الفرد والقطيع / الذات والعالم

في البحث عن الأنا العربية الضائعة

يحتوي هذا العدد، وهو ثاني أعداد الصيف الممتازة، على مقالات وكتابات إبداعية، ودراسات في الفن والأدب والفكر، ومراجعات للكتب ورسائل ثقافية، و حوار أدبي. ويتميز العدد بثلاثة ملفات، الأول فكري “الفرد والقطيع/الذات والعالم: في البحث عن الذات الضائعة”، والملفان الآخران شعريان. الأول “الإقامة في اللامعقول: مختارات من شعر محمد ديب” ويتضمن قصائد من أوراقه غير المنشورة، ويأتي احتفاء بمرور 100  عام على ولادة الشاعر والكاتب بالفرنسية. والملف الثاني يتضمن قصائد لمجموعة من الشاعرات والشعراء الصينيين من ووهان (بينهم شعراء أطفال). وهي قصائد كتبت في ظل الكفاح اليومي في مواجهة جائحة الفايروس القاتل كوفيد – 19 .

في الملف الفكري، 14 كاتبة وكاتباً من فلسطين، العراق، لبنان، مصر، الأردن، المغرب، سوريا، الجزائر. قاربوا الاسئلة الشائكة المتعلقة بطبيعة حضور الفرد في النسيج المجتمعي وفي الفاعلية الثقافية، وبغياب الذات وتماهيها في الجموع مغيبة الذوات في ظل مجتمعات محكومة من نخب وقوى مستبدة، في إطار علاقات إخضاع وهيمنة لأدوات القمع عسكرت المجتمعات وعطلت القوى المبدعة في الأفراد، وأجهزت على التطور الطبيعي للاجتماع، وعلى كل محاولات الأفراد لتحقيق ذواتهم كماهيات حرة ومستقلة وعلى كل ما يتعلق، تالياً، بحياة الجموع التي تحولت في ظل سيادة ثقافة الاستبداد إلى قطعان في مجتمعات تحولت بدورها إلى حظائر.

شكلت مقالات الملف مساهمات متعددة الانتباهات في البحث عن الذات الضائعة في المسافة بين الفكر والواقع، وبين أحلام النهوض وكوابيس النكوص، إنها مقاربات من منظور ثقافي تبحث في أسباب الفشل الحضاري العربي وتحاول الإجابة عن الأسئلة المتصلة بدور الثقافة والمثقفين في هذه البرهة من الزمن في تجاوز هذا الفشل انطلاقا من اعتبارات الأفراد والمجتمع؟ وبحث في سبل بناء مشروع ثقافي يحرر الفرد من فخ القطيع، ويحرر القطيع من حظيرة الطغيان والتخلف، ولأجل امتلاك الفرد صوته المفرد، والجماعة كيانها الجماعي ومصيرها، وبناء علاقة متجددة بين الفرد والجماعة لا تقوم على الهيمنة الأبوية، ولا على علاقات القسر والقمع والإخضاع؟ وبحث في دور الفرد في هذه المسألة، ما دام كل فكر في أصله يصدر عن ذات تتفكر وليس عن جموع مقهورة؟

حوار العدد مع الشاعر الإيطالي إيمانويل بوتاتسي غريفوني، وهو شاعر وأكاديمي يهتم بثقافة العلوم التقنية. والحوار معه يكشف عن شخصية إنسانية منفتحة على الثقافة العربية ومعادية للتمركز الأوروبي على الذات.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.