سيكون مسليا أن تتركني اللغة وحيدا
أرجوحته تتدلى من الغيوم
1
هناك الكثير من الأبواب،
لكن أين يقع البيت؟
رأيت الطفل يعدو فتبعته
كان أشبه بجملة فقدت معناها
الطفل وحده يتذكر ما لون المطر
وهو كائن وحيد يقفز منتشيا بجناحيه مثل طاووس
ثقيل مثل طاووس،
يخفي دموعه ولا يطير.
2
في ذلك العام
أفلت يده من يدي
فوقفت في انتظار أن يجرني مثل حقيبة
مرت قطارات، لا تشف نوافذها عن أشجار هاربة
وحده الطفل سعيد ببوقه
وراقصا مثل مهرج يلمح حيرتي.
3
ألدى الأم ما تفقده بعد أن سال حليبها في صالة الانتظار؟
ليس هناك ما يجرح مزاج نهار ريفي
ليس هناك مَن يلعق الكلمة قبل سقوطها
ستخفي الساعة عقاربها وتظل صامتة
ذلك خبر سيء.
4
قبل أن أتعرف عليه
كنت قد منحته الوقت الكافي لكي يمحوني
سيكون غيابه فرصة للعثور عليه
قبل بيته ببابين
بعد صيحته بديكين
ذلك الطفل الذي بعثرني
ونام طريا على فراشي منعما بالكلمات التي لم أقلها.
5
أرجوحته تتدلى من الغيوم
ودموعه تطرز النافذة بوقع خطاي
ذلك الجرس. تلك الرهينة
لا يُخفي اليومُ خفته
معطفه المفتوح يطلق دعابات
لكنك لا تزال بفم مفتوح ويد تائهة
لكنك تقفز من ورقة إلى أخرى مثل عندليب
أنت أيها الساحر بثلاث حسناوات وخيول لا تُحصى
أنت ابن الريبة والراكض وراء ضحكته
أنا جديد على المشي
أنا ضيف على المعنى
ذلك اليوم أنا رهينة خفته وهو جرس كآبتي.
على سياج وحدتها
يخطئ في العد
تلك يدها وليست زهرة
حين يتمكن منه عطرها
وتضيع عينه بين أصابعها
تكون أيامه قد علقت بهواء سياجها
ولن يتمكن من عد خطواته
قدم في الغابة وأخرى تهتز مثل قنديل
يلتفت إلى دوي أجراسها بعد أن غفا بين سطور كتابها
تلك هي شجرة حزنها التي لا تقبل القسمة بين جسدين .
الراعي في صباحه
خذني مثل غبار وسأخونك مثلما تُحب
سأقيم في دمعتك إذا وهبتني واحدة من شياهك
سنضيع معا ولن تكون لنا مائدة واحدة
ولا جرة نبيذ
سيسلمنا الصباح إلى أخيه مكسورا من فرط سعادتنا
سلمني الكلمة لأكون فأسك .
المياه تسافر
إذا كانت المرآة لم تُمس فلأن زئبقها لا يزال ساخنا
أما حين تكسرها نظرة المرأة فإن ذلك ينذر بالحب
تلك خرافة نسج منها الريفيون سلالهم
سيكون مسليا للتفاح أن يُشم ولا يؤكل.
مائدة بعد ليل
تلعن الوردة ظلها كل صباح لأنه يسبقها إلى العطر
فيما الظل يضحك
هناك امرأة خلف الستارة توقظ الضحكات شهوتها
فيما يبتل فمها بالعطر.
غناء مائي
اطردني من رعيتي
واطرد رعيتي من على النافذة
سيكون مسليا أن لا أفقه أية لغة
سألحق برعيتي مثل فراشة
في الغابة تحتفي رعيتي بهزيمتي
وأكون أشبه بإله أخرس.
وهبتني نعاسها
تحت القبعة عصفور
وغناؤها يسيل
الزقزقة ترج صدرها
وتملأ الحديقة
لم تنم الصبية ولم يأت الساحر
على سريرها نام وجعها
مخلصا ليديها
أمسك بالفانوس وأهذي.
حديقة أمي
سأعود إليك يوما
لأراك جالسة على الكرسي نفسه
كما لو أنك لم تغادريه
ستقولين إن الموت أمهلك
لكي لا تذهبي وأنت قلقة
“لقد وعدته” تقولين
فأرى الكرسي فارغا.
في النهار مع شمسه
أصمت لأرى
إذاً كان ذلك النهر يمر برأسي
يحط أمواجه بين عيني
ويشق طريقه وحيدا وحزينا مثل ناسك
كم كان حريا بي أن أتبعه
وأترك منزلي مثل صخرة تتسلقها الأعشاب
أما حين أعود
فسأكون سليما من غير ذكريات.
فكرة المطر
رسم أحدهم غيوما في السماء
وكنا نضحك مبتلين
فلا أحد منا سيفر من مطره
كل ما سنفعله أننا سنحمل مطرنا أينما مضينا
أما الغيوم فستظل في مكانها على الورقة.