مختصرات الكتب

الأربعاء 2020/07/01

 ليسبوس، وصمة العار الأوروبي

خخخخ

"ليسبوس، عار أوروبا" كتاب للمناضل السويسري جان زيغلر، الذي شغل عدة مناصب دولية، آخرها منصب مستشار لدى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وقد وضعه بعد معاينته أوضاع الفارين بالآلاف من الجحيم السوري والعراقي والإيراني والأفغاني في جزيرة ليسبوس، وهي أوضاع تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، حيث الأكل على قلّته فاسد، والمخيمات مطوّقة بأكداس النفايات، والأمراض المعدية متفشية، والضعاف عرضة للتحرش الجنسي، أي كل ما يفقد الفرد كرامته. والكاتب لا يكتفي بوصف معاناة أولئك البشر المكدّسين في رقعة ضيقة تنعدم فيها الحياة الكريمة، بل يصف أيضا معاناة الفارين من الحرس البحري التركي واليوناني والممرّرين، وما يواجهونه من نهب وتعذيب وغرق وتشتت، دون أن يلوح في الأفق انفراج، إذ غالبا ما ترفض أوروبا استقبالهم، ومنحهم تأشيرة دخول، وهو ما يشكل في نظر زيغلر وصمة عار على جبين أوروبا.

 المطاردة الاستباقية للفيروسات

جديد عالم الأنثروبولوجيا فريدريك كيك كتاب بعنون "حراس الجوائح" يبين فيه الصبغة الدورية للجوائح، فبعد الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، و"الإنفلونزا الآسيوية" عام 1957، و"إنفلونزا هونغ كونغ عام 1968، وحمّى إيبولا النزفية عام 1976، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة عام 2003، اجتاح العالم كوفيد 19. ويرى الكاتب أن كل هذه الأحداث تجبر السلطات الصحية العامة على السيطرة على المخاطر لمواجهة العواقب الصحية والأخلاقية والاقتصادية والجيوسياسة لأزمات الجوائح في عالم تسوده تحولات رهيبة في إعمار المدن والتربية الصناعية للمواشي والدواجن، وإزالة الغابات والتغير المناخي. والحراس الحيوانيون، المرابطون على جبهة "الحروب ضدّ الفيروسات" يكتسون أهمية بالغة لأنهم يستشعرون ظهور الأمراض المعدية عبر علامات إنذار مبكّر. وعملهم يقوم على بحث إثنوغرافي داخل ثلاث بلدان مجاورة للصين هي هونغ كونغ وتايوان وسنغافورة، بالتعاون من البياطرة ومراقبي الطيور لكي يتعقبوا تحولات فيروسات الإنفلونزا بين الطيور البرية، والدواجن والبشر. 

 استعادة العقلانيةللللل

يلاحظ عالم الاجتماع جيرالد برونر في كتابه الجديد "انحطاط العقلانية" أن عالم اليوم تسوده الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والكراهية على المواقع الاجتماعية وتصلّب الآراء والمواقف داخل الأسرة وفي الشارع والعمل والطريق، ما يعني عدم احترام الآخر، أيا ما يكن. وقد بلغ الوضع حدّا من التدهور صار معه الدفاع عن العقلانية في الجدل العام غير مسموع بل غير وارد. والكاتب يقترح أن نفهم عجزنا المعاصر أمام ما يسميه بعضهم "مجتمع ما بعد الحقيقة"، ويدعو قارئه إلى كواليس هذا الجنون الجماعي، مثلما يدعوه إلى ملاحظة انحراف النخب المثقفة. ويسرد ما قام به ميدانيا لـ"إعادة العقل" إلى فئة من الشباب ضلّت الطريق، وصارت متشددة، والصعوبات التي واجهها للولوج إلى نمط تفكيرهم وانتزاعهم من الأيديولوجيا. فالغاية كما يقول ليست مجرد تحليل أوضاع تنبئ بالانفجار، بل محاولة البحث عن ضوء في نهاية النفق.

