المختصر
أنساق التخييل الروائي
يستخلص الناقد صلاح فضل في كتابه “أنساق التخييل الروائي”، الصادر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، تصنيفا فنيا للأعمال الروائية التي تناولها بالنقد والتحليل، وهي ممثلة لشتى التيارات والأجيال من كتّاب الرواية في الوطن العربي، ولم يعتمد في هذا التصنيف على مصدر عربي أو غربي بل حاول استخلاصه من النماذج الإبداعية التي درسها. وقد قسّم فضل الكتاب إلى سبعة أقسام هي: التخييل الذاتي والتخييل الجماعي والتخييل التاريخي والتخييل الأسطوري والتخييل الفانتازي والتخييل البصري والمشهدي والتخييل العلمي. وأغلب الروايات التي تناولها الكتاب حازت على جوائز مصرية وعربية مرموقة، وأثارت جدلا ونقاشا واسعا بين القراء والنقاد، وبعضها صار يمثل علامات بارزة في عالم السرد، وحقق مبيعات غير مسبوقة في عالم الرواية المعاصرة، واحتفى فضل بأسماء تنشر رواياتها للمرة الأولى، كما نوّع جغرافية الكتابة، حيث اختار روايات من مصر واليمن وسوريا ولبنان والكويت والعراق والمغرب وتونس والإمارات والسعودية والسودان والأردن وفلسطين.
جمالية التلقي في الكتابة الشعرية العربية
يتضمن كتاب “جمالية التلقي في الكتابة الشعرية العربية: من العتبات إلى النص”، للباحث في جامعة عدن ماجد قائد قاسم مرشد، الصادر عن منشورات مقاربات في فاس (المغرب) دراسات نقدية تشتمل على مجموعة فصول، يتناول الفصل الأول: نظرية جمالية التلقي، حدود المفاهيم والمصطلحات الأساسية والأسس الفلسفية، الأصول المعرفية والفلسفية والمنهجية لنظرية التلقي، وأبرز سمات ومميزات نظرية جمالية التلقي، والجهاز المفاهيمي للمبادئ المركزية لنظرية التلقي، والتلقي في العتبات النصية. وركز الفصل الثاني على الكتابة الشعرية، تشكلات مفاهيمية، ومصطلحات متشاكلة، كمفهوم الكتابة في اللغة والاصطلاح، مفهوم الشعرية في إطار تعدد المصطلح وإشكالية المفهوم، الشعرية في ضوء الدراسات النقدية العربية والغربية القديمة والحديثة، وعلاقة القراءة والتلقي بالشعرية. أما الفصل الثالث فقد بحث في موضوع عتبات الكتابة، المفهوم والموقعية والأهمية، الخطاب النظري والنقدي للعتبات، مع توضيح لمفهوم العتبة، ووظائفها، ومبادئها، تموقع العتبات من الكيان الكتابي إلى الفضاء النصي.
نجيب محفوظ السارد والتشكيلي
يتصدى كتاب “نجيب محفوظ.. السارد والتشكيلي”، للباحث المصري أشرف أبواليزيد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرا، للدور الاستثنائي الذي أداه نجيب محفوظ، وأثّر به في الثقافة العربية المعاصرة، وهو دور تخطّى حدود فن السرد الأدبي إلى فضاءات الفنون التي تماست معه. وإذا كانت السينما أهم تلك الفنون وأشهرها فإن هذا الكتاب يخص فنا آخر هو التشكيل الذي لم يكن أقل تأثرا بأدب هذا السارد الفذ. ولا يقصر الحديث على التشكيل بحدود التصوير الكلاسيكي، وإنما ينطلق إلى تلك الفنون الأخرى المرتبطة به، والدائرة في فلكه مثل الحفر والرسم والكاريكاتير والشرائط المصورة والنحت، وصولا إلى صناعة الكتب وتصميم أغلفتها، وملصقات الأعمال الفنية، بل والرسوم الجدارية، وجميعها صيغ فنية تعبيرية تنهل من أدب محفوظ الثري والحيوي والتاريخي في آن.
