الحرائق تكتب والروائيون يتساءلون
عن الكتابة الأدبية في الأزمنة الصعبة
أكثر من 100 شهادة لكاتبات وكتّاب من أنحاء العالم العربي، بحق ما سمّاه بعضهم بـ”الزمن الروائي المحيّر”. زمن العواصف والخراب. زمن التغيرات الكبيرة التي لا يعرف إن كانت قد حدثت أم لا. ملفّ من نوع مختلف. يتناول فناً مختلفاً. أكثر العرب من محاولاتهم فيه. غير أنه لم يكن ديوانهم يوماً كما كان الشعر.
ليس هذا بغير دلالة. فالرواية هي الحدث. والشعر خارج الحدث. الرواية سياق درامي. والشعر مجرّات من الصور. وطالما كان الواقع متعطلاً درامياً فلا شك أن الرواية ستتعطل عجلاتها. ترتبك وتتلعثم. تبتكر لغتها البدائية. تطوّر فضاءاتها، حكاياها، أمكنتها. لكن يبقى شخوصها أسرى في منطقها وفيزيائها. وهو ما يفرضه ظرف عريض من الشروط الموضوعية لحركة المجتمعات والثقافة والآداب وانعكاس الأولى عليهما.
تحديات كبيرة تبرز اليوم أمام الروائي، قبل أن يشرع في العمل. الاستبداد وأقداره، الظلاميون، الجموع والفرد الممزق، الجهل والتخلف، الآخر. الجدران العرقية والطائفية الصاعدة، التاريخ والمستقبل، والهوية بالطبع.
وكان لافتا في تلك الشهادات ما تحدث منها عن انتهاء صلاحية الخيال، وعن الكتابة بالوثيقة والريبورتاج. كلمة “الناس″ تكررت. وتكررت معها صيغة السؤال المفتوح حول كل المسلّمات التي بنيت عليها قواعد اللعبة الروائية.
احتشدت مشاريع الكتابة الروائية في مختبر “الجديد” حتى أنها تتحول في بعض الوقت إلى رواية أو مقاطع منها على الأقل، بسبب أصالة التساؤلات والبحث الجاد والملح من أصحابها، بما يؤكد صوابية الملف وضرورته في هذا الوقت بالذات. فالرواية العربية كما الخرائط العربية، كلاهما في حيرة.
قلم التحرير