 ما وراء نظريات المؤامرة  

يربط الباحث رودي رايشستاد في كتابه "أفيون الأغبياء" الإيمان بنظرية المؤامرة بالنزوات التي تستبد بالإنسان وتثير فيه البخل والأنوية المركزية وكره البشر والخوف والحسد والحقد. وانتشاره، الذي قد يساعد على التئام جرح نرجسي مفتوح على الدوام، أو يستعمل لجرح الخصوم أو ثلبهم، ليس من أعراض أزمة ديمقراطية ليبرالية فقط، بل هو أيضا عامل استفحال لها أيضا. فنظريات المؤامرة يتم تبادلها بنفس الحماس الذي يُتبادل فيه التطير والعلوم المزعومة والروحانيات الجديدة والأيديولوجيات الراديكالية. وصف الكاتب ازدهار هذه الظاهرة في الأعوام الأخيرة، التي لا يراد منها تكذيب حقيقة ما بل تكذيب كل الحقائق، حتى يصيب الناس شكّ في كل ما ينشر، لغايات تقف وراءها مختبرات، وممولون، ومروجون، ومستهلكون عرضيون أو مدمنون، حتى بات الاعتقاد بنظرية المؤامرة أفيونا، ولكنه "أفيون الأغبياء" كما يصفه الكاتب.

أسباب صعود اليمين الشعبوي

للل

"أصول الشعبوية" كتاب جماعي من تأليف يان ألغان وإليزابيت بيزلي ودانيال كوهين، يتناول الشعبوية كظاهرة نتجت عن هزتين: الأولى صعود كره واسع ضدّ الأحزاب والمؤسسات السياسية. وأمام فشل اليمين واليسار في صدّ تغول الرأسمالية، حطّمت الراديكالية المناهضة للمنظومة" التوافقات التي توصل إليها اليسار واليمين. والثانية نهاية مجتمع الطبقات وظهور مجتمع أفراد ينظرون إلى مركزهم الاجتماعي من منطلقات ذاتية. نتجت عن ذلك استقطابية تفصل الواثقين عن المرتابين من النخب والمؤسسات السياسية. وقد انبثق اليمين الشعبوي عند تقاطع ارتياب مضاعف إزاء المؤسسات السياسية والمجتمع كافة. وازدهرت على أنقاض الانحدار الديمقراطي ولكن مع تجديد الحدّ الفاصل بين اليمين واليسار. كتاب هام يستند إلى معطيات غير مسبوقة، لا غنى عنه لفهم حاضر المجتمعات الديمقراطية ومستقبلها.

 العلاقة الجدلية بين السلطة والريّع

"الشعب والسلطة والمكاسب" كتاب لعالم الاقتصاد الأمريكي جوزيف ستيغليز، المتوج بجائزة نوبل، ينتقد فيه بشدة الإيمان المطلق بالليبرالية والأسواق الحرة، ويدين العولمة التي تخنق البلدان النامية، وانتقال رؤوس الأموال الذي يؤدي إلى أزمات مالية، وينبه إلى تزايد التفاوت بكل أشكاله. مبينا أن الشركات الكبرى وراء كل تلك التطورات، فهي تملك سلطة السوق وتستغل مستخدميها وزبائنها لتكديس مكاسب تشتري بها السلطة السياسية لكي تسنّ القوانين حسب رغباتها دون اعتبار لمصالح الشعوب، التي سئمت هذا الوضع ورامت التغيير. ولكن من سوء حظها أن الدوغمائيين استغلوا الغضب المتصاعد، غير أن نقدهم للعولمة كان سطحيا، إذ انبنى على معاداة الأجانب وفرض الحمائية، وإن وجد صدى لدى ضحايا تفكيك الصناعة. ذلك أن الشعبويين يحظون في الواقع بمساندة الشركات الكبرى، فهم يعملون لصالحها، ويمتعونها بتخفيضات ضخمة في الضرائب. وفي رأيه أن الشعوب لن تغير الأوضاع إلا متى جابهت السلطة ومكاسب الشركات الكبرى، فذلك وحده هو ما يضمن لها حياة كريمة.

