موت الحقيقة
ما بعد اليسار واليمين والشرق والغرب
العالم في لحظة خلل كبرى ولذلك أسباب وأسباب، منها هيمنة منطق القوة (إلى درجة البلطجة) اقتصادياً وعسكرياً على قوة الأخلاق والنزعات الإنسانية في الفكر والعمل والعلاقات بين الدول، وفي داخل المجتمعات، وهو ما تسبب بانفلات غير مسبوق لقوى الشر الكامنة، وانهيار مجتمعات بأكملها، واحتراق جغرافيات بدت حتى وقت قريب آمنة من الشرور الكبرى.
حدث ما حدث وهو مستمر في الحدوث في ظل برهة عالمية تهاوت فيها الأيديولوجيات الشمولية المهيمنة كالشيوعية والاشتراكية. وتصدعت فكرة اليمين واليسار، وبدا أن العالم يحتاج إلى أفكار جديدة. وبدلا من أن تظهر هذه الأفكار فإذا بوحش العنصرية والفاشية يطل برأسه من جديد، ليهدد العالم ربما بأسوأ مما هدده به من قبل، لا سيما في النصف الأول من القرن الماضي وقد طحنت حربان عظميان عشرات ملايين البشر.
في هذا الملف مساهمات فكرية عربية تطرح السؤال حول اللحظة الراهنة التي تتميز بأنها الـ”ما بعد” ما بعد اليمين وما بعد اليسار، ما بعد “الشرق” وما بعد “الغرب”. تهاوت الأفكار الشمولية أرضية وسماوية وتركت معها فراغات كبرى وتهاوت مقولات الاستشراق ومعها تهاوت نقائضها. وها هو العالم الحائر بنفسه يعود كما كان من قبل لغزا عصياً ويحتاج من سكان هذا الكوكب المعذب إلى فكر جديد يفك هذا اللغز .
قلم التحرير
إقرأ أيضاً:
عودة الايديولوجيا وظهور الحركات
أهي نهاية اليمين واليسار