مغامرة الكتابة وثقافة السؤال
التسامح ومسألة العنف وانفجار المجتمع
تمحورت مقالات هذا العدد حول طيف واسع من القضايا الشاغلة للفكر، والموضوعات المتصلة بعلاقة الثقافة العربية بذاتها، وبالآخر، وبالأسئلة التي تشكل محاور بحث وقراءة واستطلاع من قبل الكتاب والمفكرين العرب في غير جغرافية من جغرافيات الثقافة العربية.
ففي العدد بحث في سؤال العنف في ظل التقلبات المجتمعية والصراعات السياسية والإيديولوجية، وبروز خطر التيارات الإسلاموية العنيفة التي خرجت إلى النور بصورة غير مسبوقة بوصفها واحدا من عقابيل الاستبداد السياسي الذي ظلّ مهيمنا على المنطقة منذ أكثر من قرن من الزمان، وقد تفاقم وقاد عددا من المجتمعات العربية إلى الانفجار، وفتح البابا واسعا أمام حركات الإسلام السياسي العنيفة والمسلحة، ليمكنه أن يقيم ضربا من المفاضلة الشيطانية بينه وبينها.
وفي العدد أيضا بحث في تجليات الرؤية النمطية للغرب نحو الشرقيين، وذلك من خلال كتابات آباء الرحلة الغربية إلى الشرق كشاتوبريان وفلوبير وغيرهما.
وفي العدد كذلك مقالات حول الفلاسفة ومقولة التسامح، وحول البشر ومنطق الشر ودوافع السلوك الإنساني المنحرف نحو العنف، وحول سيكولوجيا التوحّد والتوحّش لدى الإنسان، وبحث في النزوع الحضاري لدى البشر، والظروف الصانعة للتفاوت في التطور بين مجتمعات الشرق والغرب. وهناك بحث يقرأ فكرة الانتقال ثقافيا من المجتمع إلى العلاقات الاجتماعية، ويشير إلى نهاية فكرة المجتمع كما عرفها الإنسان حتى عقود قليلة ماضية.
يشتمل العدد على حوار مع الناقد جابر عصفور، وفيه أفكار حول واقع الثقافة العربية من وجهة نظر نقدية، ودفاع عن الذات بإزاء الاتهامات التي وجهت له بممالأة الديكتاتور الراحل معمر القذافي، لكن عصفور يعترف بأنه أخطأ في قبوله الوزارة عشية إطاحة ميدان التحرير بنظام مبارك.
وحوار مع كاتب عربي بالإيطالية هو يوسف وقاص، وجولة مع روايته الطريق إلى برلين.
في العدد قصائد شعرية وقصص وآراء في الفن والأدب، ومراجعات نقدية للكتب ورسائل ثقافية من إيطاليا وفرنسا، وكذلك ملف تحت عنوان نافذة على الغرب، وأربع مقالات تقرأ ظواهر ونصوصا أنتجتها الثقافة الغربية: حول الأحجية والغاية في فلسفة تشومسكي اللسانية، وحول فلسفة الضحك لدى برغسون، والنص المفتوح والنص المنغلق عند أمبيرتو إيكو، والبعد الاعترافي في رواية الغريب لألبير كامو.
بهذا العدد تواصل الجديد رحلتها مع كل جديد في دنيا الأدب والفكر والفن، إن في الجغرافيا العربية أو في جغرافيات المهجر والمنفى.
المحرر
