مختصر الكتب

الثلاثاء 2020/12/01

الوجود والعزاء: الفلسفة في مواجهة خيبات الأمل

يقدّم المفكر المغربي سعيد ناشيد في كتابه “الوجود والعزاء: الفلسفة في مواجهة خيبات الامل”، الصادر عن دار التنوير في بيروت، العزاء للنفس البشرية التي تؤجل البهجة والمتعة من أجل مجهول. ويشير ناشيد إلى أنه لو كان الجزاء الذي بإمكانه نيله مقابل المحن التي واجهها في حياته أن يكتب مثل هذا الكتاب، لكان هذا الجزاء عزاءً كافياً له، بيد أن الثمن الحقيقي قبضه مسبقاً على دفعات تحت الحساب.

ويؤكد ناشيد أن الفلسفة حرّرته من سطوة الأهواء الحزينة، وغرائز الانحطاط، ودوافع الموت، ومن مجمل أمراض الكينونة من قبيل: الرعب، السأم، التذمر، الجشع، الندم، الذنب، والحنين؛ ومن ثم منحته القدرة على النمو والحياة، وهو يشعر الآن بأنه معافى بما يكفي لكي يستخلص الدروس، ومنها “ليس دور الفيلسوف أن يقاتل الأحلام، يل أن يعيد صياغة الحلم بحيث يساعدك على التفكير والعيش”، “دور الفلسفة ليس أمل الخلاص، بل العزاء”، “الخوف يصيب الروح بالذبول والحضارة بالأفول”.

 

 

فلسفة البدائل الثقافية

يسعى الباحث العراقي ميثم الجنابي في كتابه “فلسفة البدائل الثقافية”، الصادر عن دار ميزوبوتاميا في بغداد، إلى تأسيس رؤية فلسفية ثقافية للتاريخ والفكرة المستقبلية من أجل تأسيس الفكرة العربية، وتحديد مهماتها الواقعية للانتقال من المرحلة الدينية السياسية، التي مازال العالم العربي مقيدا في شرنقتها منذ خمسة قرون متوالية بعد سقوط الأندلس عام 1492 إلى المرحلة السياسية الاقتصادية.

ويبين الجنابي أن المقصود بفلسفة البدائل الثقافية هو تفسير التاريخ الذاتي للأمم، ورؤية آفاقه من خلال تحديد المسار الفعلي في مراحله الثقافية ووعيها الذاتي. إنها تحتوي بقدر واحد على البحث عن قوانين التاريخ ومنطق الثقافة بالشكل الذي يجعل من إدراكهما المتوحد أسلوب وعي الذات الاجتماعي والقومي. ومن ثم يجعل من التفسير أداة لتوسيع وعي الذات وتعميقها في مختلف الميادين والمستويات بالشكل الذي يعيد على الدوام تأسيس منظومة الرؤية وتحقيقها الفعلي في الوجود الطبيعي والماوراطبيعي للفرد والجماعة والأمة.

 

الفلاسفة والعلم

كتاب

يناقش كتاب “الفلاسفة والعلماء”، الصادر عن مشروع “نقل المعارف”، التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار، تحت إشراف بيير فاغنير، أستاذ الفلسفة بجامعة باريس، العلاقات التي أقامها الفلاسفة بالعلم، وذلك بالنظر في الطرق المتعددة التي تمثَّل بها الفلاسفةُ العلمَ (حالة الذات العارفة أو النشاط العلمي، نسق العبارات أو منهج البحث، أي مجموعة المجالات المعرفية المكوَّنة) وكذلك بالنظر في المشاكل المتعلقة بكل هذه التمثّلات.

كما يتوسع الكتاب، الذي ترجمه يوسف تيبس، في تناول أربع إشكاليّات كبرى تطرحها علاقة الفلسفة بالعلم، ويعرض أفكار أبرز من اهتموا بها، عبر أزمنة الفكر الفلسفي المختلفة، وهي ما العلم، ونقد العلم وحدوده، والعلم والنزعة الطبيعانية، والعلم والتاريخ والمجتمع. كما يناقش أطروحات لأفلاطون وديكارت وأرسطو وكونت وغيرهم.