التغيير المثير للقلق

هستيريا عالم الشغل، واحتجاج الشعوب، وانغلاق الأجيال الجديدة في نوع من الحاضر المتكرر هي من عواقب انهيار حضارة المجتمع الصناعي. ذلك ما يستخلصه دانيال كوهين في كتاب "ينبغي الإقرار بأن الزمن تغير"، بين فيه كيف أن طوباويات اليسار واليمين تكسرت على جدار واقع "المجتمع الرقمي"، الذي حوّلنا إلى سلسلة من المعلومات باستطاعة أي برمجية معالجتها في أي نقطة من العالم. فهل ترك العمل المتسلسل مكانه لدكتاتورية اللوغاريتمات؟ وهل المواقع الاجتماعية وسيلة قولبة جديدة للعقول؟ من خلال ارتدادات خمسين سنة إلى الوراء، يفيدنا دانيال كوهين، مدير قسم الاقتصاد بدار المعلمين العليا، وعضو مؤسس بمعهد الاقتصاد بباريس، بأن أسئلة العالم القديم تعود لتنبثق في صميم العالم الجديد. ويتساءل: الأزمنة تتغير، ولكن هل تسير في الاتجاه الصّحيح؟ كتاب يفكك بذكاء الأحداث التي يغيب عنا معناها أحيانا، ويعبر عن حرص صاحبه على الدفاع عن القيم الإنسانية التي بني عليها العالم الجديد.

 عولمة الغد

للل

 

يعتقد عالم الاقتصاد نيكولا بوزو أن العولمة مسار ثقافي لا يقتصر على الاقتصاد وحده، فقد شكّل منذ القدم الحضارة الغربية حسب رأيه، وأن أزمة الكورونا لا تلغي هذه العولمة، ولا تضعها موضع رهان، فما ينبغي أن يراجع هو الخلل الحاصل في "العولمة الاقتصادية والمالية". وفي رأيه أننا لا يمكن أن نصحّحها عن طريق الانغلاق والقومية، بل بإعادة تسلح اقتصادي أوروبي وتدعيم العلاقات متعددة الأطراف. ذلك ما جاء في كتابه "لنبتكر عولمة الغد" الذي يندرج ضمن سلسلة "وبعد" الصادرة عن منشورات لوبسرفاتوار بباريس. قد لا يكون عالم ما بعد الكورونا هو نفسه عالم اليوم، فأي دور للدولة حينها؟ وهل نعيد النظر في العولمة؟ وهل نحذر العلماء أم نعتمد عليهم؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير تحاول السلسة من خلالها خلق جدل فكري حول "عالم ما بعد الجائحة" بنصوص جريئة.

 لأجل اقتصاد سليم

حتى وقت قريب، كانت الدولة/ الأمة تنازع، بعد أن أفقدتها قوى العولمة والتكنولوجيا مبرر وجودها، ثم عادت بقوة بفضل موجة شعبوية عارمة انداحت عبر العالم. في كتاب "العولمة في الميزان" ينتقد داني رودريك أستاذ الاقتصاد السياسي في هارفارد دهاقنة العولمة، ليس لكونهم فضلوا العلم الاقتصادي على حساب قيم أخرى، بل لأنهم استسلموا للعلم الاقتصادي الرديء وتجاهلوا الفروق الخاصة بهذه المادة، التي كان يمكن أن تحملهم على الحذر. ويدعو رودريك إلى اقتصاد عالمي تعددي تحافظ فيه الدول/ الأمم على ما يكفي من استقلالية لتصورِ عقدها الاجتماعي الخاص، ووضعِ استراتيجيات اقتصادية على قدر حاجاتها. وبدل المطالبة بغلق الحدود والدفاع عن الحمائية، يوضح المؤلف كيف يمكن إعادة توازن معقول بين الحوكمة الوطنية والحوكمة العالمية، ويرسم طريق مستقبل باقتراح وسائل تجديدية لكي يوفق بين التفاوت الحالي من جهة الاقتصاد والتكنولوجيات، وبين الديمقراطية والاندماج الشعبي.

