“مَشْيَخة” الميديا الجديدة
تُشكّل الهيمنة التقليدية سُلطَة تنظيمية وأخلاقية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وظلّت هذه المؤسّسات قائمة إلى اليوم رغم الصّدمة الحَداثيّة مع حمْلة نابليون على مصر واستعمار مجتمعاتنا وظُهور الدّولة الوَطنية المستقلّة التي تغذّت من “الأشكال التقليدية في ممارسة الهيمنة” لكن الانفجار العربي مع 2011 الذي صاحبه ظهور وانتشار الميديا / سوش أحدث خللاً كبيراً في العلاقات التقليدية بدءاً من هتك الحياة الشخصية للأفراد والجماعات، وأكثر عنصر محافظة وهي “المرأة” تعرّض لأن يكون مكشوفاً ومارست المرأة حرية في غُرف الدَّردشة الإلكترونية ولو بأسماء وصُور مُستعارة، إنه “السُّفور الإلكتروني” الذي نعتبره مرحلة ثانية بعد السُّفور الذي دافع عنه قاسم أمين والحركات النَّسوية في مصر ولبنان وتونس مع ظهور الحركات الليبرالية والعلمانية في الوطن العربي، كما أن “الجنس” صار متحررا من عقاله التقليدي ولم يعد يخضع للتنظيم الأسري المعهود، واستطاعت المواقع الإلكترونية أن تَنتهك الحُجب والسّتائر في أقصى الأماكن محافظة وتقليداً، هكذا تمّ اختراق السّلطة التقليدية التي يمثلها شيخ القبيلة أو شيخ الدّين، والأبوّة المهابَة، وتعتبر هذه الصدمة الحداثية الثّانية أكثر تأثيراً على البنية الاجتماعية العربية.
الميديا الجديدة: روح العصر
حسب كاستلز (M Castells) في كتابه الشهير (المجتمع الشَّبكي)، فإنّ “الشّبكة هي الرّوح الجديدة لهذا العصر”، تماشياً مع تعبير عالم الاجتماع ماكس فيبر الذي تحدّث عن روح الرأسمالية في نشوئها التاريخي المُرتبط بالبروتستانتية التي كانت تأويلاً جديداً للدّين مكّن من ظهور أفكار العقد الاجتماعي والحرية والديمقراطية.
ويقول أيضاً “في عالم تدفّقات الثّروة والسّلطة والصُّور العالمية يُصبح البحث عن الهُويَّة، فردية كانت أم جماعية، مُسندة أم مكتسبة، المصدر الأساسي للمعنى الاجتماعي”، تُصبح الهُويّة المصْدر الأساس، وأحياناً الوحيد للمعنى في فترة تاريخية تتسِم بتدمير شامل للمُنظَّمات، وبنَزع شامل لشرعيّة المؤسّسات، واندثار أهم الحركات الاجتماعية، والتعبيرات الثقافية سريعة الزوال، ما عاد النّاس يؤسّسون المعنى استناداً إلى ما يفعلونه، بل اعتماداً على ما هم عليه، أو ما يظنُّون أنَّهم عليه، مجتمعاتنا تتّخذ على نحو متزايد بنية قائمة على تقابل ثنائي بيم الشّبكة والذّات.
نَشهد اليوم تطوراً رقمياً مَهيلاً سيمَكن وسائل “الاتصال الجديدة الذاتية” من زعزعة أساليب الهيمنة التقليدية للدّولة القومية واختطاف مُراهقينا وشبابنا منّا، أي من “قِيمنا الجَماعية” التي تحفظ الانسجام الاجتماعي وتحُول دون تفتت العلاقات العائلية والرّوحية، صدمات التحديث والتطور لم تواجهها أمتنا بالاجتهاد والبحث عن “استراتيجية التبييء” – أي إنبَاتِه في بِيئتنا وتأصيله -، وتكييفه مع واقعنا وخصوصيتنا الحضارية، وحَاصَرتنا الثنائيات وكَبّلت تفكيرنا ونمّطته بين الأصالة والمعاصرة، الماضي والحاضر، التقليد والحداثة، نحن والغرب.. إلخ.
وكنّا أمام تطور في استغلال الصُّورة والتّجنيد للعنف والإرهاب مع جماعة تُقاتل بالفِكرة خارج “الأرض” ومعاني الوطن التقليدية من تحرير ومُقاومة.
إنّ “المجتمع الشّبكِي” يعرف تدفقّات وثقافة افتراضية تتجاوز المفهومين التقليديين للمكان والزمان، وهما فضاء الهَيمنة وعَوامِل الصّراع بالنّسبة إلى القُوى المرتبطة بالشّكل المعهود للسّلطة، إذن سَوف نكون أمام نِزاع مرير مع مُقاومين من نوع خاص لمشاريع الدّولة يَنتهجون أسلوب الدّعاية والتحكّم في الصّورة ونشر الخبر بالكيفية التي يريدون ويُنشئون عشرات المدوّنات التي تمسّ بالمعتقدات والمقدّسات والتّاريخ، ويتخذ بعضهم من “السّاحة الزرقاء” ميداناً للتجمع والتظاهر.
