الإرثُ المتوسّطي

ما الذي حلّ بالمكون الهيلينيستي في الثقافة العربية؟

بهذا العدد من “الجديد” نودع مع قرائنا عاماً استثنائياً، فقد اضطرت المجلة في هذا العام مواصلة مغامرتها بعيداً عن الإصدار الورقي، وحافظت في الوقت نفسه على صيغتها الإخراجية. وكما جاء في كلمة افتتاحية رئيس التحرير، فإن “إكراهات” كثيرة فرضت على المجلة خلال العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك فإن “الجديد” تعد قراءها بأن تبقى “مجلة المغامرة المفتوحة للعقل، والمساحة الحرة للخيال، وأرض المنازلة الشجاعة مع شتى الإكراهات، ليس فقط تلك التي فرضتها علينا جائحة كوفيد – 19، ولكن، أيضاً تلك التي ما برحت تمثلها قوى الظلام، ووجوه الاستبداد ورعاته من أجناس الغزاة الذين طوقوا عالمنا العربي بقدر المراوحة في كهوف العصور الوسطى، بينما العالم يحتفل بأنوار الحاضر وعجائب المستقبل”.

احتوى العدد على مقالات فكرية ونقدية ومراجعات للكتب ونصوص قصصية ورسائل ثقافية وإطلالة على الفنون البصرية، وملفين الأول تحت عنوان “الإرث المتوسطي” والثاني تحت عنوان “هذه الكاتبة”.

في “الإرث المتوسطي” تطرح “الجديد” السؤال التالي: ما الذي حل بالمكون الهيلينيستي في الثقافة العربية؟ متسائلة عن الأسباب التي جعلت العرب يهملون هذا البعد في الشخصية الحضارية لأهل المتوسط من العرب، ممن ساهموا، لاسيما في إطار الجغرافيا السورية القديمة في تشكيل الهوية الحضارية للمنطقة.

ويذهب الملف الذي ساهم فيه عدد من الكاتبات والكتاب والمترجمين من مشرق العالم العربي ومغربه إلى أن من المستحيل تهميش المراكز الكبرى في المشرق العربي أو تغييبها لأيّ سبب طارئ أساسه الخلل في القيم والمعايير، والانقلاب على حقائق الجغرافيا والمنطق والتاريخ.

وفي الملف الثاني تحتفي “الجديد” بالكاتبة العراقية لطفية الدليمي من خلال دراسات ومقالات وشهادات وحوار معها في تجربتها كروائية وكاتبة ومترجمة تقدم مجتمعة صورة بانورامية واسعة في تجربتها الأدبية على مدار نصف قرن ونيف من الزمن.

بهذا العدد تودع “الجديد” عامها الخامس مفتتحة عاما سادساً تواصل معه مغامرتها المضيئة، مستقطبة إلى مشروعها النقدي أقلام الكاتبات والكتاب من المغرب والمشرق والمنافي والأوطان، لتكون منبراً للكشف عن الإبداع  المبتكر والفكر الحر.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.