مختصرات

الاثنين 2018/10/01

مراسلات ليفي ستروس وجاكبسون

“مراسلات 1942-1982″ عنوان كتاب يضم الرسائل المتبادلة بين عالم اللسانيات الروسي رومان جاكبسون (1896-1982)، وعالم الاجتماع والأنثروبولوجيا الفرنسي كلود ليفي ستروس (1908-2009)، يُفتتح بالإبدالية (أي تبديل مواقع الحروف الأولى في كلمتين أو أكثر بقصد التورية أو الدعابة) ويُختتم بألوان حركات المصوّت، ويسجل نصف قرن من صداقة عالمة جمعت الرجلين ولم يقطعها غير الموت، واتسمت بتناول شتى المواضيع من الشعر واللغات والأساطير إلى الرياضيات والملاحم القروسطية تناولا يعكس ميل عملاقي العلوم الاجتماعية في القرن العشرين إلى التوسط بين تجريدية العلم والتجربة الحسية، لتلتقي النظرية بالمحسوس في حوارهما مثلما التقت في أعمالهما، مع التأكيد على ضرورة التوفيق بين معنى التنوع والبحث عما لا يقبل التنوع، وعدم وضع الشغف بالمفرد والمختلف والفريد في مواجهة الحرص على الأشكال الكونية.

الرأسمالية للمبتدئين

جديد عالم الاجتماع السويسري والناشط السياسي المدافع عن العالم الثالث جان زيغلر كتاب بعنوان “الرأسمالية كما شرحتها لابنتي” مع عنوان فرعي (على أمل أن ترى نهايتها)، ينطلق فيه من توصيف لهيمنة الرأسمالية على العالم، وتحدي الشركات العابرة للقارات الدول والمؤسسات العالمية، ودوسها الصالح العام، وتحويل منتجاتها حيثما تشاء لكسب الأرباح، وعدم تورعها عن تسخير الأطفال واستعبادهم في بلدان العالم الثالث، ليستخلص أن أكثر من مليار نسمة في العالم يسحقهم البؤس بسبب هيمنة هذه الرأسمالية المعولمة، وأن الفوارق تستفحل، والكوكب يزداد فقرا، والإحباط يغزو الشعوب، والارتداد الهووي يتضاعف تحت سلطة دكتاتورية السوق.

من خلال حوار بينه وبين ابنته، يسعى جان زيغلر، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس للهيئة الاستشارية بمجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، إلى تقديم مقترحات تقطع مع تلك المنظومة وتغولها على العالم.

حرب تشرشل المنسية

غراف

يستعرض الباحث الهولندي مارتن بوسنبروك في كتابه “الذهب والإمبراطورية والدم” حرب البوير الثانية (1899-1902) بين البوير والإنكليز عندما حاولت الحكومة البريطانية توحيد مستعمراتها في جنوب أفريقيا.

تلك الحرب التي اندلعت في ظرف اتسم بالتهافت على الذهب والألماس كانت فريدة لعدة اعتبارات، فهي أصل الأبرتايد، وضعت وجها لوجه الإمبراطورية البريطانية العتيدة وجمهوريتين صغيرتين من البوير (وهم من أصول هولندية مسيحية استوطنوا جنوب أفريقيا)، كانت المواجهة فيها غير متكافئة، ما جعلها تتحول إلى حرب عصابات، قاومها الإنكليز باستعمال الغازات وتجويع الأهالي ونشر الرعب بين المدنيين وإقامة معتقلات وإبعاد السكان عن منابتهم.

في هذا الكتاب يركز بوسنبروك المتخصص في التاريخ الاستعماري على ثلاثة أشخاص كان لهم دور كبير في هذا النزاع الذي استهل مآسي القرن العشرين، وهم الدبلوماسي الهولندي وليم لايدس الذي كان في خدمة جمهورية البيض في ترانسفال، وجندي بوير شاب يدعى دنيس رايتز، ومراسل حربي بريطاني هو ونستون تشرشل، ويرسم مسيرتهم في أسلوب أدبي وسرد ملحمي.

