أكتب كل ما تريد أن تنساه
بِلَا أَخْلَاق
لَا أَسْأَلُ
أَنَا السُّؤَال
لَا أُحِبُّ
لَا أَكْرَهُ
لَيْس لَدَيّ أَخْلَاق
وَأَنَا مُمِيتٌ
أَعِيش إِلَى الأبَد
لَكِنَّنِي لستُ خالداً
أَعِيش إِلَى الأبَد
وَأَنْتَ لَا يُمْكِنُك ذَلِك
لَدَيْكَ أَخْلَاق.
بُطْءٌ
ببطء
تعلمتُ أن إشعال شمعة
هو رؤية واحد آخر يحترق
ببطء
أتعلم كيف يكون البِنَاءُ على الرمالِ
كيف ينجو من زلزال
أتعلم أنني لست بَنّاءً
لم تكن هناك زلازل
ولم أبني يوما على الرمال
ببطء
أتعلم كيف تبدو إعادة البناء
أجرّبها بالتكرار
تظهر لي شقوق وتصدعات
لن تتماسك كلها بالغراء
وفراغات
تحتاج إلى قِطع نَحَتُّهَا بأزاميلي
ثم فقدتها
عندها تعلمت
أن لا أُرَجِّح حَقّاً على آخر
أحتاج إلى شخص مكسور
أجد فيه قطع غيار مناسبة
وحلولا لمشكلات الغش في مواد البناء
ببطء
أتعلم أنني أضعتُ كل الثواني
التي عِشْتُ أَحْسِبُهَا
وببطء أتعلم ما يفعله التَكْرَار
عشت لا أَحْسِب
كيف أتعلم ببطء.
يداً بيد
الحب إِبَرة الوقت
غُرَز بلا ثقوب
لم أكتب من قبل
عن يدين متشابكتين
قلبين متجاورين
وأربع سيقان تُؤرّخ الهواء
على شاطئ
عادة أكتبُ
عن المنازل المهجورة
عن الأطفال المتخلّى عنهم
عن قطرات ماء وحبيبات رمل
تصنع المحيط
عن دقائقَ قليلةٍ مجرورة
ممنوعة من الصرف
في عصر مُتجبّر
ينحني له الأزل
لا تجعلينني أكتبُ عنكِ
إما أن ينتهي بك الأمر في كلماتي
بين المنازل المهجورة
والأطفال المتخلى عنهم
أو على شاطئ
متجاورين
تملئين بأصابعك
فجوات ما بين أصابعي.
النعيم
لا شيء أجوف من قلم
وأكأب من حبر
لا شيء أفرغ من ورق
وأبطل من دماغ
عندما تغادرُ البياضَ
كما أتيتَ
بلا شيء
في مراهقتي
والجسد أمة
لم أعرفها كلها بعد
سكنتُ قلعة
مليئة بالأشباح والمؤذنين
كانت لي جارة كالنعيم
وكل ما احتجته للنعيم
قلم وثلاثة دفاتر
ثم ثلاثين يوماً
لوصف أنصاف قبلات
في ثلاث دقائق.
قصيدة على رفّ الشاعر
لا أحد يريدُ
أن يُترك على الرف طويلا
إنني ناضجة الآن مع قوام غني
يمكنك وصفي
بقليل من الفواكه
مع تلميح من التوابل
من فضلك لا تتركني مغبرّة على رفّ
أطلقني
أعطني الوقت لأتنفس
نحن لا ننضج بالتساوي
إن كنت لا تفهم ما أقول
أعدني إلى الرفّ مرة أخرى
أُفَضِّلُ جمعَ الغبار
والانتظار.
كلمات كلمات
ملابس ثقيلة
نتجرد منها
قطعة قطعة
ونقف عراة
في فهمنا المخطئ
نخجل من أي شيء نرتديه
نغطي الحرج بأيدينا
حتى لو كانت كلمات حب
الكلمات ملابس ثقيلة
نرتديها لنخفي ما نريد
وليس هناك ما يكفي منها
لإسكات الصراخ المتصاعد من مسامنا
عندما نتحادث
الكلمات قرد بلا ملابس
يلطم خديه
والكتابة تسترنا
إقرأ
تلتف كل جملة لتحضنك
وبين كلمة وأخرى
مسافة كلها شوق لتقبلك
الكتابة تذكرنا
بالحب القليل المتبقي في الدنيا.
مطر التجارب
أكتب كما لو كان لديك ما تقوله
أكتب كل يوم
كأنك تهتم ولا تفعل
تأتي ولا
كأن السماء لم تكن زرقاء
وكل يوم رأساً على عقب
كما في اليوم التالي
أكتب بالألوان
ثم اكتب بالأبيضَ والأسود
أكتب لي
في الضباب
كأنك مطارد من ذئاب وضباع
أكتب قصيدة مزاجية
رأساً على عقب
أكتب في طائرة ورقية
طيّرها
اذهب إلى حيث تأخذك
أكتب طائرة شراعية
اركبها
واكتب وأنت تسقط منها
أكتب كأنك مشغول في مسيرة احتجاج
أو أعمال شغب
أكتب لأولئك الذين لا يسمعونك
لأولئك الذين ليس لديهم كلمات
أكتب في أحلامك لتحرير الواقع
أكتب بتعقيد لتحرير البساطة
أكتب كل ما تريد أن تنساه
ولا تتوقف عند هذا الحد
أكتب لأن لديك ما تقوله
الأحياء الذين مروا
من يروي قصصهم
أكتب حتى لا يتبقى فيك شيء من الكتابة
حتى تلامس العدم
أكتب العالم في حياة جديدة
أكتب مطر التجارب
حتى لا تجف الأرض
واكتب اعتذارات ورسائل حب
لكل الأوقات التي تقول فيها آسف
ولا تتوقف عند هذا الحد
أكتب لإن لديك ما تقوله
لا تكتب عندما تشعر أنك بخير
لا تكتب عندما تفقد شخصاً
لا تكتب انتصاراً لكبريائك
أو في حب الوطن
لا تكتب قصائد مشهورة يحفظها الشعب
لا تكتب قصائد لإحلال السلام في العالم
لا تكتب قصائد لتغيير هذا العالم
أكتب لإنقاذ حياتك
ولا تتوقف عند هذا الحد
أكتب
ليقرأك سكان الكواكب الأخرى
عندما لا يبقى على الأرض كتاب
أكتب كل شيء
عش كل شيء.