الفلاسفة وإشكالية التلقيح
عند استشراء الجائحة، وجد الإنسان نفسه أمام ثلاثة حلول: الحصانة الجماعية أو العلاج أو التلقيح. فأمّا الحصانة الجماعية، فقد خاب من جرّبها، وأمّا العلاج فلم يظهر حتى الآن أيّ دواء ناجع، ولم يبق سوى اللقاح، الذي بدا للعارفين أنه الوسيلة الوحيدة لمقاومة كوفيد. ولكن تلقيح الناس ليس بالسهولة التي نتصوّر، فقد عارضته فئات كثيرة، فيما دعا بعضهم إلى التريث قبل الإقدام على خطوة لا يعلمون عواقبها. فهل من حق الفرد رفض اللقاح باسم حرية الاختيار، أم أن رفضه ذاك سوف يشكل خطرا على المجموعة، ما قد يرغم السلطات المعنية على جعل التلقيح إجباريّا؟ فما رأي الفلاسفة في هذه الإشكالية؟
التردد الذي يسود شرائح مجتمعية كثيرة، بين راض بالتلقيح ورافض إيّاه، يحيل إلى تعارض فلسفي قديم، بين من يعتقد أن الطبيعية الإنسانية ثابتة، تمثل معطى وجبرية، ولا يمكن المساس بها، وبين من يؤكد أن ثمة ليونة في الذاتية البيولوجية ينبغي تطوير إمكاناتها. فهل هذا هو سبب انقسام الناس بين مؤيد للقاح ومناهض له، أم أن ثمّة أسبابا أخرى، كنظرية المؤامرة التي ساهمت الإنترنت في توسيع دائرتها عالميا، حتى وجدنا من يعتبر أن الفايروس صنع مخبريا لغايات تجارية؟ الفلاسفة المحدثون، الذين يواجهون كبقية خلق الله هذه الأزمة الصحية، هم أيضا بشر يواجهون ما نواجه، وردود أفعالهم لا تختلف عن ردة فعل الإنسان العادي أمام اللقاح، فإما القبول بلا نقاش لغياب البديل، وإما التريث حتى تزداد الأمور وضوحا، وإما الرفض التامّ.
لا شيء يسمح بالقول إن اللقاح ضد فايروس كورونا قد يكون خطيرا، حسب الفيلسوف الألماني ماركوس غابريال، والذين يؤمنون بذلك، ويرفضون التلقيح هم إمّا غير مطلعين كما ينبغي، أو سيّئي النيّة. هؤلاء ليسوا أحرارا في قرارهم، لأن سلوكهم هذا سوف يعطل نجاعة حملات التلقيح، ويمنع بلوغ عتبة الحصانة الجماعية. ومن ثَمّ لا سبيل إلا بجعل التلقيح إجباريا. وفي رأيه أننا قد نتفهم احتراس من لا يحيط علما باللقاح ويرفض عن جهل أكثر مما يرفض عن خوف، ولكن من يرفض برغم حسن اطّلاعه، فموقفه مدان أخلاقيا، لأن الحصانة الجماعية أهم من هوس كل فرد بالسيطرة على جسده، وحصر حق تقرير المصير في إبرة أمر تافه قياسا بالآثار المدمرة التي قد يسببها فشل حملة التلقيح.
يؤيده الفيلسوف المغربي علي بنمخلوف، فهو يرى أن مسألة الاختيار ترتكز على مبدأ الرضا: بمَ أرضى، وكيف أرضى. وهو مبدأ أدرج في القانون الفرنسي عام 2002 لوضع حدّ للأبوية الطبية التي تعتقد أن الطبيب يعرف ما يصلح بمرضاه خيرا منهم. فالرضا يشترط صرامة إيثيقية أساسية، ما دام المرء يمارس استقلاليته، ولكن ينبغي أن ينجم عن حرية ودراية، فلا استقلالية من دونهما. ومن ثَمّ فإننا نختار بناء على كذا.. حتى القرارات الفردية تُتّخذ بحسب العوامل الاجتماعية، وغالبا ما يكون أولئك الذين يطالبون بالاختيار بمفردهم أكثر الناس قابلية للتأثر بآراء الآخرين في الواقع.