الميديا الجديدة وسَلْعَنة العَواطِف
قد تكون العَوالم الافتراضية تعبيراً مكثّفاً دون رَقابة ذاتية ليس فقط للواقع ولكن حتى للخَوالج النّفسية والعواطِف، ويُستثمر فيها الصّورة والأشكال الفنية وقد تعتمد بعض المواقع الشّبكية إلى الّلعب بالعَواطف واستثمارها وتسليعها مثل “العَاطِفة الدّينية” التي استغلّتها بعض المواقع المُنتمية إلى الجماعات القتالية في السّنوات السابقة ومازالت، كما أن التركيب الفنّي لإثارة العواطف الدّينية بالآخرة وعذاب القبر يشكّل حالة الاكتئاب والهروب من الواقع أو التطرف، ويعتقد بعضهم أنّه يقوم “بالدعوة الدّينية”، وقد تكون لها تداعيات نفسية واجتماعية، وهنا يكون التمرد على “المشيخة الدّينية التقليدية” التي تمثلها المؤسسات الدينية أو إمام الحيّ وشيخ الشاشة التقليدية.
ظاهرة “تَسليع العَاطِفة” ترتبط اليوم أساساً بجماعات تخترق حياتنا العائلية والحميميّة ويتمّ تحويلها لصالح “هويّات دينية وأيديولوجية” أو “الهُويّات القَاتِلة” ومنها “الكَراهيّة” التي هي “انتقام الأديان” بتعبير جيل كيبل، وبالتالي مُجابهة الكراهيّة والعُنصرية هو تحدِّ أخلاقي وقَيمي أكثر منه قانونيا، فرغم القوانين التي ظَهرت في الغرب منذ السّتينات من القرن الماضي ما زال العالم المتقدّم يعاني من مظاهر كراهية جديدة ومنها “كراهية الأجانب” مع صعود اليمين الجديد في الغرب الأوروبي والأميركي، والأزمات التي تسبّبَ فيها العنف الدّيني، وأيضا يمكن ذكر “الإسلاموفوبيا” التي هي تعبير عن خوف وكراهية وعنصرية، طبعا معالجة التشريع الغربي لهذه القضايا ليس فقط على مستوى قانوني ولكن أيضا بتحقيق العدالة والإنصاف وترسيخ “المواطنة” و”المؤسّسات الدّستورية والقانونية” التي لها استقلاليتها.
خطاب الكراهيّة والعُنصرية ظهر في بلداننا العربية كتعبير سياسي وكل مرحلة أخذت شَكلها، ولا ننسى هنا أنّ ذاكرتنا فيها ألم العنصرية منذ الاستعمار الذي اعتبرنا أهالي ومن الدّرجة الثانية، ونفسية مثل هذه قد تُعالج بطريقة غير سليمة حين تجد نفسها من جديد أمام سُلطة تستمرّ في إذلال المواطن وتقسّم المغَانِم والمناصب على أساس جهوي، وحين احتكرت السّلطة “الشّرعية التّاريخية” كان على المعارضة أن تلجأ إلى شرعيّات تقوم أيضا على الهُويّة الدّينية أو الإثنية ورغم منع بعض الدساتير العربية، مثل دستور الجزائر (1996)، بقيت هذه الثّقافة النَّتِنة تتغذّى منها بعض الأحزاب والجمعيات.
إن “الكَراهيّة” عاطِفة مريضة تشبه “الدَّم المتخثِّر” تكون في حالة كُمون ولكنها تنشط في الأزمات أو في غياب الإنصاف والعدالة أو حين نخفق في الإصلاحات أو تعبث بعواطِفنا جهات تُوجِّه المجتمع نحو العنف واللااستقرار لتتمكَّن عُصبٌ من السُّلطة أو الغنيمة، ويمكن القول إن عاملين أساسيين لعبا دوراً في ظُهور ما هو كامن، التّغييرات السّياسية والاجتماعية بعد ما يسمّى “الرّبيع العربي” وأيضا الانفجار الإلكتروني وسُهولة الولوج إلى العالم الافتراضي.
ويمكن القول إنّ من عَوامل صُعود “الكَراهيّة العِرقية” منها ما يعود إلى مؤسّسات الدّولة وقطاعات خاصّة ارتكبت جُرماً في تشجيع الميل العرقي في التّوظيف والتّرقية، كما حوّلت السّلطة ما هو مشترك من تقاليد اجتماعية في بلدنا إلى تزييفه ونسبته لفئة من المجتمع دون أخرى.