أمام المصير المحتوم

“مسلخ الزجاج” عنوان الرواية الجديدة للكاتب الجنوب أفريقي جون ماكسويل كويتزي المتوج بنوبل عام 2003، ويسرد فيها سيرة كاتبة تواجه شيخوختها بشجاعة، وتلاحظ في هدوء غريب تدني ملكاتها الذهنية، وترى أبناءها وبناتها من حولها يحثونها على ترك أستراليا حيث تقيم، (وحيث يقيم الكاتب أيضا) للالتحاق بهم، غير أنها ترفض الاستجابة لطلبهم وتفضل مواجهة مصيرها في كنف الحرية والاستقلالية والوحدة، وتتساءل حتى النهاية، وبلا توقف، عن معنى وجودها نفسه، والطبيعة العميقة لإنسانيتنا. من خلال سبع لوحات روائية، يرسم كويتزي بورتريه سيدة، ودرسا أدبيا مكثفا وموجزا، في لغة راقية ممتعة، يلامس بواسطتها تساؤلاتنا المعقدة والكونية: “ماذا يتبقى منا إذا رحلنا؟ وماذا ننقل إلى الباقين؟” ولكنها دون مستوى رواياته السابقة، أمثال “في انتظار البرابرة”، “الخصم”، “الحديد”…

ذكريات مو يان قصصيا

غراف

اشتهر الكاتب الصيني مو يان، المتوج بجائزة نوبل للآداب سنة 2012 برواياته أمثال “مطر في ليلة ربيعية”، “خطة فول الصويا”، “مخدع من البلّور”، “النجار”، “ثلاث عشرة خطوة”، “ضفادع″، مثلما اشتهر بقصصه القصيرة أمثال “النهر والغلطة”، “الذرة الحمراء الرفيعة”، “أغنيات الثوم” و”كلب أبيض وأرجوحة”. في مجموعته هذه، التي صدرت ترجمتها الفرنسية مؤخرا عن دار سوي، يحملنا الكاتب إلى مناخاته المعتادة، في كانتون شمال شرق غاومي، وعالم لا يعدم عواطف نبيلة وأحاسيس دافئة برغم العنف والفظاظة والقسوة التي تسوده، ويعود بنا إلى مرحلة طفولته وصباه ليروي حكايات تمتزج فيها الاستعارة بالأسطورة، والجد بالهزل، والتراجيدي بالكوميدي، في أسلوب شائق ولغة مقتصدة تقول ما ينبغي قوله، يدفع القارئ إلى تمثل الواقع الصيني الراهن، الذي يخالط فيه التقدم العلمي المذهل حكما سياسيا مستبدا ومشاكل مجتمعية لا تختلف في شيء عن مشاكل البلدان النامية. 

الأدباء والرسائل الجامعية المعطلة

في سلسلة “مكتبة الأفكار” التي تصدر عن غاليمار، نشر الباحث شارل كوستي كتابا عنوانه “نقائض” يجمع بين الجدة والطرافة، يستعرض فيه التجربة التي عاشها كل من مالارمي وشارل بيغي وجان بولهان وسيلين ورولان بارت في إعداد رسائل دكتوراه، في بلد يعتبر الأطروحة جنس كل الدراسات الأكاديمية.

ويذكر بأن عدة كتاب فرنسيين كبار شرعوا منذ أواسط القرن التاسع عشر في إعداد أطروحات تخرج عن مألوف الدراسات الأكاديمية، مثل مالارمي الذي بدأ رسالة في اللسانيات لكي يستعيد توازنه بعد أزمة وجودية، وبيغي الذي كتب رسالة كانت عبارة عن شتيمة مسهبة للسوربون، وبولهان الذي تاه في مسوداته طيلة خمسة وثلاثين عاما دون أن يبلغ مرامه، وسيلين الذي عرض على اللجنة العلمية سيرته الذاتية تحت قناع سيرة طبيب مجري، وبارت الذي كان يؤكد أن الرسالة ينبغي أن تكون جسدا إيروسيا.

