تأبيد الفاجعة
كتاب لبنانيون وعرب يكتبون عن كارثة بيروت
يحتوي هذا العدد من "الجديد" وهو الثالث الممتاز لصيف هذا العام، على مقالات فكرية وأدبية ونقدية وحوارات ومراجعات لإصدارات جديدة في الأدب والفكر، ونصوص شعرية وأخرى قصصية، ويوميات، ويضم العدد ثلاثة ملفات الأول يحتوي على يوميات ومقالات واسترجاعات وتأملات في مدينة عربية هي بيروت تحت عنوان "تأبيد الفاجعة"، والثاني ملف شعري وقصائد مختارة لستة من الشعراء والشاعرات من تونس تحت عنوان "ألوان تونسية"، والثالث ملف تحت عنوان "المثقف الأيقوني" ويحتفي بالمفكر الإصلاحي عبدالرحمن الكواكبي بمناسبة مرور 120 عاما على تأليف كتابه الأشهر "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد".
وإلى هذه الملفات نشرت الجديد حوارين الأول مع الروائية المصرية سلوى بكر، والثاني مع الكاتب الفرنسي الإشكالي رولان جاكار، مصحوبا بنصوص له هي شذرات فكرية ذات أفق شعري ونزوع نقدي صادم.
شارك في الملف الأول عن بيروت 17 ناقدا وشاعرا وروائيا عربيا من لبنان، سوريا، العراق، المغرب، الجزائر، الأردن، واحتوى الملف على شعر ويوميات واسترجاعات، وقراءات في أدوار المدينة في الفكر والأدب والفن، ومكانتها الثقافية والوجدانية بوصفها مدينة لعبت دوراً طليعيا في معارك التجديد والحداثة، واحتضنت في فضاءاتها المتعددة الأصوات العربية الأكثر طليعية في الثقافة العربية، فكانت مطابعها وصحافتها ومؤسساتها الثقافية الحرة مختبراً حقيقياً لكل جديد، وملجأ كريما لكل باحث عن الحرية وهارب من عسف الطغيان من حملة الأقلام في جغرافيات الجوار العربي، وأتى الملف في ظل الفاجعة المذهلة التي حلت بالمدينة مؤخراً وأتت على مرفئها، ونشرت الخراب والموت في المدينة التي وصفت ذات يوم بـ"سويسرا الشرق".
مع الملف الثاني المنشور تحت عنوان "المثقف الأيقوني" تفتح "الجديد" ملف السؤال عن المسافة الضائعة بين أنوار العقل وظلمات الكهف الممتدة على مسافة 120 سنة هي المسافة الضائعة من روزنامة الأيام العربية، بين ظهور كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبدالرحمن الكواكبي، وبين اللحظة الراهنة بحرائقها وانهياراتها في غير عاصمة من العواصم التي أبدعت الفكر والثقافة والاجتماع والعمران عبر التاريخ المديد.
الملف الثالث في العدد ضم قصائد تونسية، وبه تواصل "الجديد" الاهتمام في تقديم الأصوات الشعرية الجديدة الحاضرة اليوم في جنبات القارة الشعرية العربية.
مع هذا العدد تتقدم "الجديد" خطوات في مشروعها النقدي والفكري، مكرسة صفحاتها لكل جديد مبتكر ومغامر وجريء في الأدب والفكر على خارطة ثقافية عربية تمتد مشرقاً ومغرباً، وإلى ما وراء البحار، حيث تتفتح أزهار الأدب والفكر في المنافي والمهاجر، كما في الأوطان، وتزدهر الكتابة الجديدة، وتتعدد أصواتها، وتجاربها، وتثار الأسئلة الاكثر حرارة وإشكالية بإزاء الذات والآخر في عالم يعيد اليوم تشكيل نفسه ويريد أن يعيد تعريف نفسه في ظل اضطراب متواصل يعصف بالمقولات والأفكار والأيديولوجيات.
قلم التحرير