ويعد الكتاب الإصدار الخامس والثلاثين لمشروع نقل المعارف، وهو مشروع تبادل ثقافي استثنائي يهدف إلى ترجمة 50 كتاباً، والإسهام في إثراء المكتبة العربية عبر نقل المعارف عن طريق الترجمة، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الباحثين العرب والأوروبيين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والفنون، وتعزيز الحوار بين الثقافات من منطلق الحاجة إلى نقل المعارف الإنسانية والانفتاح على الحضارات المتعددة.

 

الكتابة بالقفز والوثب

يستهل المفكر المغربي عبدالسلام بنعبدالعالي كتابه الفلسفي “الكتابة بالقفز والوثب”، الصادر عن منشورات المتوسط – إيطاليا، بمقولة تضع القارئ في محل تساؤل عن طبيعة هذه الكتابة “لا يمكننا التفكير في المتعدّد من غير إقامة جسور بين الاختلافات، من غير أن نؤكّد الاختلافات في علائقها المُتبادلة”.

ويمضي بنعبدالعالي، في مقدِّمة الكتاب، في تفكيكِ عبارة العنوان التي هي اقتباس عن كيليطو، الذي اقتبسها بدوره عن الفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتيني، وذكره ضمن محاضرة تحدّث فيها عن مساره وطريقته في الكتابة.

ويشبر بنعبد العالي إلى أن الكتابة “بالقفز والوَثْب” لا تستهدف خلاصة خطاب، و”زبدة” فكر، وعلى الرغم من ذلك فهي ليست نظرة “خاطفة”، ولا هي توقُّف وعدم حراك. إنها “حاضر” متحرّك، حتّى لا نقول هارباً. فهي تومئ إلى وجهة، من غير أن تدلّ على طريق.

ونقرأ على ظهر الكتاب مقولة لمارتن هايدغر، جاء فيها “مادام هذا الكتاب باقياً أمامنا من غير أن يُقرأ، فإنه يكون تجميعا لمقالات ومحاضرات. أما بالنسبة إلى من يقرؤه، فإن بإمكانه أن يغدو كتاباً جامعاً، أي احتضاناً واستجماعاً لا يكون في حاجة لأن ينشغل بتشتت الأجزاء وانفصالها عن بعضها.. إن كان المؤلف محظوظاً، فإنه سيقع على قارئ يُعمل الفكر فيما لم يُفكر فيه بعد”.

 

الفلسفة في بداية القرن الحادي والعشرين

كتاب

يذهب الباحث العراقي قيس ناصر، في كتابه “الفلسفة في بداية القرن الحادي والعشرين”، الصادر عن دار الرافدين في بغداد/بيروت، إلى القول إن الفلسفات الغربية الراهنة ليست هي الفلسفات المعروفة للقارئ العربي، الذي يكتفي بقراءة النصوص المترجمة إلى اللغة العربية فحسب، بل توجد فلسفات وشخصيات وموضوعات لا تزال مجهولة عربياً، على الرغم من جهود بعض المترجمين الذين دأبوا على نقل نصوص مهمة، فضلاً عن توفّر بعض الدراسات التي تسهم في التعريف بمشكلات الفلسفة الراهنة، إلا أنّها محدودة العدد. ومن الفلسفات الغربية التي ينطبق عليها ما ذُكر آنفاً، الفلسفة الكندية التي تميزت بموضوعات ارتبطت بها، موضوعات الهوية والتعدد الثقافي خاصّةً.

ويوضح ناصر أن البحث في فلسفة دولة ما لا يعني التخلي عن معالجة الموضوعات المرتبطة بالسؤال الفلسفي الكوني، مع تأكيد أن السؤال الفلسفي المحلي أصبح من أهم سمات فلسفات العصر الذي ننتمي إليه. وإذا عُدنا إلى التحقيب التاريخي للفلسفة يتبين أنه ربط بداية التاريخ الفلسفي المنظم باسم دولة “الفلسفة اليونانية”، وقد تم التحقيب التاريخي على وفق العصر الذي تنتمي إليه، سواءٌ أكان الوسيط أم الحديث أم المعاصر، وتتخلل هذه التقسيمات الهوية الدينية كالفلسفة الوسيطة (المسيحية أو الاسلامية)، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى ربط هوية الفلسفة بالدولة التي أنتجتها، مثل: الفرنسية، الإنجليزية، والأميركية. والفلسفة الكندية واحدة من هذه الفلسفات التي آثرت أن تُسمى بما يميز هويتها الفكرية.