والكتاب في مجمله سرد تاريخي يلتقي فيه الأدباء والجامعيون ويتنافسون، فالكُتاب الذين يعرض كوستي تجاربهم، حين يبثون في تلافيف أطروحاتهم نصائحهم بخصوص الكتابة، إنما يضعون المعايير والأشكال الأكاديمية موضع مساءلة.

الغرب في مواجهة الصين

غراف

لأول وهلة، يخيل لقارئ “الغرب أمام نهضة الصين” للمصرفي وأستاذ علم الاقتصاد كلود مايير أن بين يديه دليلا في المسائل الاقتصادية، فإذا ما مضى قُدما اكتشف رسالة في الفلسفة المقارنة بين الشرق والغرب، يرسم الكاتب من خلالها أسس القوة الاقتصادية الصينية دون أن يغفل عن هناتها، ويحلل الزواج الغريب المحتفى به في بكين بين لينين وكونفوشيوس.

ذلك أن الصين ليست قوة اقتصادية وجيوسياسية عظمى فقط بل هي أيضا قوة ثقافية وأيديولوجية تمثل تحديا جادا للغرب وديمقراطيته، يضع الطرفين في موضع تنافس شرس قد يؤدي إلى صدام ثقافات. ومن ثمّ فغاية الكتاب هي تحليل مطامح الصين الكونية لا محالة، ولكنها مشفوعة بدعوة إلى حوار غربي صيني يمكن أن يفرز القيم المشتركة التي يتأسس عليها تعاون طموح لجعل الحياة أكثر أمانا في هذا العالم المضطرب، المسكون بالحيف والتفاوت والعنف. 

هيمنة وادي السيليكون

كتاب الصحافي الفرنسي فيليب فيون دوري، المتخصص في الأنماط الاقتصادية الجديدة والتكنولوجيات الحديثة، “الرق الإرادي الجديد” عبارة عن بحث في المشروع السياسي لوادي السيليكون، منطقة استثمارية تقنية أميركية؛ تعتبر العاصمة التقنية في العالم لاستضافتها المقرات الرئيسية لآلاف الشركات العملاقة العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، ومنها تنطلق مشاريع وأفكار عملاقة وخطط وأبحاث مستقبلية تقنية، تهدف إلى تغيير العالم، بالاستيلاء على أغلب ملامح حياتنا اليومية، من خلال التنبؤ اللوغاريتمي، الذي جعل الإنسان شفافا غير مادي، إذ ناب الاستباق والتكهن والتعديل عن الابتكار والتطور، فلم يعد المقصود ثورة رقمية بل هو مشروعٌ سياسي، إذ إن التكنولوجيا باتت حمالة لأيديولوجيا ومشروع حضاري، تهدف إلى خلق مجتمع رقابة يفقد فيه الفرد والجماعة السيطرة على مصائرهم، فينقاد إلى رق إرادي جديد.

السبيل إلى مقاومة أيديولوجيا داعش

غراف

الدولة الإسلامية صارت في عداد الماضي، والخلافة لم تكن سوى حدث عارض، فالهزيمة العسكرية التي منيت بها حطمت وحدتها التنظيمية، ولكن ذلك لا يعني زوال داعش والتهديد الجهادي، فلئن كانت الهزيمة تعني إقناع الخصم وقبوله بها، فإنه من الصعب في واقع الحال إقناع خصم لا تني أيديولوجيته تتمكن من النفوس رغم تكبده خسائر فادحة وفقدانه الأراضي التي كان يحتلها، لأن الموت نصر كما قال الناطق الرسمي السابق باسم داعش، وأنصاره لا يعترفون بالهزيمة. ومن ثَمّ فنهاية الدولة الإسلامية لا تعني نهاية الظاهرة الجهادية، والخطر الإرهابي سيظل قائما رغم زوال الخلافة، وسوف يجد منبعه في بروباغندا التطرف ومساره.