ولذلك يلح المفكر العربي على توعية الناس وتربيتهم على حسن استعمال الاستقلالية حتى يميّزوا المعلومة الصائبة ممّا ليست كذلك. ومن ثَمّ فهو يحذر من الخلط بين أنواع الشك. فلئن كان الشك العلمي محمودا، فإن الريبة والتحدي والظنون تسيء أكثر مما تنفع، مثلما يحذر من استعمال الاستقلالية في إلحاق الضرر بالآخرين، وخاصة في هذه الأزمة الصحية، وفي مجال الصحة العامة، سيكون نجاح اللقاح مرهونا بالطريقة التي سوف يلقاه بها المجتمع، كرهان للعدالة الاجتماعية.
أما الفيلسوف الفرنسي فرنسيس وولف، فلم يخف خجله من بلده الذي يفاخر بأنه أنتج الأنوار ضدّ الخرافة والشعوذة والتطير، وأنجب باستور الذي ابتكر التلقيح، وأقام نظاما صحيّا متطورًا، ولكنه اليوم أكثر البلدان احتراسا من التلقيح. وفي رأيه أن طب التلقيح أفضل ما أبدعه الإنسان، فهو ناجع وغير مكلّف وماكر بالمعنى الفلسفي للكلمة، لكونه يستعمل أسلحة الطبيعة ضدّ نفسها، فيقي الشرّ بالشرّ بعد أن يحوّله إلى خير، وهذا يذكّر بالـ”ميتيس” لدى الإغريق القدامى، بمعنى الذكاء الماكر.
كما أعرب وولف عن غضبه ضدّ التيار المعادي للقاح الذي لا يقتصر على القائلين بنظرية المؤامرة وحدهم بل يتعداه إلى دعاة اللاعقلانية والمناهضين للأنسنة، وذكّر بأن العلاقة التي ربطها الحداثيون بالطبيعة تقوم على تصورين متناقضين، أولهما ظهر في القرن الثامن عشر ويتمثل في إنسانية منتصرة قادرة على قهر الطبيعة بفضل الذكاء البرومثيوسي، وهو تصور بسيط نوعا ما، رغم أنه جاءنا بالأسبرين والبنسيلين والمضادات الحيوية والعلاج الكيمياوي وزرع الأعضاء والتخدير والتصوير بالأشعة واللقاحات، أي كل ما سمح بإطالة العمر والعيش في مَنَعة من الأدواء الذي فتكت بالبشرية طوال قرون، ولكن هذا التصور فقد معناه بعد الوعي الإيكولوجي الحديث.
وثانيهما، وهو لا يقل تبسيطا عن الأول، أن الإنسان برغبته اللامتناهية في القوة والعظمة هو السبب الرئيسي للكوارث، ومنها هذه الجائحة لأننا تخيلنا أننا صرنا محميين من المخاطر الطبيعية، ولم نعد نتصور أن الطبيعة خطيرة. واليوم إذ نقف ضدّ اللقاح، فلأننا نخاف من الإنسان أكثر مما نخاف من الطبيعة، وكأن الخوف من المرض أقلّ من الخوف من العلاج، وننسى أن اللقاح قضى على أغلب الأمراض الخطيرة من الحصبة الألمانية إلى الجدري مرورا بالكُزار والسّعال الديكيّ والحصبة وشلل الأطفال.