مقالات في الرواية العربية
يشتمل كتاب “مقالات في الرواية العربية”، الصادر حديثا عن منشورات المتوسط في ميلانو، على 4 مقالات نقدية، الأولى بعنوان “موسم الهجرة إلى الشمال: تدشين الرواية الشاملة”، لمحمد برادة، يخلص فيها إلى أن هذه الرواية استطاعت أن تدشن نموذجاً للرواية الشاملة التي تعطي للشكل والسرد أهمية جوهرية، والثانية بعنوان “التمثيل الجمالي للحياة في عشر روايات عربية”، لصلاح فضل، ومن بين الروايات التي قرأها “بقايا صور” لحنا مينا و”الأرض” لعبدالرحمن الشرقاوي والثلاثية لنجيب محفوظ و”البحث عن وليد مسعود” لجبرا إبراهيم جبرا، و”شرق المتوسط” لعبدالرحمن منيف. وحمل المقال الثالث عنوان “هموم المعيشة كما تُصورها الرواية التاريخية: العصر المملوكي نموذجا” لخيري دومة، يؤكد فيه أنه ليس من أهداف الرواية التاريخية عموما أن تستعيد الماضي بشخصياته ولغته وأزيائه، وإنما هدفها الأساسي أن تنطلق من الحاضر، وأن تصور السياق الكلي للحياة الاجتماعية في شكل قصصي سردي. أما المقال الرابع، فجاء بعنوان “ما بعد الحداثة: من ضيق الوجود إلى اتساع الكينونة” لوائل فاروق، وقد تضمن مجموعة محاور هي “ما بعد الحداثة: من ضيق الوجود إلى اتساع الكينونة” و”ما بعد حداثة عربية؟” و”الرواية الجديدة من الما بعد إلى ما وراء” و”السرد الشفاف: قراءة في أعمال منتصر القفاش”.
تلويحة لأحلام ناجية
يوثّق كتاب “تلويحة لأحلام ناجية”، إعداد وتقديم حسام السراي، الصادر حديثًا عن دار الرافدين في بيروت عمل مجموعة من الشعراء العراقيين الذي ظهروا بعد أبريل 2003، في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق، وهم أحمد عزاوي وحسام السراي وزاهر موسى وصادق مجبل وصفاء خلف وعلي محمود خضيّر وعمر الجفال ومؤيد الخفاجي وميثم الحربي. يضمّ الكتاب شهادة لكل شاعر فيها رؤيته لمعنى أن يكون الفرد شاعرًا في بلد مثل العراق، وبالتحديد بعد أبريل 2003، وقصائد مختارة لكلّ اسم من الشعراء التسعة، فيما سعت مقدمة الكتاب إلى توثيق شغل هذه الجماعة استنادا لظهورها ونشرها للقصائد خلال الأعوام من 2003 وحتى 2006 وما تلاها من فعاليّات أسهموا فيها بدءًا منذ عام 2008 وهو تاريخ بدايات التواصل بين هذه الأسماء حتى الآن.
نظرة أخرى: الروائي والمخيلة والسرد
يحتوى كتاب “نظرة أخرى: الروائي والمخيلة والسرد” للكاتبة اللبنانية لنا عبدالرحمن، الصادر حديثا عن قصور الثقافة في القاهرة، على مقدمة وسبعة فصول هي: “دلالات فعل الثورة والهزيمة لدى نجيب محفوظ” و”قمر على سمرقند لمحمد المنسي قنديل وتوق الرحيل في مواجهة الأسئلة” و”الذاكرة والتاريخ في رواية “بيت الديب” لعزت القمحاوي” و”التخييل الحكائي في رواية “أنبئوني بالرؤيا” و”غرفة أبي لعبده وازن والبحث عن زمن غائب” و”ثنائية الأنا والزمن في رواية “حيث لا تسقط الأمطار””، و”روايات في مواجهة العنف”. وترى لنا عبدالرحمن في المقدمة ما رآه من قبل جابر عصفور من أننا نعيش زمن الرواية، “فالرواية تمكّنت من بناء تواجدها الأدبي متجاوزة الفنون النثرية الأخرى، من خلال تقديم انعكاس التفاعل الفني والمعرفي والحدثي، والثقافي والاجتماعي الذي برعت في تسجيله عبر صفحاتها”.
