬تستنجدُ‭ .‬

هذه‭ ‬حقائقي،‭ ‬لا‭ ‬أهمية‭ ‬لها

إلا‭ ‬عندما‭ ‬تصبو‭ ‬إلى‭ ‬المطلق

‭***‬

لستُ‭ ‬جديراً‭ ‬بالموت‭ ‬بعدُ

ذلك‭ ‬يتطلبُ‭ ‬حملَ‭ ‬محراثٍ‭ ‬غير‭ ‬مرئي

لسنواتٍ‭ ‬مقبلة،‭ ‬وأن‭ ‬تفرّ‭ ‬من‭ ‬طريدتك

معتذراً‭ ‬لها‭ ‬بما‭ ‬يليقَ‭ ‬بك‭ ‬كلاجىء

وكشجرةٍ‭ ‬مقلوعةٍ‭ ‬تحاولُ‭ ‬العودةَ‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬الضائع

‭***‬

أنا‭ ‬نفسي‭ ‬تبهرني‭ ‬أحلامي

حين‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬برقٍ

أراها‭ ‬بعيني‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬فمي‭.‬

‭***‬

أنفخُ‭ ‬،‭ ‬مكشوف‭ ‬الرأس،‭ ‬في‭ ‬بوقي

لأستفزّ‭ ‬كلاباً‭ ‬نائمة‭ ‬في‭ ‬الفردوس‭.‬

إنني‭ ‬أتكلمُ‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭ ‬مهرّج‭ ‬لأن‭ ‬مطراً‭ ‬يحاصرني

قربَ‭ ‬بركان،‭ ‬وهناك‭ ‬تماثيل‭ ‬مصطفّة‭ ‬أمامي‭ ‬تصفّقُ

وتسخرُ‭ ‬مني‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.