كذلك الفرنسية كاترين مالابو، المتخصصة في علم ما فوق الجينات (Epigenetics أو علم التَّخَلُّق المتعاقب وعلم جديد يُعنى بدراسة التغيرات التي تحدث لنمط ظاهري وراثي لأسباب لا تتعلق بتغير تسلسل الـ”دنا”) فهي لا تفهم مقاومة كثير من البشر لحملات التلقيح. صحيح أن مثل هذه اللقاحات تستخدم لأول مرة في التاريخ، فاللقاح في العادة مصل يحتوي على فايروس عاطل أو ميّت، ولكن المخاوف التي تحوم حول إمكانية تأثير هذا اللقاح الجديد على الجينوم، أي على الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) ليس لها ما يبررها، لأن الـ”رنا” لا يحوّر الـ”دنا” بل يعمل على سطحه (والسابقة الإغريقية epi تعني فوق، خارج، حول) ولا يدخله، وتشبه مالابو العملية بترقيم موسيقي يعزفه من يشاء كما يشاء دون أن يحوّر الأصل.
وهي إذ تؤكد أن اللقاحات ليست علاجا جينيا، فإنها تعتقد أن الخوف قد يكتسي شرعيته إذا ثبت أن تلك التحولات الجينية السطحية قابلة للانتقال إلى الخلفة، وهو ما ذهب إليه الفرنسي جان باتيست لامارك (1744 – 1829) الذي بيّن أن ثمة تنويعات تمسّ بعض الأفراد يمكن أن تنتقل إلى الأجيال اللاحقة، دون أن تسيء إلى النوع، على هامش التطور كما عرّفه داروين.
وتعترف مالابو بوجود مشكلين في هذه الحالة: الأول، احتمال التأثير على النسل إذا لم نحكم التصرف في هذا النوع من اللقاح، والثاني أن الـ”رنا” هشّ وغير ثابت، ما يحتّم حفظه في درجة حرارة منخفضة جدّا، وهذا أمر ستنتج عنه بالضرورة صعوبات. تقول مالابو إننا نشهد إرهاصات ثورة جديدة بيوتكنولوجية سوف تسمح بإمكانات طبية واسعة، ولا بدّ أن يكون العلماء أكثر حضورا كي يشرحوا للناس طبيعة اللقاح الجديد ويطمئنوهم.
غير أن فيليب هونمان، المتخصص في فلسفة العلوم، يتساءل ما إذا كان اللقاح ضدّ فايروس كورونا يمنع تطور المرض فقط أم يقي أيضا عدواه، فالمخابر التي أنتجت اللقاحات المتوافرة اليوم (مودرنا، بفايزر، أوكسفورد، سبوتنيك) لم تنشر مجمل معطياتها، ولا تزال ظلال كثيرة قائمة. ويركز على ثلاث نقاط:
أولا، إذا كان اللقاح يمنع تطور المرض فقط، ولا يمنع انتشاره، فإن رهان الغيرية يسقط، لأن اختيار عدم التلقيح يصبح أمرا شخصيا وليد قرار يخص الفرد، ولا يشكل خطرا على غيره. أما إذا كان اللقاح يمنع الداء والعدوى في الوقت نفسه، فالأمر يختلف، لأن المسألة لا تخصّ الفرد وحده عندئذ بل تخص كافة أفراد المجتمع، لأنهم سينتفعون بأثر حماية اللقاح لكل فرد. وهنا، يقول هونمان، نجد أنفسنا أمام مفارقة: إن تمّ تلقيح جميع الناس مع آثار جانبية نادرة، فمن مصلحتي ألا أخضع للتلقيح، بل أغتنم تلقيح الآخرين، ولكن إذا فكّر كل فرد بهذه الطريقة، فلن يخضع للتلقيح أحد، وبذلك تتواصل الجائحة، ولا مجال لصدّ تبعات هذه المفارقة سوى بالدعوة إلى تحمل المسؤولية أخلاقيا.
