غرفة فيرجينيا وبرقع سلمى
يكون من المربك أحيانا البدء بالحديث عن نتاج المرأة المبدعة أيا كان ما تنتهجه إبداعيا بين الآداب والفنون وغيرها، ففي البداية قد تواجهك ربكة الفكرة الإنسانية للإبداع التي لا يجب أن تخصص وتفرض الحواجز بين أشكال النتاج الإبداعي بناءً على الجندر، ثم تأتيك الربكة التالية التي ستحيلك إلى ما عانته جميع المبدعات في العالم للوصول إلى حقهن الإنساني الطبيعي الذي تقره شمولية الإبداع المفترضة تلك ، لنجدها تبهت شيئا فشيئا أمام المكابدات التي بذلتها نماذج رائدة لتشق طريقها إبداعيا بدءا من التنكر بأسماء ذكورية مرورا إلى الصراعات التي كلفت عددا منهن حيواتهن أو ساقتهن إلى الانتحار.
كتبت فيرجينا وولف في العام 1929 كتابها الشهير “غرفة تخص المرء وحده” وهي تضع ما يشبه اللبنة الأولى للنساء المبدعات.. الغرفة التي تقود إلى عنصر الاستقلالية.. الاستقلالية الفعلية والمعنوية التي ستمكّنها من تحديد ما تريده من الحياة إبداعيا، الفكرة التي على بساطتها الظاهرية خاضعة للكثير من التعقيدات منذ أن بدأت كثير من الناشطات العاملات في المجال الحقوقي والإبداعي المطالبة بها علانية، تلك التعقيدات التي لا زلت في بعض مواضع من العالم محل جدل كبير.
لم تنفصل المرأة في المنطقة العربية والخليج بشكل خاص عن تلك الصراعات مع تفاوت المراحل الزمنية، لكن مع الأخذ بالاعتبار تغير الفكر لدى الجهات المختصة باتخاذ القرار التي منهجت مبدئيا شكلا أوليا لاستقلالية المرأة عموما.. المرأة الدارسة والعاملة ولاحقا المبدعة بطبيعة الحال.. لكن طبيعة الصراعات المجتمعية بقيت قائمة بين رفض حاسم أو تقبل على مضض دون وجود وعي حقيقي بضرورة وجود المرأة المبدعة كالرجل المبدع لحفظ عملية الاستمرارية الحضارية للمنتج الإبداعي الشمولي، ممّا يبقي السؤال قائما حول إبداع المرأة الخليجية.. ولعلي هنا قد أتجه للتخصيص أكثر في معرض حديثي نحو المرأة الإماراتية، في رغبة ذاتية للفهم أولا عن طريق تشريح العالم المحيط بي، العالم اليومي، المتكرر.
سلمى ترتدي برقعها
في العام 1985 وبعد مرور 14 عاما على تأسيس دولة الإمارات وفي زمن فورة الشعارات المحلية الداعية إلى تمكين المرأة مجتمعياً بتحفيز من السلطة العليا ومحاولة تفكيك التوجس المجتمعي تجاه الكائن المقابل – الأنثى-، نشرت سلمى مطر سيف مجموعتها القصصية الأولى “عشبة” ، و”عشبة” التي تتصدر عنوان المجموعة وهواجس “سلمى” الساردة هي فتاة الهامش، المغيبة والمغلوبة على أمرها والتي يتم تحريكها دائما ككومبارس في مشهد الحكاية الكبرى، إلى أن يتم الانتباه لها فجأة عندما يتم اختيارها لتكون بمثابة آلة تفريخ لـ”مصبح” النافذ في المكان بعد فشل زوجته الأولى في الإنجاب “ليلة الزواج رأى مصبح عشبة لأول مرة، كانت تبلغ ثلث قامته الطويلة، عيناها أشبه بعيني ضفدع، لحظ مصبح أن شفتي عشبة لا تنطبقان على بعضهما وكانت ‘تريّل’ على فستانها الأبيض المنتشرة عليه بقع حمراء وخضراء وصفراء وزرقاء.. أخذها مصبح إلى جانبه فخرجت من عشبه رائحة عنزة صغيرة.. وفي الصباح قامت زوجته لتأخذ عشبة، لتغسل ملابسها ودعكت جسدها بالعطورات اللزجة ومشطت شعرها الأجعد المخضب بالزيت والعرق من أثر ليلة العرس. باغتت شيخة قملة سوداء عبر مسافة رقبة عشبة فأمسكتها وقصعتها”.