 

الدهشة الفلسفية

تحاول الفيلسوفة الفرنسية من أصل بولندي جان هِرش، في كتابها “الدهشة الفلسفية: تاريخ للفلسفة” الصادر عن منشورات الجمل – ألمانيا، بترجمة محمد آيت حنا، تتبع خيط الدهشة الفلسفية بدءاً من الفلسفة ما قبل السقراطية، مروراً بالفلسفة الوسيطية والحديثة، ووصولاً إلى الفلسفة المعاصرة، من دون أن يعني ذلك أن غرض المؤلفة من الكتاب هو عرض تاريخ الفلسفة، إنما قصدها الأول بيان منزلة الدهشة الفلسفية في صناعة التفلسف، ودورها في شحذ النظر الفلسفي، وتفكيك مسلمات بادئ الرأي. ويهدف الكتاب إلى أن يكون مدخلا إلى مفكري الماضي العظماء، أولئك الذين اجتهدوا، كل على طريقته، في توضيح مشكلات لا تنقضي، وفهمها والانخراط فيها ومحبتها، لأنه من دون هذه المشكلات، التي كثيرا ما نميل إلى نسيانها أو إنكارها، لن نكون بشراً، ولن نحوز لا إمكانية ولا واجب أن نكون كائنات حرة ومسؤولة.

تقول هِرش “هذا الكتاب ليس تاريخا تقليديا للفلسفة، وانما هو فقط محاولة أصبو عبرها الى أن أبرز، عبر نماذج مختارة تنتمي إلى تاريخ يمتد لألفي سنة من الفكر الغربي، كيف استبدت الدهشة ببعض من بني جنسنا؛ تلك الدهشة التي منها وُلدَت الفلسفة. ما كانت طبيعة تلك الدهشة؟ ما المناسبة التي شهدت ميلادها؟ وكيف تم التعبير عنها؟ أن نندهش، تلك الخصيصة المميزة للإنسان”.

 

الفلاسفة اليونان الأوائل

كتاب

يتناول الباحث المصري شرف الدين عبدالحميد، في كتابه “الفلاسفة اليونان الأوائل” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، الفلاسفة اليونانيين الأوائل، قبل سقراط، الذين شكلوا الوعي الأوروبي، بل العالمي؛ فهم الأجداد والآباء المؤسسون لصرح الفلسفة العالمي. ويحاول عبدالحميد إعادة بناء وتأويل جديد يتأسس على استثمار النص الفلسفي، واستشراف السياق الديني الأسطوري السابق على النص الفلسفي، وإعادة بناء الدلالة الفلسفية.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب “إن فترة الفلاسفة اليونان الأوائل هي فترة تأسيسية للعلم اليوناني، وللفلسفة اليونانية، لذلك هي فترة بالغة الأهمية في تاريخ الفكر الإنساني كله، فإن لم نفهم هذه الفترة، المؤسسة للحضارة الأوروبية المعاصرة حق الفهمِ نكون قد أغفلنا الأساس الذي قامت عليه حضارة معينة، هي الحضارة الأوروبية، وتأثرت بها حضارات مختلفة، ومغايرة كالحضارة الإسلامية، وفي ذلك جرم قد نرتكبه في حق الوعي ولو دون قصد”.

يشكل الكتاب إضافةً حقيقيةً مهمة في تاريخ الفلسفة اليونانية للمكتبة العربية بما يمتلكه مؤلفه من رؤى تأويلية جديدة، ومن قدرة فائقة على الخوض في أدق التفاصيل والإبحار اللامحدود، في محاولة فهم المصطلحات وتعميق دلالاتها المختلفة لتقديم أوفى وأكمل صورة لبيان مذهب هذا الفيلسوف أو ذاك، وذلك في لغة فلسفية رصينة وأسلوب سلس.

