بنت النيل

كتابات ورسوم نسوية من السودان

نفتتح سنة 2019 بعدد يحتوي على ملف أدبي يكشف عن بعض ملامح كتابة المرأة في السودان. يحتوي الملف على دراسات ومقالات وشهادات ونصوص قصصية وشعرية من جغرافيا أدبية تبدو اليوم بعيدة جدا عن مركز الضوء في الثقافة العربية، وهو بمثابة محاولة أولى من قبل “الجديد” لاستكشاف خارطة كتابة المرأة في بلد شاسع في مساحته، عريق في تاريخه، متعدد في مكوناته الثقافية والدينية.

مقالات الملف وقصصه وقصائده تعطي فرصة للقراء للتعرّف على ملامحها الفنية وموضوعاتها واهتمامات كاتباتها، وتحاول المقالات النقدية خصوصا الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقضايا التي تطرحها الكتابة النّسوية السُّودانية وما إذا كانت تتطلع إلى امرأة جديدة، ذات حضور فاعل في المجتمع، أم أن رهانها دون ذلك بفعل تغلغل الذكورية في بنية المجتمع السوداني، ووقوف السلطة بمفهومها الزمني وأيضا بمعناها الأيديولوجي كحاجزين ضد تطلعات المرأة وآمالها؟

بعض ما في هذا الملف النقدي يجيب عن أهم هذه الأسئلة من خلال رحلة بانورامية مع أبرز الأسماء والآثار التي برزت في كتابة المرأة في السودان، لا سيما في حقل كتابة الرواية.

من فضائل الكتابة السردية، كما تكشف النماذج المنشورة في الملف، أنها لم تقدّم لنا صورة لرجل مشوّهٍ، أو حتى صورة سلبية له مقابل صورة مثالية للمرأة. بل على العكس تماما جاءت صورة الرجل وفقا لسياق ثقافي ساهم إلى حد كبير في تشكيله. ومن ثم كانت شخصيته حاملة لأنساق البيئة والجماعة التي ينتمي إليها.

في الشعر لا بد أن نشير إلى ذلك البعد الرومانطيقي وإلى شيء من الرمزية الخفيفة يخيمان على قصيدة المرأة السودانية، وبخلاف أصوات قليلة جدا، لجأت إلى التجريب الشعري، كنجلاء عثمان التوم، فإن الانشغالات والتطلعات الفنية والتعبيرية للشاعرة السودانية الحديثة لا تخرج عن نظائرها لدى شاعرات العربية الأخريات، وإن بدت أكثر ميلا ونزوعا إلى توليد الغنائية في القصيدة.

إلى جانب الملف نشرت “الجديد” مقالات فكرية ونقدية ونصوصا أدبية من جغرافيات عربية أخرى، ومراجعات للكتب ورسائل ثقافية وحوارا ضافيا مع الكاتب المغربي الطاهر بن جلون تحت عنوان “الكتابة ضد القدر”.

بهذا العدد الافتتاحي للسنة الجديدة تواصل “الجديد” خطتها في الكشف عن الأقلام الجديدة، ونشر ثمرات المغامرة الفكرية والجمالية للمبدعين العرب مشرقا ومغربا، وفي المهاجر والمنافي والأوطان، مترجمة الشعار الذي رفعته منذ عددها الأول: فكر حرّ وإبداع جديد صفحات من النصوص المبدعة والأفكار الجريئة.

قلم التحرير

The website encountered an unexpected error. Please try again later.