التلاعب بالعقول
ثقافة بعث الماضي ودفن المستقبل
في هذا الملف تباشر "الجديد" نشر سلسلة من الموضوعات المتصلة بعلاقة الثقافة العربية بالعنف، وعلاقة المنظومة التعليمية والتربوية في العالم العربي بمشروعات الهيمنة على العقول وتلقين العنف وكراهية الآخر التي تقاسمها المستبدون والظلاميون متسلحين بنصوص تأويلية للدين وأخرى تعيد انتاج الماضي المتوهم في خطابات معادية للحياة والمستقبل، بما يؤسس في الخلاصة لثقافة العنف والكراهية والانتحار والقطيعة داخل الثقافة الواحدة في مكوناتها المختلفة، وبينها وبين الثقافات الأخرى في العالم.
في الملف مقالات من مصر، الجزائر، السودان، العراق، المغرب، تونس، سوريا، فلسطين، السعودية تقصى وتقرأ ظواهر وحالات وموضوعات تصب كلها في ما يمكن اعتباره محاولات من تيارات ماضوية للهيمنة عبر شتى وسائل المعرفة وقنوات التواصل القديمة منها والمستحدثة، من المدرسة والجامعة والجامع والكتاب والنادي والصحيفة، وحتى شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع والصفحات الإلكترونية المختلفة، وكل ما يشكل إمكانات فاعلة في الوصول إلى الناشئة والشباب لاحتلال عقولهم والهيمنة على أفكارهم وخيالاتهم والعبث بها، وهو ما يحيل أصحابها إلى كائنات طيعة جاهزة لاستقبال الأفكار المتخلفة بما تضمره من نزعات نكوصية وعداء للذات والآخر وقطيعة مع قيم العصر وتطلعات المستقبلية للأمم، وتحويل بعضهم إلى متفجرات بشرية تؤثر ثقافة الانتحار والموت على ثقافة الحياة والبناء، وتهجر الأحلام المضيئة في الحركة واللقاء والحوار مع الآخر قريبا وبعيداً أيا تكن طبيعة الاختلاف معه، لتغرق من ثم في أحلام مشبعة بأوهام الحياة الأخروية، لتجعل من حاضرها المعذب أرضاً للكوابيس ومن أعمالها المدمرة شرورا شنيعة تجلبها على أهلها ومجتمعاتها. إنه التلاعب بالعقول ومعها الأرواح والمصائر.
قلم التحرير