الكاتب والمكتوب

الأعراف الثقافية ومغامرة الكتابة وسؤال الهوية

في هذا العدد، ونحن في صيف حار، ملف قصصي للاسترخاء والقراءة. لكن أيضا في العدد ملف عن الترجمة ومشكلاتها، وقضاياها التي لا تنتهي. وهناك حواران مهمان؛ الأول مع الكاتب الأميركي من أصول إيرانية سالار عبده وفي جواره فصل من رواية جديدة له لم تنشر لا بالإنكليزية ولا بغيرها. والحوار الثاني مع الفنان التشكيلي المصري البارز صلاح عناني.

في العدد مقالات فكرية وأخرى في نقد الأدب، ومقالتان في الفن تتلمسان ظواهر وتجارب تشكيلية عربية، وكذلك ملف لعروض الكتب ومراجعاتها، وحوار مع موسيقي لبناني مهاجر، ورسالتان ثقافيتان من باريس وإسطنبول.

القصص المنشورة في العدد، لكاتبات وكتاب من ليبيا، وهي تفتح نافذة على الكتابة القصصية الجديدة، بعضها لأقلام شرع أصحابها في نشر أعمالهم الأولى خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وبعضها الآخر لأقلام بدأت الكتابة مع مطلع الألفية الجديدة. وفي كلتا الحالتين، تحيلنا هذه القصص على مساحة إبداعية ظليلة، وجغرافيا أدبية غير واضحة المعالم بفعل التاريخ الاجتماعي والسياسي القلق لبلد حكم لنصف قرن من قبل دكتاتور عسكري غريب الأطوار، كان قائدا سياسيا، ومفكرا وعسكريا وأديبا، غابت بلاده عقودا وراء صورته الشمولية.

في ملف الترجمة مقالات ثلاث تتناول جملة من القضايا بينها ترجمة الشعر، وواقع ترجمة الأدب العربي وإشكالياته، وطبيعة التفاعل الثقافي الذي ولّدته ترجمة “ألف ليلة وليلة” الكتاب الذي يعتبر إحدى الأيقونات الأدبية الكبرى في العالم، ولعبت الترجمة دورا بارزا في شهرة هذا الكتاب.

نشير هنا خصوصا إلى المقالة الأولى في الملف، وتتعلق بمغامرة ترجمة الشعر الذي طالما اعتبر مادة أدبية متمردة وعصية على الترجمة. يخوض الناقد والأكاديمي التونسي محمد آيت ميهوب في المسألة، مقلّبا وجوهها ومستدعيا الأمثال من التراث العربي القديم، وكذلك من ثقافتنا الحديثة، ليجيب عن السؤال الأصعب: هل يمكن ترجمة الشعر؟

أخيرا فإن المقالات الفكرية المنشورة في العدد إنما تتناول جملة من القضايا المتعلقة بالكتابة والفلسفة واللغة والحداثة والمجتمع. ومن خلالها تواصل “الجديد” الطرق على أبواب النوم العربي، الموصدة على أمة تتشقق من تحت أقدامها الأرض، وتندلع من حولها الحرائق، ويتوعدها الخصوم والأعداء بمستقبل أشد ظلاما، وما من عاصم لها سوى الاعتصام بقلعة الثقافة، لإعمال الفكر والعقل في قراءة الوقائع وتحليلها واستخلاص المعاني الجوهرية من باطن الأشياء، ليكون في وسع نخبها المثقفة وأجيالها الجديدة بناء الجسور لاجتياز هوة الحاضر والعبور إلى المستقبل.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.