ذلك ما يستخلصه إدوار فوييار خبير الاستراتيجيا الدولية بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في كتابه “بعد داعش، الحرب الأيديولوجية تستمر”، ويوصي بضرورة الكف عن التأويلات النفسانية للإرهاب، ومحاولة فهم الخطاب الجهادي عقلانيا للإجابة عن الأسئلة التالية: كيف يشرّع الجهاديون عنفهم؟ ما هي حججهم على الخطاب الغربي؟ كيف يمكن أن يتطور التهديد في المستقبل القريب، وما هي السبل السياسية والتيولوجية لمواجهته؟

دوافع الجهاد في الغرب

آخر إصدارات عالم الاجتماع الفرنسي من أصول إيرانية فرهاد خسروخوار كتاب بعنوان “الجهاد الجديد في الغرب”، يحلل فيه الوضعيات المؤدية إلى التطرف ثم إلى الجهاد، من خلال بحوث أجراها في عدة بلدان، من أوروبا وأميركا الشمالية إلى أستراليا والمغرب العربي، ليبين أن الجهادية فعل مجتمعي شامل، يتولد من عوامل مدينية واجتماعية وسياسية وأنثروبولوجية وسيكوباتية، وأن ثمة نقاطا مشتركة بين المرشحين الغربيين للجهاد، رغم تنوعهم واختلاف هوياتهم. من هذه البحوث التي امتدت زهاء عشر سنوات، اصطفى خسروخوار مئة جهادي غربي، من أهل البلاد وشباب المهاجرين، لفهم جذور كراهيتهم للغرب وعوامل مرورهم إلى الفعل، وانتهى إلى حقيقة مرعبة وهي أن نجاح الجهاد لدى الشبان مرده إلى أزمة الديمقراطيات الغربية، وهي في رأيه أزمة عميقة قد تكون لها عواقب دائمة.

حقوق الإنسان والقانون

غراف

في كتابه “القانون الطبيعي وحقوق الإنسان” يرى بيير مانان أستاذ الفلسفة السياسية بمعد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية أن مذهب حقوق الإنسان صار المرجع الشرعي الوحيد لتنظيم عالم البشر وتوجيه الحياة الاجتماعية والفردية، وأن القانون السياسي لم يعد يصلح إلا لضمان الحقوق البشرية التي تزداد اتساعا.

القانون لم يعد يحكم، أو يوجه، أو يهدي بل يسمح فقط. لم يعد القانون يحمي حياة المؤسسات كالأمة والجامعة والأسرة بل يمنح كل فرد حقا غير مشروط في الوصول إليها، وبذلك لم تعد المؤسسة محمية ولا منظمة بقانون يواجَه به الفرد، لأن الفرد صار يتمتع بحق غير مشروط يواجه به المؤسسة. ما يعرّض الحياة البشرية إلى نقد اعتباطي غير محدود يرحم الحياة الفردية والحياة الاجتماعية من كل معيار تقييمي.

النخبة العالمية والشعوب

يعتقد ميشيل جوفروا في كتاب بعنوان “الطبقة العالمية السوبر ضد الشعوب” أن الغرب لم يعد يعيش في نظام ديمقراطي بل في نظام ما بعد ديمقراطي، لأن الحكومات ما عادت تحكم بل تطيع الأسواق والبنوك، وقوى المال تقود الميديا، والشعوب تفقد سيادتها وحرياتها. لماذا؟ لأن السلطة الاقتصادية والمالية شبت عن الإطار القومي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ورامت الحكم بدل الدول. ولأن نهاية الشيوعية حررتنا من الحرب الباردة، فنابت عنها رغبة أنكلوسكسونية عنيدة في فرض رؤيتها للعالم على الناس أجمعين، ولو بالقوة.

هذه الحركة المضاعفة تجسدها طبقة جديدة تمارس الحكم في مختلف البلدان الغربية عوضا عن الحكومات، ألا وهي الطبقة السوبر، مركزها في الولايات المتحدة وفروعها ممتدة في كافة البلدان الغربية، ولا سيما الأوروبية، وهي طبقة تدافع عن مصالح الأثرياء الكبار والشركات العملاقة المعولمة، تحت ستار أيديولوجيتها: الليبرالية المتحررة والكونية، التي تطمح إلى فرض مشروعها أي إقامة حكومة عالمية، تقود إلى تسليع العالم واستعباد البشرية كلها.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.