“عشبة” الآن يتم دفعها إلى مقدمة المسرح عنوة، لم تعد الهامش أو الظل، هي البطلة لكنها لا تشعر بذلك، كما أنها لا تمنحنا كمتلقين أي إشارة لفهم حقيقة ما تشعر به، فهي لا تزال في حالة استسلامها الأولى، الأقرب للذهان أو البلادة الشاردة، وهي إذ يتمحور العالم حولها فجأة، لا يعنيها ذلك، بقدر ما يعنيها أن تعود إلى الفضاء الحر خارج أسوار منزل الزوجية حيث كانت مهملة تعيش مع الأغنام.. تنتهي الحكاية بموت “عشبة” وتعود “سلمى” لتطفو إلى السطح ، بما قدمته من إشارات ضمنية لحقيقة أن الهاجس المجتمعي للمرأة لا زال على حاله، فهي العنصر خارج مساحة الإرادة في اللعبة الحضارية الناشئة بحسب وجهة نظرها ربما، تنتقل من دور إلى آخر دون أن تعي ضمنيةً أهمية الدور الذي تلعبه، وبالتالي دون أن يعي المجتمع ماهية وجودها، الذي لا زال يتقبّله تحت تأثير السلطة العليا على مضض الممتثل للأوامر التي شكلها القانون الناشئ بدوره في منطقتها الجغرافية المحدودة، ولعل هذه المفارقة تحديداً هي التي حدت بسلمى مطر سيف ابنة ذلك المجتمع ، لأن ترتدي برقع الاسم المستعار والوجه الخفي، فلا مساحة للحوار معها إلا من خلال السرد، عن طريق إبداعها الذي وجد مساحته دون أن تجد هي لنفسها موضعها على الأرض، موضعاً مجتمعيا حراً يسمح لها لأن تكون ذاتها القوية. الأمر الذي لم يستمر طويلا بين سلمى مطر سيف المبدعة المتحررة بهواجسها وبين “مريم أبو شهاب” وهو اسم سلمى مطر الحقيقي، السيدة الإماراتية التي توارت بعد مجموعتها الثانية “هاجر” العائدة للعام 1991، تاركةً سؤال المرأة الإماراتية الإبداعي معلقاً، سؤال نود لو يسعفنا الوقت نحن ساردات الجيل الجديد لتفكيكه في حالة حوار حيوي مع “سلمى” ومن يتشابهن معها في الحالة العامة، لكن أين هن؟
طرقت “سلمى” على لسان شخصية من شخصيات مجموعتها الثانية “هاجر” سؤال الوجود، ماهية الحياة والموت والتكرار القائم بينهما، حيث الشخصية المرتاعة المرتبكة تتأمل والراوي العليم يخاطبها قائلا “عندما كنت صغيرا، كان الموت يخطر لك مثل حلم غامض مشوش عصي على فهمك، كنت تهابه في الليل، وفي النهار تصحو على النغم الباهر للصوت المتحشرج في قيامة أمك وإعلانها المسرحية اليومية.. أثناء الليل فكرت في الموت، لماذا يموت الناس ويأكلهم التراب؟ بحثت عن أبيك عند أمك وكان الفراش خاليا منه، أجابت ببكاء ممتد الوتيرة، ربطت الموت بالبكاء، لكن لماذا البكاء وليس الضحك؟ وعندما غرق رفيقك في البحر وكنتما معا على ظهره، ربطت الموت بالسمك الذي قضم قلب صديقك، وعندما ماتت بقرتكم وكانت ترفس صائحة متشنجة من زائر الموت، ربطت الموت بالبقر إذا بكى أحدهم”.
يتضاعف هذا الطرق الوجودي كلما تخيلتني أواجه سلمى اليوم، في هذه اللحظة الحارة، الآن .. من إماراتية لإماراتية، لأطرح عليها سؤال الوجود بشكل أكثر خصوصية، وجودها المخدوش، المتلاشي ومرتاعة من المصير ذاته، أن أتآكل، بين ضفتين، وأنا أغرق حتى يقضم السمك قلبي أخيرا، قلب قدرتي على فهم ذاتي الإبداعية المتذبذبة بين تمكين يشرعه القانون، ويسدد له المجتمع اليومي اللكمات المبطنة.
هل تكفي “غرفة فيرجينيا”؟
أعود لغرفة فيرجينيا وأنا أتأمل الإماراتية التي يتساوى أجرها بأجر الرجل والتي يكفل لها قانونها حق العمل والتعليم والاستطباب والسفر، والتي تدفع الآلة السياسية وأدواتها الإعلامية في بلادها بصورة المرأة إلى المقدمة وزيرة وسفيرة ومسؤولة، كمحصلة طبيعية لضرورة تفعيل كافة الموارد البشرية الممكنة لأفراد تعداد سكاني من المواطنين لم يتجاوز المليون نسمة، إذ تشير آخر إحصائية رسمية تعود للعام 2017 إلى إجمالي 947997 فردا منهم 468888 من الإناث مقابل 479109 من الذكور، الأمر الذي أفرز جيلا لا يستنكر المرأة المستقلة في الحيز المرسوم لها بدقة، لكنه في الوقت ذاته يتصادم مع فكرة توسيع تلك الغرفة المستقلة التي رسمت فيرجينيا بعضا منها في حال حاولت المرأة هنا أن تخرج عن النمط، صدامات تشعرك بأنك عدت في مجال حق المرأة العام إلى القرن التاسع عشر الميلادي، مما خلق مع الوقت وبالتوازي جيلا إبداعيا حذراً إن جازت لي تسميته تتفوق فيه المرأة على الرجل من حيث العدد حتى على المستوى الإبداعي العام، لكنها في مجال الفكرة وهي تواجه العالم باسمها ووجهها الصريح على خلاف سلمى مطر تختار أن تتوارى خلف التعبير المداهن نوعاً ما.
