جمال أمازيغي

رحلة أدبية إلى جبال تاساوت في المغرب

يحتوي هذا العدد على مقالات نقدية وفكرية وقصص وحوارين الأول مع سينمائي عربي طليعي هو داود عبدالسيد، والثاني مع الكاتب الفرنسي دانييل روندو وعروض للكتب الجديدة ورسائل أدبية.

في العدد ثلاثة ملفات الأول نقدي وإبداعي تحت عنوان “سافو الأمازيغية” وهو حول شخصية أدبية مغربية تنتمي إلى الأمازيغ، هي مريريدة نايت عتيق، التي عاشت في النصف الأول من القرن العشرين، واشتهرت بقصائدها الشعرية. والملف يضم رحلة إلى وادي أزيلال في المغرب حيث عاشت الشاعرة ومقالات عنها من محمد الأشعري، عبدالكريم جويطي، ليبولد سنغور ورونيه أولوج وترجمة لمجموعة من قصائدها. وهو ما يقدم هذه الشخصية التي تحولت إلى أسطورة أدبية في فرنسا، وإلى قضية إشكالية وربما أحجية أدبية في المغرب بفعل الغموض الذي رافق سيرة حياة بائسة لامرأة كانت بائعة هوى، وتحولت إلى شاعرة حاضرة في اللغة الفرنسية بفعل علاقتها بفرنسي هو رونيه أولوج الذي نقل شعرها إلى الفرنسية، ثم اختفت من الوجود، فعندما عاد مترجم شعرها إلى المغرب بحثاً عنها ومعه أناشيدها مطبوعة بالفرنسية لم يعثر لها على أثر.

الملف الثاني في العدد جاء تحت عنوان “مرايا النقاد: هكذا يعترف الشعراء، هكذا تولد الأسئلة” ويتلاقى في هذا الملف عدد من أبرز النقاد العرب، من أجيال مختلفة، ليناقشوا واحدة من أكثر فصول الكتابة الشعرية العربية إثارة للنقاش على مدار أكثر من نصف قرن، ونعني بها قصيدة النثر وقضاياها الفنية، وذلك من خلال الموضوعات التي تطرقت إليها “اعترافات أنسي الحاج” التي بادرت “الجديد” إلى نشرها في عددها المنشور في شهر شباط/فبراير الماضي، وملفه الرئيسي حمل عنوان “أدب الاعتراف”.

المقالات المنشورة هنا تعكس استجابة نقدية رفيعة المستوى وقوية الدلالة على ما باتت “الجديد” تشكله في الحياة الثقافية العربية من قطب جاذب لأهل الفكر والأدب، للتشاكل النقدي مع ملفاتها والأسئلة الفكرية والنقدية الجريئة التي تتيح تلك الملفات والموضوعات إثارتها والدعوة إلى التفاعل معها، وخلق مناخ يتيح الفرصة للحوار الفكري والسجال النقدي حول جملة كبيرة من القضايا والموضوعات الإشكالية التي طالما تاقت الثقافة العربية إلى استئنافهما، وقد انقطعا خلال العقدين الماضيين خصوصاً بفعل احتجاب منابر ثقافية جادة الواحد بعد الآخر.

بهذا المعنى، فإن اعترافات أنسي الحاج، التي يناقشها النقاد هنا، هي ليست فقط محاولة للاحتفاء برائد من رواد الشعر العربي الحديث، وإنما هي أيضاً بمثابة فرصة ممتازة للنقاش في ما هو أبعد، وقوفاً على جملة من الموضوعات التي أثارها نصه الاعترافي، وتتصل بالإشكاليات العديدة التي أثارتها قصيدة النثر العربية منذ نصف قرن وحتى اليوم.

و”الجديد” تترك الباب مفتوحا أمام النقاد والشعراء العرب للخوض في هذا السجال.

الملف الثالث في العدد جاء تحت عنوان “الرواية العربية: ثلاثة مقالات، جدل الروائي والتاريخي”. وشارك في عبدالمالك أشهبون، سمية عزام، سعد القرش.

بهذا العدد تواصل الجديد مغامرتها كمنبر ثقافي عربي حر يحتفي بالكتابة الجديدة والفكر الحر.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.