القصة النسوية في الأردن وفلسطين
تمثل الشخصية أحد الركائز الأساسيّة في بنية الرواية، فهي مفتاح العمل الروائي، ومحوره، فلا حبكة إلا في وجود شخصية، وبالمثل لا مكان إلا بوجود شخصيات تملؤه أو تعبره أو تهجره ثمّ تحن إليه بالذكرى.
ويأتي هذا التعويل عى الشخصيات لما لها من أهمية قصوى في حمل أفكار الكاتب التي يريد أنْ يمرّرها في نصّه، وفي قدرتها عى تقمّص الأدوار المختلفة التي يحملها إيّاها الروائيات والروائيون ما يجعلها في وضع ممتاز حقا، لما يمكن أن تكشفه هذه لشخصيات من ميزات وعيوب في التكوين النفسي والاجتماعي والأخلاقي للأ فراد في المجتمعات، إضافة إلى كونها ال نواة المركزية التي تتجمع حولها مختلف عناصر العمل الروائي، فهي معنية في الم قام الأول بصناعة الأحداث، وتنظيم سر الأفعال، وإعطاء القصة بُعدها الحكائي، بل هي المسؤولة عن نمو الخطاب داخل الراوية باختزاناته وتقاطعاته الزمانية والمكانية.
يتعدّد حضور الشخصيات داخل الرواية ما بن شخصيات حقيقية وتاريخية وخيالية وشخصيات تعود عى ذات الكاتب وتتباين آراء الكاتبات والكُتّاب حول شخصياتهم الروائية؟ مصادرها وطرق كتابتها؟ ومعاناتهم في خلقها؟ وكيف حاصرتهم الشخصيات انتهاءً بصورتها التي خرجت بها في النص الروائي؟ وطبيعة ارتباط الكُتّاب بشخصياتهم؟
مجلة "الجديد" تضع الشخصية الروائية في هذا الملف في دائرة القراءة، بغية البحث عن أسئلة جوهرية، من أبرزها ال سؤال عما إذا كان للت حولات في بنية المجتمع العربي تأثر واضح وجيّ في خلق شخصيات روائية جديدة – عى غر ما قدمت المدونة الروائية العربية – تعكس أثر هذه التحولات عى الرواية؟ أم أن مثل هذا الأثر غر ملموسٍ؟
لتحقيق هذا الغرض توجهت "الجديد" بعدد من الأسئلة حاولت الإحاطة بموضوع الملف. أما النصوص المنشورة هنا فهي تشكل الدفعة الأولى من الاستجابات التي وصلت إلى “الجديد”، وسيبقى الملف مفتوحا للإحاطة بأكبر عدد من الإجابات الصادرة عن روائيات وروائيين ينتمون إلى جغرافيات الثقافة العربية في المهاجر والمنافي والأوطان، بما يتيح معرفة غر مسبوقة بالرواية العربية لغة وتكويناً.
قلم التحرير
شارك في إعداد الملف:
يسرى الجنابي ويسرى اركيلة