قصائد من أجل الموتى

الوقت

أنحني للوقت، لديه ما لا أقوى على كتابته، الألم الذي يضحك.

أقتفي أثره لئلا يضيع ظله بين الأشجار وتفلت الساعات من خضرتها.

وأخيرا نجلس معا على حجر رطب كعدوين في هدنة. وجهه قناع لوجهي. ويداه تصفعان وسادتي لألتقطُ ريش أحلامه وأقول “سيدي الوقت أعد لي وجهي”.

كلمة

الكلمة الوحيدة التي ترمي أشواكها مثل قنفذ تجتمع حولها المياه لتصلي

كرة

لكي لا ألتفت أطلقت صرخة من أجل أن يدب الذعر في قلبي.

تلك كرة لا تسقط على الأرض. يظل هواؤها ممسكا بأصابعي كما لو كنت دمية من قش. ولكي لا أسقط صرت أبحث عن بيتي في فم الصرخة.

كلمة

الكلمة التي تحملني في سلتها مثل فاكهة متعفنة تسد الطريق بحواسها الخرساء. منذ ساعات وأنا أحاول أن أهتدي إلى المفتاح الذي وضعته في مكان من روحي. الكلمة هناك في المرآة تنصت إلى ثغاء خرافي وحيدة مثل إله حزين.

وردة

الوردة كما لو منحوتة من الصمت شقت طريقها إلى حنجرتي. حين تقع عليها عيني تسلبني فراشاتها الحنين إلى بيتي. أنا هناك أقع بين أوراقها مثل نقطة حبر في طريقها إلى الكلام.

لسان

ليس الموت هو الخطأ الوحيد في هذه البرية التي غزتها النيازك. قلت لنافذتي التي امتلأت بالليل. سنكون سعيدين لو شقت عشبة الحائط ومحت بلسانها دموعنا.

ببغاء

مرة أخرى تضع الببغاء قفصها على الطاولة وتبكي. هناك مَن يؤنبها من غير أن تتعرف عليه. قبل موتها بثانيتين مرّ ظله بها وكان يبكي.      

تحت المطر

لم يكن هناك أحد. هناك فكرة عن ظل مشى وحيدا من أجل أن يضع قبعته تحت المطر. سيُقال إن ظلا وحيدا مشى بقبعته تحت المطر. ولم يكن هناك أحد.

الحراس

كلما مر قطار تفرغ المحطة. كلما فرغت المحطة تشعر أرصفتها بالفقدان. كلما حزنت الأرصفة يبحث الحراس عن المصابيح التي تضيء ليل المحطة. جانبيا فإن المحطة تبدو مثل شجرة ميتة.

العائلة

الموتى مفتوحو الأعين في قاع البحر ينتظرون. يوما ما سيعودون إلى العائلة محملين بالهدايا. في انتظار الفرج سيكون عليهم أن يتسلوا بعد أعشاب البحر من حولهم.