أُصلّي على نفْسي
مهرج فاشل في بروتوكول المعجزات
أصلّي على نفسي خلف عود بخور
يا لهذا العزاء!
تراتيل الخائفين تشهق باسمي،
سلام عليّ
الأرض ضلوعي، عباءتي ومتحفي
والسماء طحين عيني ووحل خطواتي،
أيها الضريح
أمي تمدّ سيركي المنفض
بفئران طبية
تعال
تعال…
وتفرج
النظرة بخمسة جنيهات فقط؛
المشتريات كثيرة في ثلاجة البلدية
ضع ما تعرفه عني في ذاكرتك
واختر جثتي المفضلة.
صحيفة سوابق
حين تبدأ بتذكر أول كدمة في ركبتك
ستدرك أن الطّين كله ينتمي إلى الأرض
والدم فرصة سيّئة للتعارف
وتبادل الذّكريات.
الكدمة أرشيفك
عتبتك
والنص السيئ الذي تقرأه بحب،
جسدك نشيدها
قاوم
الأغصان المكسورة تواصل النموّ والتحليق
وغدا سوف تتعلم الخوف والحذر.
تركت لها سذاجتك
وفراشك،
كان يجدر بكَ اجتياز الخطر
بتواضع قاتل مبتدئ
وشهيّة مفتوحة لصنع التوابيت،
أشكر كلّ مَن غدروا بكَ
واستولوا على المفتاح إلى جيناتك؛
كانوا نسختك المعدّلة في كتب الوراثة
والباب الموارب إلى رأس داروين؛
كم أنصفنا الخلود بعظمة ساعد
تمرست على القتل!
في قلبي أبدية معك
بيده الخضراء
كان الحب يقظًا
لم يدع لقاءنا للصدف؛
أريد ليلة بطول نجمة بيضاء
أكتب عليها طالع رجل لا يفارقني
أريد حديقة انتظار لا تذبل فيها عيناي،
مَن يدير هذه الضجة في الخارج؟
مَن علّق النجمة في سماء نائية؟
المسافة ليل،
قدمي حائرة،
رأسي نائم في أصيصه
وجرادة تبحث بين أشواكه
عن وجبة عشاء.
مرض مناعي
كنا نسبّ الطائرات
التي حملتنا بامتنان إلى غربة جديدة
وفيما مضى كانت تقصفنا بالبارود والتعليمات،
الآن لدينا نوافذُ كبيرةٌ امتلكناها بالصدفة
تغرد بين حائط الكتب والمقهى،
أحببناها في الخارج
وكرهنا أن تدخل بيوتنا
إلى زوجاتنا، بناتنا وقططنا الأليفة،
مثل الثمار الساقطة عن رغباتنا وجذوعنا المعطوبة
لدينا رغبات خفنا أن تهجرنا
راقبناها بصبر،
أمسكناها من أرجلها المسلوخة
وتقدّمنا موكب الكلاب،
نغسل دماءها عن الطريق
وفي الليل كانت تصلي لنأكلها،
تقريبًا كنا جائعين
والسيّد أَوْكَل الخزانة بكنوزها للقوارض.
عزف منفرد
إنه جسدي أو خرابي
لائحة أمراض تمشي على قدمين
طرحها أوراق تهذي بألم وقيح
ثمارها أقراص أسبرين
فلا تسألني عن بيت تقصده
ظلي توابيتك التي لا تعد،
في الجُرح أسمع دبيب حواسي
وهي تغلق على خوفكَ الباب.
جواز سفر
الحدود ليست مشجبًا متينًا
لتعليق الذكريات
لا تستخفّ أيضًا بما يعبر معكَ؛
كانت كلّ أماني الغريب
أن يقول حين يخفق قلبه
“أحبك” بلغته
وأن يعلنوا عن وفاته بلهجة قريته البعيدة،
يرى أولاده في الغد
يطحنون الإسفلت بكعوب أحذيتهم
يخبّئونه في رغيفه
وفي طريقهم إلى البيت يجلبون الحلوى والسّجائر،
يبتسم للسماء حين تغيب
يبتسم لباب قلبه المغلق
والقطة التي تخمش عينيه
تقضم لسانه وتبكي.
رجل بالاكتفاء الذاتي
لا أريدك لنصنع الفلك
وتبقي عينيكَ على بريد السماء
لنصبح معًا وضجّة الطوفان
ولا أريدك وأقصى طموحك
أن تجمع شمل عائلتك
من القمل والضّفادع والديناصورات
والذين شاركوك هموم الجبّ
ومتاهة الوحدة وأحزان الفقد،
لا أريدك نبيًّا
تتحرّك معك النّواميس في أدمغة الودعاء
وتقف عندك المعجزات؛
بل أريدك فلاّحًا عاديًّا
حين يعود من حقله
يشقّ بطن القمر بمنجله الصَّدِئِ
كي لا تبقى قناديلُ بيته فارغة من الضوء.