ثانيا، توجد تقنيتا تلقيح في الوقت الراهن، واحدة كلاسيكية تقوم على حقن بروتينات منقّاة من انعكاس الفايروس في الجسد، شأن اللقاحات المعروفة، والثانية حديثة وتتمثل في حقن شيفرة من الحمض النووي الريبوزي (RNA) في الجسد لكي يُولّد داخل الخلايا عنصرا خارجيا قادرا على تنشيط جهاز المناعة، حتى يمكن إقحام إجابة لقاحية واقية. وهنا، يقول هونمان، نكون أمام التعارض المعهود في الفلسفة أو الاقتصاد بين المخاطر والارتياب. بخصوص اللقاح الكلاسيكي، تمّ احتساب احتمال المخاطر والآثار الجانبية حسب معطيات إحصائية معلومة. أمّا فيما يتعلق باللقاح الجديد من نوع “رنا”، قد تكون النتائج مذهلة ولكننا ندخل في الشكّ لأننا لا نملك أي معطى عن تطبيق مثل هذه التقنيات على الإنسان.
ثالثا، لا أحد يعرف كم وقتا سوف تحمينا تلك اللقاحات من كوفيد. هنا أيضا احتمالان، إما أن نكون أمام سيناريو شبيه بالحصبة، فتكون حقنة واحدة كافية للوقاية من المرض مدى الحياة. وإما أن نكون أمام سيناريو شبيه بالإنفلونزا، عندئذ ينبغي تجديد التلقيح كلّ سنة أو سنتين، لأن الفايروس بصدد التحول بسرعة، ولو أن تحول فايروس الإنفلونزا أسرع.
وفي غياب تلك المعطيات، يعتقد هونمان أن من المستحسن الانتظار قليلا، إذا لم يكن الفرد من الشريحة العمرية الهشّة، أي من هم فوق السبعين.
بيد أن هذا لا يطمئن مفكرة أخرى هي أنجيليك ديل ري، التي ترى أننا في ظرف عُلّق فيه مبدأ الحذر بدعوى أن الجائحة ولّدت حالة طارئة، ولا بدّ من التعجيل بالتصدّي لكوفيد، وبذلك تمّ تقديم الوقاية على واجب الحذر، رغم أن لجنة علماء مستقلة عدّدت المخاطر التي يمكن أن تنجم عن اللقاحات الحديثة. كما لاحظت أن الهيئة العليا للصحة خططت لحملة التلقيح واشترت جرعات اللقاح رغم أن المخابر لم تنشر شيئا عن معطياتها. عملية الشراء العمياء هذه إشكاليةٌ بالنسبة إليها: إذا تمّ شراء مئات الملايين من اللقاحات، فذلك يعني أن مبالغ هامة من المال العامّ صرفت، ما قد يفسر في نظرها وجود مؤشرات خطيرة دفعت المسؤولين إلى التلكؤ، وكأنهم أدركوا أنهم تسرّعوا في اقتناء لقاح لا يعرفون عنه شيئا.
وفي رأيها أن هذه الجائحة فرصة للتفكير في صحة الإنسان بطريقة مغايرة، والانتقال من نموذج قتالي، ننظر فيه إلى الفايروس كعدو ينبغي سحقه ومحقه بتمكين الجسد من الأسلحة الضرورية، إلى نموذج بيئي ننظر فيه بشكل أوسع إلى تفاعلات جسد الإنسان مع العوامل المؤدية إلى المرض والبيئة، عملا بما صار يعرف بالأكسبوزوم ( exposome وهو مصطلح صاغه العالم البريطاني كريستوفر وايلد، ويعني مجمل العوامل البيئية التي يتعرض لها الجسم من المخاض إلى الموت). ذلك أن التلوث بكل أشكاله يؤدي إلى تكاثر الأمراض المزمنة، وأن تدمير النُّظم البيئية الأرضية يزيد المخاطر الوبائية، وهو ما أكّده مؤخرا المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، في تقريره عن علاقة بين انقراض الكائنات الحية والتهديد الوبائي.
ولذلك فهي تدعو إلى التريث حتى تنشر المخابر نتائجها، ونتأكد من حقيقة هذه اللقاحات وجدواها وآثارها الجانبية، وتقول “أخشى أن يؤدي التركيز المفرط على حملات التطعيم هذه إلى الاعتقاد بأننا توصلنا إلى حلٍّ معجز على المدى القصير، والحال أن وضع البشرية في العالم هو الذي يحتاج إلى مراجعة.”