مما يؤكد ضرورة أن يكون الوعي – أي وعي بالمجمل – هو نتاج حراك على الأرض اليومية، بين فرد وآخر يدفع به إلى الأعلى ليحدث التغيير على المستوى الأكبر، فكرة أستشهد من خلالها هنا بميشيل فوكو وهو يشرح علاقة المثقف بالتغيير والوعي وإذ نتحدث هنا عن الثقافة باعتبارها الحاوية الكبرى للإبداع، فإن فوكو يعرض فكرةً معناها أن التغيير الحقيقي للمثقف يبدأ منه أولا وهو يتفاعل في اللحظة اليومية الحارة مع نسيجه المحيط فيفكك بعدسته المكبرة ما يعتمل بذاته من تحولات، ليمتد ذلك التغيير كأحجار دومينو تسقط واحدةً تلك الآخر مبتدعاً نمطاً جديدا، وهو الأمر الذي يبرر ضرورة ألا يحاول المثقف أن يبني حواره مع الآخر من خلال المنصات العلوية، أمرٌ يتشابه مع فكرة منصة صاحب القرار العلوية ، التي تحاول أن تفرض وعياً أحادياً لا يرافقه جدل صحي يسبق تقبل الدور الحيوي للمرأة الإنسانة قبل المرأة المبدعة، والذي بعد مدى من التغييرات الصحية ظاهرياً يعيدنا للمربع صفر من الوعي تعود فيه المرأة لتكون “عشبة” سلمى مطر التي تتحرك من المؤخرة إلى المقدمة دون أن تشعر بحرارة التحول ودون أن تنتقل هذه الحرارة لمن حولها في إذابة خالصة للنسيج الإنساني من رجلٌ وامرأة إلى فرد في المجتمع فرد يريد أن يكون له صوته الإبداعي الفريد.
عدسة أخيرة
أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي تأسس في العام 1984 ثلاثة مجاميع سردية مشتركة لكتاب وكاتبات من الإمارات وهي على التوالي “كلنا.. كلنا.. كلنا نحب البحر” 1986 بلغت فيها نسبة الكاتبات مقارنة بالكتاب 35 في المئة نسبة ارتفعت في المجموعة المشتركة التي تليها والتي حملت عنوان “نشيد الساحل صفير البر” 2001 والتي بلغت فيها نسبة الكاتبات حوالي 47 في المئة لتأتي المجموعة المشتركة الأخيرة ” كلنا السدرة كلنا نشيد الموجة” العائدة للعام 2018 في إصدار مشترك مع دار العنوان الإماراتية لتكشف عن صعود هائل للكاتبة الأنثى بنسبة 84 في المئة من مجمل المجموعة السردية، أتناول هذه المجاميع ونسبها كدلالة واضحة على فكرة التنامي العددي في الأصوات الكتابية الأنثوية التي تتنوع أفكارها وتنفتح على العالم في ظل القفزات التي شهدها المجتمع الإماراتي على المستوى الاقتصادي والتي احتلت محاولة تفكيكها بين التقبل الخافت والرفض المبطن نسبة كبيرة من هواجس الكتاب الذكور فيها، فيما كانت هواجس كاتبات مضمنات فيها في الثمانينات وبداية الألفية كمريم جمعة فرج وشيخة الناخي وظبية خميس تناقش أفكار أدوار الهامش والإقصاء وغيرها من الهواجس النسوية وإن كان في شخوص غير نسوية بشكل مباشر كفيروز مريم جمعة الذي عنونت به قصتها في “نشيد الساحل، صفير البر” لتتحدث عن نقمة العبد الهامشي الأسود الذي أحب السيدة البيضاء “ياسمينة”، تلك التي أحبته بدورها لكنها في مجتمع تكون السيدة فيه بطلةً للهامش آثرت الاستلام لرأي الجمع ببيعه عقابا على تمرده، الذي اعتبر نوعا من الجنون، فكرة تبدو خارج سياقها الزمني في مجتمع فرض عليه الانتداب البريطاني إعتاق رقيقه منذ عشرينات القرن الماضي، لكنها كانت تتسق في عمقها البعيد مع فكرة الفجوة بين المكون الحضاري وتحركه السريع على المستوى الاقتصادي والسياسي في حين يكاد يراوح النسيج الاجتماعي في ذات منطقته المغلقة على صعيد الوعي بأدوار أفراده وأهميتهم الإنسانية.