 

نظام التفاهة

يناقش كتاب “نظام التفاهة” للفيلسوف الكندي اَلان دونو، الصادر عن دار سؤال للنشر في بيروت، بترجمة الكويتية مشاعل عبدالعزيز الهاجري، الثقافة التي كانت سبب الانحدار الذي تعاني منه أغلب المجتمعات البشرية، وهو من نمط الكتب التي ما زلنا نعود إليها كمرجع في هذا المنحى، مثل “تدهور الحضارة الغربية” للفيلسوف أوزوالد إشبنغلر، “حضارة الفرجة” لفارغاس يوسا، “مجتمع الفرجة: الإنسان المعاصر في مجتمع الاستعراض” لجي ديبور”، “الإنسان العاري” لمارك دوغان وكريستوف لابي، وغيرها من الكتب المهمة والأساسية.

يدور موضوع الكتاب حول فكرة خطيرة يجب البدء بمناقشتها ومقاومتها، كما يقول المؤلف، “نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدى، تدريجياً، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة”.

ويضيف آلان دونو “يلحظ المرء صعوداً غريباً لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين: فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغُيّب الأداء الرفيع، وهُمّشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأُبعد الأكفاء، وخلت الساحة من التحديات، فتسيدت إثر ذلك شريحة كاملة من التافهين والجاهلين ذوي البساطة الفكرية”.

 

الحب عند أوغسطين

كتاب

كتاب “الحب عند أوغسطين”، للمفكرة الألمانية حنه آرنت، الصادر عن داري الروافد الثقافية – ناشرون في بيروت، وابن النديم في الجزائر، بترجمة التونسية نادرة السنوسي، في الأصل أطروحة دكتوراه قدمتها المؤلفة عام 1929، وفيها تأثرت باثنين من أساتذتها هما الفيلسوفان مارتن هايدغر وكارل ياسبرز، وجمعت فيها مقاربات كل منهما لموضوعة الحب. وهي تتعامل مع مفاهيم عن الحب في أعمال القديس أوغسطين، والتي ستظهر في أعمالها اللاحقة طوال حياتها، من بينها ما تطلق عليها “حب العالم”، و”الحب كرغبة”، و”حب الخالق” و”حب القرب”.

اختارت حنة آرنت، على الرغم من شغفها بالفلسفة الإغريقية، أن تنكبّ في أطروحتها على مفهوم الحب لدى أبي الكنيسة المسيحية الغربية، وكيف أن هذا الحب المعتمد أساساً على الرغبة الجسدية من الواجب أن يتحول إلى حب روحاني؛ مكرساً النفس للإله فقط، لأنه الوحيد الدائم والمستدام. ولبلوغ هذه الغاية يجب الركون إلى الإحسان والمنة، وتجنب الطمع واللهفة والشهوة. ومما قاله أوغسطين عن الحب “كن محباً وافعل ما شئت، وإذا التزمت الصمت فافعل ذلك في دافع الحب، وإذا صرخت فافعل بدافع الحب، وإذا امتنعت عن العقاب فافعل ذلك بدافع الحب”.

 

دفاعاً عن العقلانية

يقول الناقد المصري جابر عصفور في مقدمة كتابه “دفاعاً عن العقلانية”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة، “إن العقلانية تعني الاحتكام إلى العقل، والاحتكام إلى العقل يعني المساواة بين العقول وقبول اختلافها بوصفه أمراً طبيعياً، ومن المؤكد أولاً أن العقل بقدر ما هو دليل على حرية إرادتنا، وعلى قدرتنا على الاختيار الخلاق في فعل الوجود الفردي والإنساني، فإنه دليل على حتمية حضور العدل في هذا الوجود، ومن المؤكد ثانياً أن العقل بقدر ما هو دليل على إنسانيتنا فإنه قرين العدل في الكون، ولذلك فإن العقلانية صفة من صفات الدولة المدنية الحديثة”.

ويهدف الكتاب إلى الربط ما بين التنوير والحداثة والعقلانية والعلم في تأسيس حركة فكرية حرة صاعدة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، تضم عدة فصول، الأول بعنوان “تأسيس” ويشتمل على ثمانية فصول تدور حول إضاءات عن العقلانية وتراثنا العقلاني، والعقلانية والثورة والدستور، وثورة العقل الجامعي، والعقل بين الحرية والقيد، وجامعة القاهرة الرمز والقيمة. ويتناول القسم الثاني السبعينات وما بعدها من خلال ثلاثة فصول تتحدث عن تحولات السبعينات، وعن نصر حامد أبوزيد، والرشدية المحدثة. ويضم القسم الثالث مواقف ومراجعات في ثلاثة فصول، يتناول أولها قمع الخطاب الديني، ويتضمن الفصل الثاني مراجعات، والفصل الثالث ملاحظات.