الخطاب والمعرفة
يؤصل الباحث المغربي إبراهيم الحجري، في كتابه الجديد “الخطاب والمعرفة”، الصادر عن المركز الثقافي العربي في بيروت، تعميق التأمل في إمكانيات رفد النظرية السردية بمفاهيم ومقاربات منهجية جديدة، منفتحا بذلك على المنهج الأنثروبولوجي ومفاهيمه الأساس، ومعتمدا على المدونة الرحلية، بوصفها متنا سرديا أقرب إلى العمل الإثنوغرافي، الذي هو فرع من فروع الأنثروبولوجيا، بعد أن سبق له تجريب هذه المقاربة على السرد الروائي في كتابه “المتخيل الروائي العربي”. تكمن خصوصية الكتاب في أنه حاول مقاربة الخطاب الرحلي العربي بالانطلاق من كونه أولا خطابا سرديا، لذلك التمس السرديات، باعتبارها علما للسرد، فسعى إلى البحث أساسا في تحديد “سردية” هذا الخطاب، فتوقف على جوانب تتصل بـالشخصية، وصيغ الحكي والتبئير والفضاء. وبعد تناوله لهذه الجوانب المتصلة بالرحلة، عمل على توسيعها في الباب الثاني الذي كرّسه للرؤية التي تحكم صاحب الرحلة لمعرفة كيفية اشتغال نسق التفكير والقيم لديه، فاتحا، بذلك، مجال البحث على الأبعاد الأنثروبولوجية للمتن الرحلي.
اجتهادات نقدية في الشعر والقصة والرواية
يؤكد الناقد الأردني إبراهيم خليل، في كتابه “اجتهادات نقدية في الشعر والقصة والرواية”، الصادر حديثا عن دار الألفية في عمّان، أن الحافز الذي جعله يحتفي بالشعر والقصة والرواية معا هو شكوى الشعراء من انهماك النقاد في تتبع الرواية والكتابة عنها وعن شكلها الفني، وعما فيها من تقنيات سردية، وما يغلب عليها من تنوع واتجاهات، في حين تراجع النقد المهتم بالشعر، وانحسر في مقالات تظهر من حين إلى آخر في الصحف الورقية والمجلات ظهورا خجولا. يتوقع خليل أن هذه الظاهرة لا يمكن أن تستمر طويلاً، معتبراً أنها موجة عابرة، فالاحتفال بالجوائز المختلفة الممنوحة للرواية قد يكون أحد الحوافز التي تحث النقاد على الانخراط في نقد كهذا يختص بالرواية دون غيرها من سائر الفنون الإبداعية.
الكتاب يتوزع على ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول نقد الشعر والقصة والرواية في سبعة فصول، ويتناول القسم الثاني القصة في ثلاثة فصول، فيما يتضمن القسم الثالث عشرة فصول يقرأ تجارب عشر روائيات وروائيين، هم جنى فواز الحسن ورائدة الطويل وعاطف أبو سيف وربعي المدهون وسلوى البنا ومحمد غرناط وعثمان مشاورة وعواد علي وزياد محافظة وشهلا العجيلي.
نظرية الأدب الرقمي: ملامح التأسيس وآفاق التجريب
يتأتى الاشتغال الأولي، الذي ينطلق منه كتاب “نظرية الأدب الرقمي: ملامح التأسيس وآفاق التجريب”، للباحث الأكاديمي الأردني أحمد زهير الرحاحلة، الصادر حديثا عن دار فضاءات في عمّان، بصيغة سؤال عن إمكانية المزاوجة بين الأدب والتكنولوجيا، وعن الجينومات التي سيحملها الجنس الأدبي الناتج عن هذه المزاوجة، ومبدأ التساؤل ذاته يشي ضمنيا بأن الدراسة تقرّ بالبراغماتية القابلة للتحقق على هذا المستوى، وحق الأدب في الممارسة التجريبية، والانفتاح الحر على المستويات المعرفية كافة. تقوم فكرة الكتاب على بواعث جمة أهمها الحاجة إلى مصادر ومراجع تنتسب انتسابا تاما لهذا التطور المطرد في النظرية الأدبية، إلى جانب العون والإفادة للباحثين في هذا الحقل الجديد، من خلال حشد الآراء والأعلام والمصادر والأعمال المتصلة بالإبداعات الرقمية، وكذلك من خلال استفزاز لرؤى المشتغلين والمبدعين الرقميين حول الأدب الرقمي على نحو يفتح بابا للحوار والنقاش حول قضاياه وأسئلته التكوينية، وهي واحدة من أهم الخطوات التي يعوّل عليها في إطار التأسيس لمرحلة إبداعية جديدة.