في خاتمة “فيروز” تنهمر مريم جمعة فرج سرديا بالآتي:
” من أين؟ من أين؟
كنت تركض ! كنت توقف المارة وتتكلم عن تربتك.
يسألونك فاغري الأفواه تجاه معجزة الخروج من الجنون:
إذا خرجت من الماء، قلت لكم، قلت. وكلما توغلت في الوجوه، كلما أيقنت أنها رغم تغير الماء وتلاحق أزمنتها عبر فترات متباعدة، فإنها لم تتغير كليا، هي ذات الوجوه وهذا هو رئيسك يترك السيارة الناصعة البياض كقطعة ثلجية أخرى، مختالا يهبط ثم يتجه بوجهه ناحية المارة وعمال التنظيف، عندها ترتج فرائصكم ويرتفع عبر السلم الكهربائي البارد، ثم لا صوت يتبعه وهو يتجه ناحية البوابة الكبيرة، يدخلها كالزمن الكبير، ثم يتثلج متجهما. يقف طابور أمامك متساويا، مترصدا سقوط الثلج من يدك، عجوزٌ وحدها تخرج عرجاء ملتوية في عباءة عتيقة ذات رائحة وتشتمك
إيه “خبل”
فتصرخ: أسكتوا هذه المجنونة!”.
إن المتأمل لفيروز العبد في خاتمة العمل يدرك أن مفارقة مريم جمعة هنا هي كون فيروز الذي بيع قبل العشرينات هو ذاته فيروز الذي يقبع في أسفل السلم الاجتماعي في مجتمع الحضارة الألفية اليوم و أن ياسمينة المحبوبة المغلوب على أمرها هي ثيمةٌ لا تزال تتكرر في المجتمع القافز حضاريا ذاته.
أفكار كالتي ناقشتها سيدات المجموعة الأولى والثانية تراجعت في “كلنا السدرة كلنا نشيد الموجة” لتصبح منفتحة أكثر على الهم الإنساني العام في هذا العالم المعولم ومتجنبةً في الوقت ذاته الاقتراب من المنطقة الجندرية الملغومة مع ممارستها لدور اجتماعي وعام مهادن وغير كاشف عن آراء صادمة وصريحة تهدف لخلخلة البنية الفكرية للمجتمع، الخلخلة التي تبحث في المعنى وتعيد خلقه الذي أحب أن أراه هنا وفقاً لتفسير برنارد نويل باعتباره الذي لا يطارد الحقيقة والنهاية بقدر ما هو معنيٌ بالدوران الدائم حول الشك، وهي هنا بعيدا عن تقييمها من ناحية الجودة، تتسق هنا مع الفجوة بين التغيير على الصعيد الثقافي والسياسي وبين الآخر المجتمعي اليومي لكأن أفرادهما يتحركون في جزر تكاد تكون معزولة كلياً، مما يؤكد السؤال الذي يطرح باستمرار حول مدى جدية الكثافة العددية من الكاتبات في خلق التغيير المجتمعي المطلوب الذي سيكرس صوت المرأة المبدعة كحق طبيعي أكثر من كونه منحة آتية من قرار علوي ..
والتغيير الذي تسأل فيها الكاتبة نفسها إلى جانب الفرد الإماراتي اليومي عن موضعهما في هذا الفضاء العام وعن صوتهما فيه وعن إدراكهما لتحولاته الكبرى والصراعات القائمة على المستويات المعنوية والجسدية في ظل ارتباكات الشرق الأوسط وما حوله؟ وهو هنا سؤال يطرح دون الانتقاص من جدية الهوية الإبداعية لكل كاتبة منهن على حدة وصراعها اليومي الخاص والإنساني غير القابل للتصنيف.
مراجع :
– عشبة – سلمى مطر سيف – مجموعة قصصية – دار الكلمة في بيروت 1983.
– هاجر- سلمى مطر سيف – مجموعة قصصية – إصدار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 1991.
– كلنا.. كلنا.. كلنا نحب البحر – مختارات قصصية من الإمارات العربية المتحدة – إصدار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 1986.
– نشيد البر صفير الساحل – مختارات قصصية من الإمارات العربية المتحدة – إصدار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 2001.
– كلنا السدرة كلنا نشيد الموجة – مختارات قصصية من الإمارات العربية المتحدة – إصدار دار العنوان بالشراكة مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 2018.
فيروز – مريم جمعة فرج – نشيد الساحل صفير البر- 2001
البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. (www.government.ae)