السّلطة أيضا مسؤولة برداءتها السّياسية وغِياب البصيرة والرُّؤيَة الاستراتيجية في انتشار الكراهيّة والعنصرية.
ويمكن هنا أن نستشهد بسارتر الذي يقول “يكرَه النّاس بعضهم حين يريدون أن يكونوا كُتلة لا يمكن اختراقها”، أي حسب بعض المفكرين “الكُره انفعال حَزين، مُقاومة لحزن مُعيّن يُهدّدنا من الدّاخل”، وفي ثقافتنا الدّينية والاجتماعية الموروثة ما يَقهر “الكراهيّة” ويجعلها لحظة عابرة أمام قِيم الكَرم والضِّيافة والصّدق، وقد كتب الإمام الغزالي في “إحيائه” الذي أحرقته السّلطة المرابطية بتحريض من بعض الفقهاء عن “رُبع المُهلكات” التي هي “عَواطف التّدمير” ومنها الكُره والضَّغينة والحَسد وكلّها تشترك في إلحاق “الأذَى بالغير”.. والأذى الأخطر اليوم هو “تمزيق النّسيج الاجتماعي”.
رمزيات “مَشْيَخة” الميديا الجديدة
استبدال “الأخ الأكبر” و”الأبوّة” في الميديا الجديدة صاحبه أيضاً “المشيخة الإلكترونية” كما تحدثنا آنفاً ويمكن هنا الحديث عن التقنيات المستخدمة في هذه المشيخة البديلة.
وبالعودة إلى صُور الحسابات الإلكترونية الخاصة بتجنيد الشباب مثلاً نحو العنف نجدها متميّزة بعنصرين أساسين “التلثّم” لِثام يُغطّي الوجه، و”حَمْل السِّلاح” وتبيّن من الدُّخول إلى حسابات هؤلاء أنّ التّجنيد السّيكولوجي يعتمد كذلك التذكير بآبائهم وأصدقائهم وإخوانهم الذي قضي عليهم الأمن الجزائري كإرهابيين في مرحلة التسعينات من القرن الماضي، وأعطي هنا المثال الجزائري لاطّلاعي على ملفات هؤلاء.
أما عن المستوى التعليمي عند هؤلاء فأحسنهم لم يتجاوز التّعليم الثانوي، وبعضهم كان يتردّد على حلقات صغيرة في صِغره، تعلّم فيها بعض المبادئ البسيطة في الدّين، ويصطاد هؤلاء تلاميذ المدارس والثانويات، ويتمّ ربطهم بمواقع إلكترونية ومدونات لمشايخ افتراضيين يستخدمون أسماء وكُنى مستعارة، ويدبِّجون مواقعهم بأقوال العلماء والفقهاء مبسترة ومنزوعة عن سِياقها العلمي والتاريخي.
وإذا عدنا إلى التحليل السّيميائي للصّورة في الإعلام الجديد فهي تتشكّل من عناصر أساسية تعمل على أسْر المتلقّي وتوجيهه عقلياً ونفسياً وقد تطور هذا التأثير من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد الذي وفّر السّرعة وتشابك اللون والصوت والحركة ودمج المتلقِّي في الرسالة والتفاعل معه ومع مشاركين مجتمعين في “خلايا دردشية”، ومع اعتماد الكم الهائل من صُور ومشاهد وتعليقات وتبادلها، أصبح التأثير أقوى وأنفذ في عملية التجنيد ويمكن تفصيل عناصر استغلال الرّمز الديني والتاريخي والاجتماعي في النقاط التالية:
• استخدام رمزية الأسماء واستثمار كثافة رأسمال المعنى عند المتلقّي: وبالخصوص أسماء الصّحابة – رضوان الله عليهم – والأبطال التاريخيين مثل صلاح الدين الأيوبي وتسمية دول إسلامية تاريخية قامت في المنطقة مثل حَركة المُرابطين التي نشطت في الساحل الأفريقي واستخدمت هذا الاسم استغلالاً له لأنه يحيل على دولة المرابطين المعروفة في المغرب العربي والأندلس في القرن الخامس الهجري.
• عنصر الّلباس: بحيث يَحضر فيه اللّون المختار سواء من النّاحية الفنيّة أو البعد التاريخي “محاولة تقليد الرّسول عليه السلام في طريقة لبس العمامة، وفي فترة تاريخية نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي سيطَر اللباس الأفغاني بحكم تأثر العائدين من أفغانستان بهذا اللباس.
• شَحْن العِبارة بالألفاظ القرآنية الكريمة: للتدليس على المتلقّي أن ذلك من القرآن الكريم، ولكنّه سَجع الكُهّان، وتعمد بعض الجماعات من المتطرفين والإرهابيين إلى استخدام جُمل مُتحايلة في كسب أصوات المنتخبين، مثلاً “صَوتُكم أمَانَةٌ تُسألون عنها يوم القيامة”، فنلاحظ هنا تقليد الجانب المجازي واللغوي في محاولة أن يكون مشابهاً لكلام الله عز وجلّ المتعال قال تعالي: “وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ” (البقرة: 23 / 24).