أشكال الهيمنة العالمية الجديدة

منذ أن أعلنت أمريكا ترامب تفضيلها مصالحها الخاصة (أمريكا أولا!) اتجهت الأنظار إلى الصين: هل ستحل محل الولايات المتحدة وتتقمص شكلا جديدا للهيمنة العالمية؟ ألا يحتاج النظام العالمي إلى قائد، رفيق عطوف إن أمكن؟ بهذا الكتاب "الهيمنة المطعون فيها" يتنبأ برتران بادي بزوال هذا المفهوم القديم في العلاقات الدولية. فالهيمنة بالنسبة إليه أسطورة، لأن تفترض انضماما فعليا عن رضا واقتناع، على غرار رابطة ديلوس التي شكلتها الأحياء اليونانية حول أثينا. والحال أن دراسة واعية للتاريخ تبين أن الهيمنة لا تتم أبدا دون التباس، بل إنها تقود الأقوياء إلى تجاهل الرفض الذي يلاقونه، ما يغذي الحركات التي يمكن أن تكنسهم. إن عدم اعتبار الموقف الطاعن المحتج، كما يفعل بوتين وأوردوغان مثلا، لا يمثل نهاية الهيمنة بل هشاشتها. هو كتاب يحث قارئه على النظر إلى فوضى العالم برؤية جديدة.

الإنسان في مواجهة جنسه

دخلت البشرية طورا جديدا من تطورها، سواء من جهة النظرة التي تحملها عن ماضيها أو من جهة استفساراتها عن مستقبلها. تغير الأفق المضاعف هذا، الذي يطرح نفسه منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، ناتج عن الاكتشافات التي جاءت بها الحفريات الجديدة والجينات القديمة والثورة الرقمية التي تقع في خلفية تدمير البيئة والإعمار الواسع. والسؤال الذي يطرحه باسكال بيك المتخصص في علم الأصول وتطور الجنس البشري في كتابه الأخير "سابينس في مواجهة سابينس" هو التالي: هل يمكن لجنس هومو سابينس أن يتكيف مع النتائج المذهلة لنجاحه منذ أربعين ألف سنة وتضخمه غير المسبوق منذ نصف قرن؟ وهل يستطيع تأقلمُ الإنسانِ القديم أن يساعد على تأقلمنا نحن في عالم مكتظ بالمباني، مرتبط بشبكة الإنترنت، ملوّث، ومحطَّم الأنظمة البيئية؟ ذلك هو البعد التراجيدي لتاريخ الإنسان، لأن نجاحه يجعله المسؤول الوحيد عن مستقبله.

 الحياة بلا نموّ

"نحيا حياة أفضل بلا نموّ" عنوان كتاب للمهندس الفلاحي المدافع عن البيئة الفرنسي من أصول جزائرية بيير رابحي، يبين فيه كيف صار النمو قضية مركزية في سياسيات الأنظمة الحديثة، تلح عليه الدول دون أن تراعي أثره على كوكب الأرض، ويؤكد أن كل تحول إيكولوجي لا يمكن أن يتم بمنأى عن مسألة النمو، رغم أن آخرين يرون أن التكنولوجيا التي تربط النمو بالمحافظة على البيئة يمكن أن تكون هي الحل الأمثل. من خلال لقاءات أجراها رفقة جولييت دوكين مع علماء اقتصاد يؤمنون بنمو أخضر يحافظ على الطبيعة، وعلماء اجتماع وباحثين سياسيين ومواطنين من شتى القارات، يقدم بيير رابحي شهادات تثبت أن من الممكن أن نحيا "حياة زهيدة سعيدة" بفضل "قوة الاعتدال"، وهما الشعاران اللذان يدافع عنهما رابحي منذ نصف قرن.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.