المسرح العربي
تخصص “الجديد”، مرة أخرى، في هذا العدد ملفا عن المسرح العربي بعد ملفها “مسرح عربي- مقالات وتجارب وشهادات” الذي نشر في العدد 18. وكانت المجلة قد كرّست العدد 17، بكامل صفحاته، للنصوص المسرحية العربية تحت عنوان جامع هو “الكتابة المسرحية أصوات المجتمع″، شارك فيه كتّاب من 8 بلدان عربية، بهدف تقصّي حال الكتابة المسرحية العربية ومآلاتها بعد قرن ونصف القرن من التأليف المسرحي في الثقافة العربية.
يتضمن الملف الحالي 13 مقالا ودراسة لمسرحيين ونقاد وباحثين من العراق وسوريا ومصر والمغرب ولبنان والأردن والبحرين وعُمان، يتناول بعضها ظواهر محددة يعيشها المسرح العربي اليوم، ومحاولات لإنقاذه من عثراته وأزماته المزمنة على يد جيل جديد من المسرحيين العاشقين لفن المسرح والمؤمنين بدوره الثقافي والاجتماعي، ويستعرض بعضها الآخر تجارب رواد مسرحيين عرب عملوا وأبدعوا في ظروف صعبة، ورسخوا أسس وتقاليد مسرحية مهمة، وشبّان تشربوا خبرات هؤلاء الرواد، وأصبح لهم حضور لافت في مسارح بلدانهم ومهرجانات المسرح العربي، من خلال أعمال تفاعلت مع الفنون المجاورة للمسرح كالسينما والرقص التعبيري (الكيروغرافيا)، وانفتاحها على الوسائط التكنولوجية (التقنية الرقمية)، رغم أن هذه الأعمال قوبلت أحيانا بالتشجيع والحفاوة وأحيانا أخرى بالرفض والإقصاء. كما يرصد بعض المشاركين في الملف واقع المسرح في حياة العرب الثقافية، ويطرح أسئلة جوهرية عن مدى إسهامه، وكيفية إسهامه في إضاءة قضاياهم المصيرية الكبرى، والصراعات والنكبات التي تشهدها مجتمعاتهم، ودوره في المواجهة الشرسة بين التيارات العقلانية والتنويرية والتحديثية من جهة والتيارات الظلامية والارتدادية المعاكسة للسيرورة التاريخية، ومكانته بين الأشكال الإبداعية الأخرى. وفي سياق مقارب لذلك تبحث إحدى دراسات الملف في مسألة تأصيل المسرح العربي، أو هويته الضائعة بين الكلاسيكية والحداثة.
إلى جانب ذلك، يحتوي الملف على شهادتين، الأولى لكاتب مسرحي من مصر، يتحدث فيها عن مسيرته التي بلغت الآن ربع قرن كتب خلالها الكثير من النصوص المسرحية، والثانية لمخرج من العراق يعرض فيها إحدى تجاربه في “مسرح مايم خيال الظل العربي”، وهو لون مسرحي تخصص فيه صاحب التجربة، ويندُر وجوده في المسرح العربي.
الملف يتضمن، أيضا، مقالا حول ظاهرة “المونودراما” (مسرحية الشخصية الواحدة) التي عُرفت في بداياتها بـ”المسرح الفردي”، وانتعشت في الآونة الأخيرة، وأصبحت تُقام لها مهرجانات ومسابقات خاصة بها. كما يحاور المخرج والكاتب المسرحي المعروف جواد الأسدي، نابشا في ذاكرته المتوقدة بتجارب الحياة التي سكنت روحه في العراق، الوطن، والأصدقاء، والفلسطيني الكامن في داخله، وشغف البروفة وجمالياتها وعذاباتها التي تحولت إلى مرجعيات يحفر في أعماقها وهو يمارس مسرّحتها في تجربته الجمالية.
للمزيد من مقالات الملف:
العدوّ العميق للمسرح العربي
الهوية الضائعة
المسرحي العربي المعاصر
المونودراما في المسرح العربي
المسرح المصري ظواهر وقضايا
المهرجانات المسرحية العربية وآلية التواصل مع الشباب المسرحي
الكتابة المسرحية ضد الخوف والموت
ثلاثة مسرحيين رواد في المسرح العراقي
سلطة الظل الرقمي في مسرح مايم خيال الظل العربي
السودان في المسرح المصري (1896 – 1926)
مسرح الصورة.. صلاح القصب والتجربة العراقية الطليعية