هكذا تكلم الشعراء

مرايا الخيال الأدبي وانتحار قارئ الشعر

يحتوي هذا العدد الممتاز من “الجديد” على العديد من الملفات أشملها تحت عنوان “هكذا تكلم الشعراء” شارك فيه ثلاثون شاعرا عربياً وستة نقاد من سوريا، المغرب، فلسطين، عمان، لبنان، العراق، مصر، الجزائر، تونس، اليمن، وينقسم الملف إلى ثلاثة أقسام هي أولا: “أسئلة ‘الجديد’ واستجابات الشعراء”. ثانياً: “كلام الشعراء واستجابات النقاد” وشارك فيه حاتم الصكر، ناهد راحيل، أيمن باي. ثالثاً: “حوار تفاعلي في تجليات الشعر” وشارك فيه عبدالرحمن بسيسو، خلدون الشمعة، أحمد برقاوي.

خمسة محاور دارت حولها الأسئلة: في دوافع الكتابة وما يطلبه الشعراء من الشعر. في فكرة المشروع الشعري. في إنجازات الشعراء وطبيعة انتباهات النقاد للآثار المنجزة. في البحث عن  أثر الشعراء في الشعراء وطبيعة العلاقة بين سابق ولاحق.

في الموقف من حال الشعر وخصوصا ما يعتبره البعض “فوضى شعرية عارمة” و”كتابة خرقاء” تسود المشهد الشعري العربي. في الموقف من القول الشائع عربياً من عدم وجود شاعر عربي كبير وفاعل اليوم. في غرائبية الواقع العربي والتطورات المجتمعية التي نشأ ظن يرى أنها سبقت “مخيلات الشعراء” وأدخلت الكتابة الشعرية وأهلها في مأزق وجودي. في معنى صمت عدد من الشعراء ودلالته من أصحاب التجارب اللافتة أو توقفهم عن ابتكار  الجديد.

الملف إذ يأتي في أعقاب شهر آذار الذي يحتفي خلاله العالم بالشعر والشعراء، ويستقبل معه الربيع، إنما هو تعبير من “الجديد” عن رؤيتها لقيمة الشعر ومركزية حضوره في ثقافتنا العربية، وبلاغة حضور الشعري في أوجه الابداع المختلفة.

ولا نعتبر هذا الملف عملا موسميا، ولكنه خطوة في رحلة مفتوحة مع الشعر بوصفه الإبداع الاكثر اتصالا بالوجدان الإنساني، والتعبير الأعمق عن هذا الوجدان، ليس في الثقافة العربية وحسب وإنما في سائر ثقافات الكوكب.

تدخل “الجديد” ربيع العام بعدد ممتاز أضيفت إليه مئة صفحة زيادة على عدد صفحات المجلة.

وحفل العدد بمقالات في قضايا فكرية شتى، وبقصص وقصائد ويوميات، وعروض كتب ورسائل ثقافية. حوار العدد مع الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري أجراه الروائي عبدالكريم الجويطي.

ننوه في هذا العدد بمقالة عن الفيلسوف اليوناني ديميتريس ليانيتيس وبقطوف من آخر محاضرة له  قبل انتحاره في أواخر التسعينات معبّراً عن موقف فلسفي يستند إلى نزوع إغريقي قديم يتعلق بفكرة الموت.

وننوه، أيضاً، بسجال ثقافي عراقي دار في فيسبوك وجرى تحريره ونشره في “الجديد” يتعلق بمقال نشر في العدد الماضي تحت عنوان “آثار أور السومرية والمسألة الإبراهيمية” ويدور حول أسطورة “بيت ابراهيم” في أور.

أخيرا افتتحت “الجديد” عددها بمقالة للناقد خلدون الشمعة تحت عنوان “الاستشراق الموارب” وذلك في مناسبة حلول المئوية الثانية لولادة المستشرق ريتشارد فرنسيس بيرتون الرحالة والسفير والكاتب البريطاني الذي نقل إلى الإنكليزية بعض أهم المؤلفات الشرقية وعلى رأسها كتاب “ألف ليلة وليلة” الذي سرعان ما أصاب المخيال الإنكليزي بحمى جمالية اسمها الشرق.

بهذا العدد تواصل “الجديد” احتفاءها بثمرات أقلام المبدعين والمفكرين العرب في المهاجر والمنافي والأوطان، مشرقاً ومغرباً وعبر العالم، بوصفها منبرا للفكر الحر والإبداع المبتكر.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.