• انتقال ذاكرة “التّضحية الدّموية”: من فضاء ثقافي له خصوصيته المذهبية والتّاريخية إلى فضاء آخر مختلف، ونقصد بالتضحية الدموية، المذهبية التي تغترف من رواية لحظة استشهاد وإعدام لشخصيات أصبغت حولها هالات أسطورية ومازالت لحظة الإعدام أو القتل تشحن النفوس، فالحركات الإسماعيلية الحشاشية الشيعية كتبها ومنشوراتها قامت على رواية هذه الأحداث والبابية البهائية نفس الشيء، بل المذهب الشيعي يتقوّى إعلامياً اليوم من خلال “سيرة مقتل أئمتهم”، ورغم الخصوصية السنية لبعض المجتمعات الإسلامية إلا أن “البكائية الشيعية” تسربت إليهم مثل المجتمع المصري الذي سيُصبح فيه سجن سيد قطب ولحظة إعدامه إلهاماً وتغذية نفسية لجماعات الهجرة والتكفير، وينال تفسير “في ظلال القرآن الكريم” قداسة عند هؤلاء لأنه كتب في السّجن، ويتحول كتاب “معالم في الطريق” إلى خطّة طريق لتكفير الخصوم والقتل، وتأوّل سورة الفاتحة تأويلاً يحضر فيه مفهومي البراء والولاء بالمعاني الخارجية، وداعش اليوم تعيد تنشيط هذه المخيّلة عبر صور مقتل أفرادها مع التركيز على ترويج الصّور التي تُظهرهم أقوياء في تنفيذ الأحكام والتنكيل بضحاياهم، وهي لحظة مزدوجة للشهادة التي يعتقدونها من جهة وللانتصار على غيرهم.
• التصوير الدّرامي المُؤثّر للقتل أو الأسْر من طرف الجماعات القتالية: وأبرز صُورة هي ما قامت به داعش في ليبيا من لحظة تصوير قبل الإعدام لعمال مسيحيين مصريين، هذا التصوير الدّرامي السينمائي يعتمد طبعا اللون والحركة والمكان مع إضافة صورة البحر كبديل عن صورة الجبل النمطية التي سادت في الصور السابقة المرسَلة، والبحر هنا سواحل للنزهة ورمز للسفر والانتقال لأوروبا، وهي تبعث بالتهديد للغرب المسيحي، وتم تداول هذه الصورة في كلّ المواقع وكان عدد زوار المشهد بالملايين.
من مثل هذه الصُّور المنتشرة في الوسائط الجديدة نلحظ عملية التجنيد المفسبكة بما يصاحب ذلك من إخراج فنّي متميز وما يصاحبه من قراءة القرآن الكريم والترغيب في الجنة والحور العين، وهنا نسجل مرحلة جديدة في الاستخدام الإعلامي الجديد للخطاب الديني المتطرف الذي كان منذ أكثر من ثلاثين سنة يلجأ إلى الترغيب والتخويف والحديث عن النار وعذاب الآخرة في التأثير واستقدام أعضاء جدد إلى المزواجة بين الترغيب والترهيب من خلال صُورة مُرعبة تمثل الانتصار عند هؤلاء وهي موجهة أساساً للأعداء – حسب تعبيرهم -، ومُفرحة لمناصريهم وأتباعهم والترغيب في الجنة بأداء نفس السلوك.
ما يجمع تلك العناصر المُتحدّث عنها هو توفير “المتعة” متعة المَشهد الفنّي والسينمائي والوعد بالجنة والحور العين، هذا طبعاً فضلاً عن الإغراءات المادية، فالإعلام الجديد هو عالم مُتعة وهمية وخيال وهمي بتحقيق “الدولة الإسلامية” كما تُصوّرها الجماعات القتالية لشباب في بعض البلدان العربية يَعيش الإخفاق المدرسي والاجتماعي والانسحاب من الحياة، ومن هنا لزم على المُؤسّسات الدينية والتربوية والعلمية والأسرية كشْف وهم هذه “المتعة الوهمية” وتحرير الشباب من ثقافة “الانسحاب من الحياة”، والعمل على تطوير الإعلام الأمني بمفهومه الشامل، وتقديم خطاب ديني يراعي هذا التطور الحاصل في المجال الرقمي والتقني، ويستثمره هو كذلك لتحرير الشباب من “فَساد رقمي” يحدق بحياته ومجتمعه، ومن “أيديولوجية الموت” وتقديسها من أجل أوهام تنشرها ثقافة التكفير والكراهية.