 

معمار الفكر المعتزلي

كتاب

يبحث الناقد العراقي سعيد الغانمي في كتابه “معمار الفكر المعتزلي”، الصادر عن دار الرافدين،  تجربة الفكر المعتزلي بوصفها مغامرةً استثنائيَّةً في تاريخ الفكر العربي، لأنّها قدّمت مغامرتها النقدية بمعزل عن الفكرين الهندي واليوناني، على الرغم مما أُثيرَ حول تأثرها بهما من ضجيج مفتعل. فمنذ زمن غيلان الدمشقي، تكونت حركة القدرية الأولى في دمشق، غير أن مروان بن محمد تمكّن من إخماد هذه الحركة مرّتين، مما اضطرّها إلى الرحيل إلى البصرة، وتطوير مبادئها الخمسة تحت عنوان “الاعتزال” في زمن واصل بن عطاء وعمرو بن عُبَيد.

يتابع الغانمي في هذا الكتاب تاريخ الاعتزال في مراحله جميعاً، ويستكشف رغبة المأمون في تحويله إلى عقيدة ناجية وسُنّة قويمة، ثم الردّة التي حصلت في عصر المتوكّل حين قلب المحنة على المعتزلة. ولكون الاعتزال حركة تمتد على مساحة زمنية تقرب من ستة قرون، يقدّم الكتاب خلاصةً وجيزةً لأفكار أهم أعلام المعتزلة، مثل الجاحظ والناشئ الأكبر وأبي القاسم الكعبي والمذهب البغدادي في الاعتزال، وانكفاء معتزلة البصرة وأفول مذهبهم، وصولاً إلى النسخة المعيارية التي أراد القاضي عبدالجبّار إنجازها، وما ترتّب عليها من فكر استحدثه المتكلم البغدادي المهم أبوالحسين البصري. وينتهي الفصل الأخير بعرض الخيبة المأساوية التي عاشها فكر ابن الوليد البغداديّ، ومحاولات الحاكم الجُشمي وابن الملاحمي والزمخشري إنقاذ التّجربة المعتزلية من براثن الاستعداء الذي كلكل عليها ونهشها، وانتهاءً بآخر معتزلي معروف في أفق العالم، ألا وهو ابن أبي الحديد البغدادي.

 

فلسفة الدين في فكر أركون

يرى الباحث العراقي جاسم علك شهاب في مقدمة كتابه “فلسفة الدين في فكر أركون”، الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد ضمن سلسلة “فلسفة”، أن الفلسفة “أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان الفكرية، ولقيت فلسفة الدين رواجاً واسعاً في الدراسات المعاصرة، وصارت تأخذ مساراً على غير قواعد الدين وعلم الكلام، وإنما تسير على منظور معرفي يحاكي الإنسان في إنسانيته، والواقع بمقتضياته من خلال متعلّقها الديني. إن لكلّ من الدين والفلسفة حركة فكرية تحاول كل على حدة، وعلى طريقتها الخاصة الوصول إلى الحقيقة من خلال طبيعة المعرفة الدينية، ومحاولة تحليل التجارب الإيمانية، استناداً إلى البحث في منابعها وتجلياتها وأحوالها.

قسّم المؤلف الكتاب إلى أربعة فصول، فضلاً عن المقدمة والتمهيد والخاتمة وملحق بالمصطلحات الخاصة بمحمد أركون وقائمة المصادر والمراجع. حمل الفصل الأول عنوان “سيرة محمد أركون وتكوينه الفكري”، وتوزع على ثلاثة مباحث، تناول فيه حياته وتكوينه النفسي والأكاديمي، وتكفل الفصل الثاني بثلاثة مباحث عن حقيقة فلسفة الدين، والعلاقة بين الفلسفة والدين (موجز تاريخي)، وموضوعات فلسفة الدين، وجاء الفصل الثالث تحت عنوان المسألة الفكرية والدينية عند محمد أركون، وأخيراً تناول الفصل الرابع، في ثلاثة مباحث، التشكيل البشري للدين عند محمد أركون.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.