نفس القلق أعربت عنه فانيسّا نوروك، أستاذة النظرية السياسية والإيثيقية بجامعة باريس 8، حيث قالت إن بعضهم يعتقد أننا نجهل اليوم الآثار الجانبية المحتملة للّقاح رغم التجارب التي أجريت، ولكننا ننسى في الوقت نفسه جهلا آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو الآثار الجانبية للمرض وعواقبه على المدى البعيد، ولاسيما على المستوى العصبي. وفي رأيها أن من الأفضل أن ننظر إلى المسألة من زاوية العناية (care) وهي مقاربة اقترحتها عالمة النفس الأميركية كارول جيلّيغان في نهاية القرن الماضي، حتى نتحمل شكل الطارئ ونتخلص من وهم السيطرة المطلقة، ونغادر الإطار التقليدي للمسؤولية، فننتقل من مفهوم المسؤولية الجوهرية إلى المسؤولية العلائقية، ونتأمل شبكة العلاقات التي جعلت مثل هذه الجائحة ممكنة. هذه المقاربة تتوجه إلى المستقبل وليس إلى الماضي، وتلزمنا بخوض أعمال مشتركة للتصرف في هذه المشاكل بدل البحث عن مذنبين أو أكباش فداء.
أمّا غيوم لو بلان، أستاذ الفلسفة السياسية والاجتماعية في جامعة باريس ديدرو، فيعتبر الامتناع عن التلقيح نوعا من إرادة الفرد المشروعة في استعادة سلطته على جسده، ونوعا من الأنانية أيضا يعكس استهانة الفرد بارتباطه بأفراد المجتمع، ويستغرب أن يعلن بعضهم رفضهم للتلقيح والحال أنهم ملقَّحون منذ صغرهم ضد شتى الأمراض. ويتساءل “ما هو اللقاح؟ ليس سلاحا سيدمّر تهديدا بيولوجيا ويجعلنا أسياد الكائنات الحية. كلا، إنه جهاز يسمح للإنسان بأن يغامر في وسط يحتوي على فايروسات وميكروبات. ومن ثَمّ لا بدّ من النظر إليه، من زاوية فلسفية، كشكل من التكيف، بدل الامتلاك أو السيطرة، فنحن نؤلف بيننا وبين الفايروسات، لنكوّن منطقة تعايش وتجاور.
صحيح أننا مع لقاحات من نوع “رنا” ندخل عصرًا جديدًا من لقاحات غير مسبوقة، لم تُختبر من قبل. بالنسبة لجورج كانغويلهم (1904 – 1995)، فيلسوف الإبستيمولوجيا والطب، تبدو التقنية امتدادا للحياة في خدمة الحياة. هذا هو بالضبط ما نحاول القيام به مع هذا الابتكار. من وجهة نظري، لا يوجد سبب مقنع لمعارضته، طالما ظلت البروتوكولات الأمنية صارمة. هذا لا يمنعني من فهم المشككين والمحترسين، القلقين إزاء هذه التقنيات الحيوية الجديدة أو الذين يريدون الانتظار لمعرفة الآثار الجانبية قبل اتخاذ قرارهم، طالما أن هذا لا يقودنا إلى رؤية تآمرية.
ولا تزال المواقف بين أخذ وردّ، غير أن استفحال الداء وتحوّله مثل كائن أسطوريّ لا يني يتخذ أشكالا أكثر خطورة، ويمعن في شلّ الاقتصاد العالمي، قد يدفع الناس إلى قبول التلقيح مكرَهين، سواء بدافع الخوف، أو بقرارات حكومية قد تُفرَض بالقوة في البلدان الفقيرة والنامية، وتفرض بطرق غير مباشرة في البلدان الديمقراطية، كأن تجعل الأسفار في الداخل والخارج مشروطة بوثيقة تلقيح.