من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي
يهدف كتاب “الرواية العربية: من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي، قراءات نقدية من منظور التحليل النفسي”، للناقد المغربي حسن المودن، الصادر عن منشورات كتارا في الدوحة، إلى الإسهام في دراسة التحول الذي يشهده النقد المعاصر في ما يخص اشتغاله على مسألة أصل المحكي ومصدره، مركزا اهتمامه على خطابات روائية تستعيد الذات وتُسائل وضعها وهويتها وغيريتها ومرجعياتها وأصولها، وكيف تقول هذه الذات الحكاية العائلية، وتحلم فتكسر أو تعيد بناء ما يربطها بهذه الحكاية/ التاريخ. كما يحاول الكتاب في فصوله التسعة إثارة أسئلة مهمة من قبيل: ماذا عن العنصر العائلي في الأدب الروائي العربي؟ ماذا عن مضامين الرواية العائلية وأشكالها في الأدب الروائي العربي المعاصر؟ ماذا عن محكي الانتساب العائلي في الرواية العربية المعاصرة؟ وماذا عن هذه الهوية الغائبة في محكيات الانتساب العائلي؟ ويدعو المودن، من خلال هذه الدراسة، إلى ضرورة تجديد مفهومات النقد العربي وتصوراته للسرد والكتابة، نظرا إلى المكانة الكبيرة التي باتت تحتلها الرواية في العصر الراهن.
الذاكرة الثقافية للقصيدة العربية في العصر الحديث
يحاول الشاعر والناقد الأردني سلطان الزغول، في كتابه “الذاكرة الثقافية للقصيدة العربية في العصر الحديث”، الصادر حديثا عن دار أزمنة في عمّان، أن يقرأ علاقة الشعر العربي الحديث بذاكرته الثقافية من باب التناص، طامحا إلى ما هو أبعد من دراسة تصنيفية خارجية. إنه يروم البحث في العلاقات التي تنشأ من خلال التناص، والأبعاد الفنية التي يمكن أن يعبّر عنها ارتباط هذا الشعر بذاكرته الثقافية، بل إعادة إنتاجها في الغالب. فهو لا يهدف إلى وصف الوقائع شكليا، بل يرنو إلى تفسيرها من خلال الحفر في طبقات النصوص. تنبع أهمية هذا الكتاب من مناقشته مرجعيات القصيدة العربية المعاصرة، الأسطورية والدينية والتراثية، أي معظم ملامح الذاكرة الثقافية لهذه القصيدة، مركزا خلال ذلك على التطبيق عبر مناقشة النص الشعري. وقد خلص الكاتب إلى أن شعراء القصيدة المعاصرة قد تفاوتوا في طريقة استنادهم إلى الذاكرة الثقافية لإبداع النصّ، فبعضهم قد أبدع في إعادة إنتاج مرجعيات قصيدته عبر التناص الغني والخلاق، بحيث يبدو النصّ المرجع جذرا مساندا لا تكاد تلمحه في ظلال النصّ الجديد، الغني والمختلف، بينما اكتفى بعض آخر ببناء مواز للنصّ المرجع الذي هيمن حضوره على عالم النص الجديد.
نقد الشعر عند رجاء النقاش
يعرض كتاب “نقد الشعر عند رجاء النقاش”، للباحث المصري رجب أبوالعلا، الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأفكار والأشكال الفنية فى العصر الحديث لتطورات أساسية نتيجة لسعي المجتمع العربي إلى التطور منذ نهضته الحديثة واكتسابه قدراً من الخصوصية. وقد ظهرت في النقد العربي جهود تمثّلت في مشروعات تحمل أفراد عبء النهوض بها، ويعدّ رجاء النقاش أحد هؤلاء بجهده النقدي ولا يقلّ عنهم في مكانته.
والدراسة تكشف جانبا من جوانب الإبداع النقدي لدى النقاش وهو فن الشعر، حيث يحاور المؤلف فكره ليصل إلى مفهوم الشعر لديه ودوره الوظيفي وأثره على المتلقّي وعلى الحياة من حوله، ثم محاولة تحديد القضايا والمصطلحات النقدية التي غلبت على فكر النقاش، وإلى أيّ مدى سيطرت بعض المناهج والمدارس النقدية على الدرس النقدي للشعر، وموقف النقاش منها.