مجترءآت الأثيم
التحياتُ لكْ
الزكياتُ لكْ
ما أرى في الذي لا أرى هو لكْ
المعاني التي تتمايل عبر رواق الكلامْ
البداية حين تفاجئها سكرات الختامْ
هي لكْ
الذي هو أكبرُ من نظري
والذي هو أغيب من قدري
هو لكْ
أنت من حازه وامتلكْ
حين ترفع عني الغشاوةَ ليس يحد المكانَ مكانُ
ولا ينحت الوقتُ وجه المراحلِ
أبقى صغيرا وأبصرُ في الشِّبر كلَّ الفلكْ
أنت ما أكملكْ
وأنا يتناهى قصوري
ويجتاحني الضعفُ حين أهمُّ بأن أعقلكْ
الضياء دليلُك حين تكون احتمالا ويدهش من علَّلكْ
والمجاز مقامُك حين تكون كلاما ويبهر من رتَّلكْ
والوصول إليك – ولو زعموك بعيدا – متاحُ يسيرْ
والتروي بوجهك ليس محالا.. ولكنه
فكرة تَستعيرُ وحال تعيرْ
وأنا إذ رأيتك ناديت.. ما أجملكْ
ولكنني كدت أسألكْ
تملك الكون مستسلما مطلقَ الانقيادْ
ولك الشمسُ والبحر والكلماتُ المدادْ
قد سألتك في خلوتي مرة (كيف أفهم أنك يا بارئي.. أنت لكْ)؟
وتفهمتَ ضعفي أمام الكمالْ
لم تؤنبْ فضولي الذي رغم جرأته.. بجَّلكْ
آه ما أعدلك.
****
لكل قلبِ إذا يأسى دوافعُهُ
وكل جفنِ به تُنْبي مدامعُهُ
وضعتَ عِلمَ الأسى فينا فمعذرةَ
لا تأخذَنِّي بعلمِ أنت واضِعُه
لأنك المتنبي كنتَ أحزَنهم
وكنتَ أغربَ من تنأى مرابعُهٌ
إنْ لم يسعْكَ من الأعمار ضيقُها
فقد كفاك من التاريخ واسعُهُ
وإنْ مدحتَ أناسا كي تصانعَهم
فالكونُ مادحُ مجدِ أنت صانعُهُ
****
إذا ظهرتَ كثيرا، ولاحظتَ ألاَّ أحدَ يراك
جربْ الاختفاء كي يراك الجميع.
****
شقَّ الزمان ودسَّ في أيامِه عينيَّ
واخترق الرواقَ المُظلما
وبدتْ له ظلماتُ وجهي جمةَ
فمضى يبعثر في جبيني الأنجماَ
ومضى يعلمني القراءةَ وحيُه
ففهمتُ كيف الداءُ يغدو بلسما
****
أتيتَ
يشبهكَ الشيطانُ والملَكُ
أتيتَ
يشبهكَ المملوكُ
والمَلِكُ
ولستُ أدري لماذا كنتَ متَّزِنَا
ولستُ أدري
لماذا كنتُ أرتبكُ
وقلتَ لي إن شيئا ما على وشكِ
ماذا قصدتَ بشيء ما
وما الوشكُ؟
****
ملكا كان وانتهى مملوكا
هكذا العمر طالما يبلوكا
قدرا كان أن يغيب جريحا
وطريقا محتّما مسلوكا
رفعوا ذكرك المدوي ربيعا
وشتاءَ جميعُهم أهملوكا
وتغيبتَ تحت جرحك قهرا
كلما لحتَ موعدا أجَّلوكا
وقَّعوا باسمك المصائر جورا
وتمادوا وليتهم.. سألوكا
كم تغيرتَ كنتَ أجهرَ صوتا
ذات حلمِ وكنت أهدى سلوكا
أتَرى كيف أغرقوك غيابا
وإلى أي موضعِ أوصلوكا؟
****
لكي تكونَ على حق
لا يكفي أن تصرخ.
****
هنيئا لمن نام
والويل لمن سهر.
****
صعد المنصة كي يقول لنا قصيدة
يتلو
ولم أفهم معانيه البعيدة
مسمار أرنبة
وبرغل غيمة
أهلا وسهلا نهضة الشعر الجديدة.
****
أيها الساهرون
من سرق النعاس؟
****
لم يفهموك لأن الشعر ما حُصرتْ
نشواه في واضح المعنى ومبهمه
كل اللغات التي شاؤوا تواضعها
ليست تحيط بقلب في تألمه
****
مهاجرون ومهجورون ما رجعوا
إلا لكي يُرجعوا لليائسين مُنى
شادُوا العبارةَ فوق الصمت شاهقةً
وبعدها نفخوا في جوفها الزمنا
وغادروا فاستمرَّ السير دون خطى
وودعوا فاستمرَّ الموت دون فَنا
منذ البدايات ما غابوا وما حضروا
كالخِضْر لكنهم لم يخرقوا السفنا
تأزروا بالغد المكتوب ما التفتوا
للأمس إلا ليعطوا روحهَ بدنا
وساءلوا الغيب عن طيف يرافقهم
فحرّك الخلدُ يمناه وقال أنا