10 قصائد
صمتُ الرُّخام
الذي أَوقدَ نجمةً ليبدِّدَ خوفَنا
من العَتَمَةِ الكبيرة
زادَنا خوفًا
كشفَ الغِطاءَ عن السّماء.
الذي فتحَ الأجفانَ وأَطْبَقَها
وَتركَ للأغصانِ حرّيّةَ التنقُّلِ في الهواء
يتماهى مع خَفقِ جَناحٍ
عِنْدَ تَقاطُعِ النّهارِ والليل
يَحومُ حولَ النّائمينَ
في صمتِ الرُّخام.
فَوضى
تتساقطُ الأمطارُ من نورِ الصّباح
قَوسُ القُزَحِ حبلُ غسيلِ الغيوم
أنفاسُ المُتعَبين في المنازل المُظلمة
حيث الرّياح تَلطِمُ الوَسائد
وَبُخار رطوبةِ الأرض
يَعجِنُ الذّكريات.
احتفال
سنفتحُ الخزائنَ على فَروِ المعاطفِ
على الأحزمةِ وَالأحذيَةِ الجِلد
سَنَرتدي الليلةَ، الحيواناتِ المَقتولةَ
قبل الذَّهابِ إلى الاحتفال.
تَقَدُّم!
لا تزال الصّواري مرفوعةً في قاعِ البحر
منذ المعركةِ الأخيرة.
السّلاحُ الأكثر فَتكًا يُلهبُ المخيّلة وَيخترقُ الرّوح
يَنزعُ الأُفُقَ من مَكانِه.
أكملي زحفكِ أيّتها العلوم.
العائدون
العائدون مساءً إلى بيوتِهِم
يَجمعونَ حطبَ السّاعاتِ الّتي انقضَت
كلُّ شيء ثابتٌ حتّى الهواء
السّتائرُ في مكانها وَاللّوحاتُ المعلَّقة على الجدران
وَالكتُبُ وَهديرُ حروفِها المكتوم
العائدون مساءً إلى بيوتِهِم
يَدلُقونَ الماءَ في أُصُصِ الزَّهر
يتفقّدونَ أجسادَهم وَدقّاتِ القلوب.
ذاكَ الطائر
أرأيتِ ذاك الطّائرَ الذي يَخفِقُ أمامَنا
في مُحاذاةِ الجدار
يلامسُه بجَناحه الأيمن تارةً
وَبجَناحه الأيسر تارةً
الطّائرَ المُنهَكَ الذي
يسعى لاختراقِ الجدار؟
ذكريات
نعيشُ في ذكرياتِ الّذين سبقونا
كضوءِ آخرِ النّهارِ في الزُّجاجِ المُعَشَّق
في الكاتدرائيّة المَهجورة
المُضاءةِ بالشّموع.
لم أجد فَرقًا
لم أجد فَرقًا بين لوحة الأمِّ ووليدِها
وَبينكِ
قليلٌ من الكلام الذي تهمس به شفتاكِ
وَيحلُّ الصّمت
في مكانٍ حيثُ لا تُحصى السّاعات
نُقطةُ زيتٍ اشتَعَلَت وانطفأَت
لتطَأَ قدماكِ الحافيتان البلاط
اليدُ التي اقتربَت ليلًا من السّرير
هي يدُكِ
وَالقبلةُ التي طبعتِها على الجبين
لم تَبرَح.
ضَياعُ الوقت
عندما يَتبدَّدُ كلُّ شيء
وَتَعوم الأسماكُ المتحجِّرة في الصُّخور
عندما لا تعودُ الأقدامُ جزءًا من الرّحلة
وَتَجمُدُ مكانَها الغيوم
تبقى المرايا الكبيرة المسنودة إلى جذوعِ الأشجار
ينعكسُ عليها ضَياعُ الوقت.
غرباء
لَم يكن ثمّةَ ما يشيرُ إلى أنّنا غرباء
كنّا نَسيرُ مع غيرِنا في الشّارع
وَمع ذلك عَرفونا.
كنّا نهرولُ خائفينَ
كنِقاطِ ماءٍ تَدلِف من السُّطوح.
ربّما رَأَوا في عيوننا
أولئكَ الذين كانوا معنا
وَغَرِقوا.