مَنْ أنتم!
من أنتم؟ من أنتم؟
سوى شتلاتٍ غرستُها، أنا،
في العالم السفليّ
سوى كأسٍ ورديّ حطَّمتُه، أنا، على عتبتي
من أنتم سوى جَرَادي وقِلاعي
لا شيء من ظِلالكم سوى ظِلي
وسوي خَرَسِي ثمة هفيف رياحكم
من أنتم؟
من انتم؟
من أنتم؟
قطيع ناريٌّ في مرعى هوائيٍّ
أرفع مَجْدى على ألسنة لهبهِ
أنا والملاك يداً بيدٍ
من أنتم؟
مَنْ أنتم؟
منذ أربعين عاماً
حَجَراً أدخلتكم في حَجَرٍ
قلقاً بنيتكم على قلقٍ
ريحاً أطلقتكم إثر ريحٍ
من أنتم؟
من أنتم؟
من أنتم؟
من انتم؟
شهقة الرعدِ التي سقطتْ في صحني؟
قدم الطائرِ التي خطّتِ الشرّ على جبهتي؟
من انتم؟
يا فلذات كبدي التي وزّعَتِ الدمَ
بالقسطاس بينكم
من أنتم؟
لا تدقّوا على أبواب جَنّتي كثيراً
فتوقظوا كوابيسَ الذئبِ
الراقدِ جوار سريري
من أنتم؟
ذَهَبُ النياشين اللامع بين أصابعي
يُعْمي الكلمة
من أنتم؟
سأمحو من خرائطي الفمَ الهشّ
سأمحو حدائقكم من قراطيسي
من أنتم؟
من أنتم؟
قشّ ذهبيّ تَسْفُوْه الرياح
في حقلي المتمايل تحت الصواعق
المفروش بالعيون الغائرة
السعيد بقُرّاصِهِ الطائر من حفرةٍ لحُفَيْرة
والمجيد بحجارة آباره المعقودة كالمعاصم
من أنتم؟
من أنتم؟
لن يُوْقِف أحدٌ فيضاني الأشقر
على صلصال الشفاه المتشظي
كسرةً كسرةً
هرباً من أناشيدي
من أنتم؟
فهمتُ أخيراً
لِمَ حامتِ الحمامة بجناحينِ مُشْتعِلينِ
أعلى البوّابة العظمى
أعلى البرج المُرْتجِف مع دقّات الساعة
على المروج المكشوفة للقنّاصين
يدى بيضاء مرفوعة منذ الأزل
من أجل مجد خرابي
فهمتكم، أنا أفهمكم
لعلي فهمتُ أخيراً
من أنتم
فهمتكم، أنا أفهمكم
طاحونة النار
عسل الخرائب
رأيتكم تحت ضوء سِكّيْنتي
في ليلة القصر الأخيرة